تعرف على عاقبة الكبر و التكبر في الدين الإسلامي

نعلم جميعا أن رسول الله هو أفضل الخلق وأن خاتم المرسلين تميز بشخصيته المتواضعة  التي يحبها الجميع  تلك الشخصية التي اختلطت بكبار العبيد والضعفاء دون غطرسة أو غطرسة

الكبر
– الكبر هو شعور بالاستعلاء ، و في الغالب يصاحبه حالة من الاحتقار للآخرين و شعور بالاستعلاء عليهم ، و قد حاول كثير من العلماء المتخصصين في علوم النفس تفسير هذا الشعور و طريقة تفاعل الجسم معه ، و تبين أن هذا الشعور أحد الأصول في خلق النفس البشرية و تختلف طريقة تفاعل الإنسان معه ، فبعض الأشخاص تنمو لديهم هذه الحالة و تعرف بالأنا الأعلى ، و أشخاص يمكنهم التغلب على هذه الحالة و التعامل مع الأشخاص بتواضع و محبة ، و ذلك دون النظر بخيلاء للنفس .

– أما عن سمات الكبر فتشمل بعض أنواع الشرور الموجودة في النفس البشرية ، و تظهر في سلوكيات الشخص بوضوح ، فنجد أن الشخص المتكبر يظهر كبره في كل نواحي حياته ، فيظهر في حركاته و سكونه و أفكاره و طموحاته ، و مهما حاول إخفاء هذه الصفة الذميمة فتظهر في نظراته و زلفات لسانه .

معالجة الإسلام للكبر
– الدين الإسلامي حث الجميع على هدوء النفس و التواضع في التعامل ، و هناك الكثير من الآيات القرآنية و الأحدايث الشريفة التي بالغت في التحدث عن تلك الصفة الذميمة و عن رفض الدين لها ، فعلى سبيل المثال قيل أن المتكبر لن يدخل الجنة ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ)) [ مسلم، الترمذي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد ] .

– و كذلك تحدثت بعض الأحاديث عن أن العظمة و الكبر هي صفات الله جل و على ، و ليس لأحد مشاركته فيها ، و ذلك اعتمادا على قول رسول الله عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ، صحيح مسلم .

– هذا فضلا عن أن القرآن الكريم قد تحدث في العديد من الآيات عن التكبر و الخيلاء ، و عن مدى رفض الدين الإسلامي لهم ، حتى أن القرآن الكريم حينما تحدث عن المتكبرين وصفهم بأنهم لا يؤمنون بالآخرة ، كذلك تحدث عن أن الكبر ينهي عن الهداية للحق ، فضلا عن بعض الآيات التي تحدثت عن عقاب المتكبرين ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) {سورة الأعراف} ، و كذلك قوله تعالى ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) {سورة القصص – 83} و غيرها من الآيات الكريمة .

أنواع التكبر
– حينما تحدث القرآن الكريم عن التكبر قام بتقسيمه إلى عدة أنواع بخلاف التكبر على البشر الذي نعرفه جميعا ، و شملت هذه الأنواع التكبر على الله عز وجل ، و كذلك التكبر على الرسل .

– بالنسبة للتكبر على الله فيعتبر أسوأ أنواع الكبر ، و ينتج عن تشبع القلب بالطغيان ، و يظهر ذلك واضحا جليا في بعض المواقف في القرآن الكريم ، و على رأسها موقف فرعون من الدعوة للدين ، و ذلك حينما قال أنا ربكم الأعلى ، و كذلك عندما النمرود أنا أحي و أميت .

– أما عن التكبر على الرسل ، فقد حفل تاريخ اليهود بشتى صور التكبر على الرسل ، و غيرهم من الخلق الذين عتوا و تكبروا على الرسل .