سبب شيوع الرمز في الشعر المعاصر

إن الشعر العربي المكتوب في ذلك الوقت هو الذي يحتقر القارئ والمعاصر دليل على المشهد الذي تألف فيه الشعر الحديث  وهو المشهد الذي نحن معاصرون دون أن نأخذ بعين الاعتبار إذا كان الشاعر حي أو ميت  وكل شاعر معاصر شاعر حديث والعكس خاطئ

دائمًا ما يميل الشعراء إلى اتباع الرمز وعدم الإفصاح عن المعنى المقصود من الأبيات الشعرية المختلفة بشكل صريح وواضح ؛ وقد ظهر ذلك جليًا في الشعر الحديث والمعاصر وهو من أهم سمات الشعراء أيضًا في هذا العصر .

توظيف الرمز في القصيدة العربية

تُعد البيئة الشعرية الحديثة بيئة خصبة تمامًا للإبداع في استخدام الرموز والإيحاءات المختلفة التي يُمكن من خلالها استخدام كلمة واحدة تُشير إلى عصر بأكمله أو صفات أو غيرها ، حيث أن العديد من الشعراء تمكنوا من الاعتماد على الرموز الخاصة بالحضارة العربية القديمة والحضارة الإسلامية وغيرها في نظم القصائد العربية الإبداعية ، ويُعد توظيف الرمز في الشعر العربي أحد أهم الإبداعات الفكرية في مجال الشعر .

أسباب استخدام الرمز في الشعر المعاصر

لقد أعزى العديد من الشعراء اسباب شيوع الرمز في الشعر المعاصر إلى مجموعة من الأسباب ، وهي :

-العديد من الشعراء المعاصرين كانوا يحملون بين طيات قصائدهم الشعرية رسائل إصلاحية يُخاطبون بها روح وفكر المستمعين إلى تلك الأشعار ، وكان هنا لا بُد من الاعتماد على الرموز بدلًا من الإفصاح عن المعنى المقصود بشكل واضح وصريح ؛ حتى يتمكن الشاعر من الاستمرار في تقديم رسالته الإصلاحية دون أن يعترض طريقه أحد .

-كما أن الرمز في الشعر العربي يُمكنه أن يقوم باختصار قصة كاملة معروفة ومتداولة من العصور الماضية أو كلمة واحدة تشير إلى حدث واحد متعدد التفاصيل ، ومن هنا كان استخدام تلك الرموز وسيلة هامة يُمكن من خلها أن يعبر الشاعر عن قصة كاملة يريد ربطها بموضوع القصيدة عبر كلمة واحدة وهكذا .

-القصيدة العربية لا تقوم فقط على التلقين ونقل المعلومات السمعية إلى المستمع أو القارئ فقط ؛ بل إنها تسعى دائمًا إلى إيجاد علاقة تواصلية لها نوع خاص بين الشاعر والميتعمين ؛ ومن هنا فإن استخدام بعض الرموز في القصيدة يجعل المستمع في حالة تفكير وتركيز حتى يتمكن من فهم المقصود وراء الربط الذي هدف إليه الشاعر حينما ذكر هذا الرمز في قصيدته .

-من أبرز الرموز والأسطاير التي اعتمد عليها العديد من الشعراء ذكر اسم سيدنا أيوب في إشارة إلى مدى الصبر والجلد ، وذكر العتيقة وذكر الأساطيل وغيرها العديد من الرموز الأخرى التي جعلت الشعر يأخذ شكلًا لغويًا جماليًا وعميقًا في نفس الوقت .

-كما قد اعتمد بعض الشعراء على استخدام أسماء الأبطال الأسطورية عند الرغبة في الإشارة إلى بعض الصفات البطولية وغيرها في القصائد الشعرية ، حيث قد اعتمد بعض الشعراء على استخدام اسم السندباد وعلاء الدين وغيرهم في أبياتهم الشعرية .

-يُعد كل من الشاعر نزار قباني والشاعر محمود درويش وغيرهم من أبرز شعراء الشعر المعاصر الذين قد قاموا بتوظيف الرمز في أبياتهم وقصائدهم الشعرية .

سمات الرمزية الشعرية

هناك عدد من السمات التي جاء بها المذهب الرمزي في الشعر ، وهي :

-الغموض : حيث أن بعض الشعراء كانوا يستخدمون بعض الرموز الغامضة وغير المألوفة لدى القارئ من أجل توصيل فكرة دقيقة وجديدة لمن يقرأ تلك الأبيات الشعرية .

-الحواس : كما قد اعتمد بعض الشعراء على استخدام أسماء بعض الحواس من أجل الإشارة إلى صُفات مُحددة بطريقة إبداعية .

-الرمز الديني : يُعد الرمز الديني من أهم الرموز التي اعتمد عليها الشعر المعاصر ؛ حيث اجتهد العديد من الشعراء في الاعتماد على الرموز الدينية التي تلقى تأثيرًا إيجابيًا في نفس القارئ .

-الموسيقى والفن : العديد من الشعراء اعتمدوا على الرموز الموسيقية والفنية كوسيلة أساسية لتكوين القصائد بطريقة تجعل القارئ مستمتعًا بالحس الفني أثناء الاستماع إلى القصائد الشعرية .