تعرف على معركة جالديران و أهم التفاصيل الخاصة بها

من بين الحركات التي اندلعت من أجل الإطاحة بالإمبراطورية العثمانية  تلك التي كانت تعرف باسم الدولة الصفوية  وحاولت هذه الدولة الإضرار بالإمبراطورية العثمانية  وبالتالي وقعت معارك عديدة بينها

خلفية المعركة
– في البداية قام الشاه إسماعيل بفرض المذهب الشيعي في إيران كمذهب أساسي للدين هناك ، و قد أثار هذا تذمر الكثيرين هناك ، و لكنه حاول استمالة بعض القبائل التركية العلوية للاعتماد عليهم في جيشه في مواجهة الجيش العثماني ، و بالفعل تمكن من القضاء على دولة آق قويونلو ، تلك التي شكلت حاجز بينه و بين الدولة العثمانية ، و هنا ادعى أنه قد أصبح مالكا لكافة الدويلات التركية و جبال طوروس ، و كذلك الأقليات المسيحية في أرمينيا .

– بعد أن تسلم السلطان سليم الحكم اتسمت العلاقات بينهم بالفتور الكبير ، و قد حاول إبرام عدد من الهدنات الطويلة الأمد مع عدد من الجبهات الأخرى ، وقتها كان السلطان سليم الاول يشعر بالارتياب تجاه تلك الدولة الصفوية ، و بشكل خاص بعد محاولتهم ضم السلطان المصري قنصوة الغوري لمواجهة سليم الأول .

الاستعداد للمعركة
– تمكن سليم الأول من حل كافة مشاكله مع الجيران الأوروبيين ، و في ذاك الوقت أمر بعمل حصر لكافة الشيعة الموجودين في الأناضول و بلاد العجم ، و قام بقتلهم جميعا ، و كان ذلك بهدف القضاء على التمرد ، و بعد ذلك قام سليم الأول بجمع كافة العلماء و الحكماء في أدرنة ليستشيرهم في أمر الحرب مع الصفويين و خطورتها .

– على صعيد أخر تمثلت علاقات سليم الأول مع كافة السلطات الخارجية بالدبلوماسية و الهدوء و الاستقرار ، و قد اعتمد سليم الأول على هذا عند تجهيزه للحرب ، و بالفعل تم الاتفاق مع عبيد الله خان الأوزبك ، بالهجوم على خرسان ، بمجرد أن يعرف بوصول العثمانيين لإيران و ذلك لتشتيت الصفويين .

معركة جالديران
تحرك السلطان سليم على رأس الجيش ، و قد وصل إلى أدرنة و منها إلى قونية ثم إلى قيسارية ، و أثناء الرحلة قام السلطان بالتواصل مع حكام العديد من المناطق المجاورة من أجل مساندته في الحرب ، و كانت من بين المراسلات التي قام بها ، مراسلته لقنصوة الغوري يخبره بأن اساعيل شاه أصبح على وشك النهاية ، فضلا عن العديد من الرسائل التي دارت بين سليم الاول و اسماعيل شاه .

وقوع المعركة
اتجه السلطان سليم إلى جالديران ، و ما إن أوشك الوصول إليها حتى تمكن من احتلال عدد من المواقع الهامة ، و التي كان من بينها الأماكن الهضبية بها ، و في الثالث و العشرين من أغسطس من عام 1514 كان الطرفين قد اصطفوا للمعركة و أعلنوا ساعة البدء ، و بالفعل وقعت معركة حامية و كان الغلبة فيها للعثمانيين ، و كان ذلك بمساعدة الطوبجية ، و سقط أقوى قادة الصفويين قتيلا في المعركة و تم أسر زوجته ، بعدها قام السلطان سليم بتزويجها لأحد كتابه ، أما بالنسبة لإسماعيل شاه فقد جرح في المعركة و أنقذه أحد الضباط ، و قام السلطان سليم بقتل كافة الأسرى و أمر بإقامة هرم من رؤوسهم في أرض المعركة .

ما بعد المعركة
تمكن السلطان سليم من السيطرة على خزائن الشاه بالكامل ، و لكن معارضة أمراء الجيش منعته من التقدم أكثر من ذلك ، هؤلاء الذين حرضهم قائد الحركة الإنكشارية جعفر جلبي الذي اعدم بعد رجوعه للاستانة ، هذا فضلا عن حلول فصل الشتاء و عدم استعداد الجنود لذلك ، و لذلك كان من الضروري العودة إلى الأناضول ، و لكن المعركة كانت قد مهدت للعثمانيين التوسع فيما بعد و الوصول للعراق ، و لكن هذا أقام بعض الخلافات في وجه الدولة العثمانية .