الألوان في علم النفس

علم النفس هو من العلوم الانسانية الذى يدرس سلوك الانسان وعلاقته بالمحيطين

الألوان

اللون في اللغة هو الصفة التي تطلق على الجسم من السواد أو البياض أوغيرها من الألوان، أما علماء الطبيعة فعرّفوها على أنهاظاهرة فيزيائية تنتج عن تحليل اللون الأبيض، حيث وجد نيوتن أن الضوء الأبيض يتحلل إلى عدة ألوان (ألوان الطيف)، كما أن الضوء هو أصل اللون. ويُعد اللون أحد أنواع التأثيرات الفسيولوجية التي تخص وظائف شبكية العين في الاستجابة للضوء الملون، لتصل الصورة إلى الدماغ ثم يتم ترجمتها وإدراكها، والاحساس بها بواسطة الجهاز العصبي لدى الكائنات الحية. ويهتم بالألون بشكل واضح وكبير الفنانون التشكيليون والعاملون في المطابع، ومجالات الصباغة، وإنتاج الألوان للاستعمالات المختلفة.[١][٢]

الألوان عبر الزمن

ظهرت مدلولات الألوان وتأثيراتها منذ العصور والحضارات القديمة، حيث دخلت في الحضارة الفرعونية بشكلٍ واضحٍ في الطقوس الخاصة بالشعائر الدينة فكان هناك ألوان خاصة للصلاة والتي كان يغلب عليها الأحمر بالدرجة القرمزية، والأزرق السّماوي، والأصفر الفاتح، ثم تم استعمالها في طلاء الجدران الخاصة بالهياكل ودور العبادة المقدسة، وبذلك فقد اكتسب كل لون من الألوان رمزيته ودلالته الخاصة به. أما في في حضارة بلاد ما بين النهرين فقد ظهر بها التمييز الطبقي للألوان حيث كانت تُصنّف إلى ألوان ترتديها عامة الشعب، وألوان خاصة بالعائلة الحاكمة أو المالكة في جميع مظاهرها وممتلكاتها، أما في الحضارة العربية فقد ظهر التأثير الواضح للألوان في الأدب والشعر العربي في وصف ألوان وأشكال الحضارة العربية ببيئاتها المختلفة.[٣]

علم النفس اللوني

يُعتبر علم النفس اللوني من الميادين الحديثة للعلوم النفسية، إلا أنه لم يحظى بالاهتمام الكافي من الناحية النظرية والتجريبية حتى هذا الوقت، حيث إن تأثيرات الألوان على الأداء النفسي، والتصوّرات الذاتية كان موضوعاً مهمّاً في مجالات التسويق، والإعلان، والفنون، والتصاميم، فظهرت هناك العديد من الدراسات التي قام بها علماء النفس للبحث في مدى تأثير الألوان على المشاعر والمزاج والأنماط السلوكية العامة، وبشكلٍ عام فقد وُجدت بعض المعايير العالمية لدلالات الألوان وفقاً لتصنيفات درجاتها بالنظر إلى سلّم ألوان الطيف وطبقاته، فهناك ما يُدعى بالمنطقة الحمراء؛ وهي المنطقة الدافئة التي تحتوي على الأحمر، والأصفر، والبرتقالي. وهناك أيضاً ما يدعى بالمنطقة الزرقاء الباردة؛ وهي تحتوي على الأزرق، والأخضر، والبنفسجي.[٤]

دلالات الألوان في علم النفس

لقد قامت عدة جهودٍ بدراسة تأثير الألوان على سايكولوجيا الإنسان وفيما يأتي ذكرٌ لتأثير بعض الألوان المدروسة على الناس.

الأحمر

يُعتبر اللون الأحمر من أقدم الألوان التي عرفها الإنسان في الطبيعة، ويعبّر الأحمر عن الدفء، والحب، والأحاسيس القوية، كما أنه لون من الألوان الساخنة المستمدة من حرارة الشمس، ووهجها، وقد يرتبط في بعض الأحيان بالمأساة، والقوة، والعنف، والإثارة، كما أنه لونٌ واضحٌ ملفتٌ للنظر بشكلٍ كبيرٍ ويسترعي اهتمام الجميع، وبشكلٍ عام فإن اللون الأحمر يُعتبر صاحبَ أطول موجة ضوئية من ألوان الطيف، لذلك يُعد من الألوان القوية الرئيسية.[٥][٦]

الأزرق

يُعتبر اللون الأزرق من أكثر الألوان شعبية وانتشاراً في العالم، فهو يعبر عن الاستقرار، والأمان، والثقة، وقد يدل أحياناً على مشاعر البرود، والعزلة، والحزن، وهناك من استعمل هذا اللون في المكاتب والمؤسسات لزيادة مردودية إنتاج الموظفين كما تستخدمه مكاتب الخدمات التسويقية في إعلاناتها المختلفة، ويُعتبر الأزرق لوناً مهدئاً نبضات القلب وخافضاً لدرجة حرارة الجسم، ويُعطي إحساساً بالرحابة، والسعة في التواصل مع الآخرين، كما يظهر دوره كمهدئ لعمل الدماغ والعقل.[٧]

الأصفر

يُعبّر هذا اللون عن التفاؤل، والفرح، والإبداع، والدفء، وقد يُعبر في بعض الأحيان عن الإحباط، والغضب، والقلق، وقد يكون في بعض الأحيان متعباً للنظر، ويُعتبر من أقوى الألوان النفسية، وتظهر آثاره ودلالاته النفسية بشكلٍ متباين ومختلف على الناس، باختلاف الثقافات والتجارب الشخصية لكل فرد، فقد يكون اللونالأصفر للبعض لوناً يعزّز من الروح المعنوية، والابتهاج، والإشراق، وقد يكون مزعجاً للآخرين خاصةً في درجاته المشبعة والقوية، حيث تسبب شعوراً بالطاقة العالية والإثارة. كما قد يُثير اللون الأصفر لدى الشخص حالةً من الغضب، ويظهر دوره في العمليات الحيوية في تحفيز عمليات الأيض. وقد تجعل الغرف الصفراء الأفراد في حالة من فقدان الأعصاب والغضب والإحباط، وقد تحفز الأطفال الرضع على البكاء.[٨]

الأخضر

يُعبّر اللون الأخضر بشكلٍ عامٍ عن التوازن، الانتعاش، والتلاؤم، والطمأنينة، والانسجام مع العالم الخارجي، كما أنه لون الطبيعة ويرمز إلى الخصوبة والنمو. وقد يدل في بعض الأحيان على الغيرة. ويُحفّز الشعور بالاتزان، والراحة، ويُزيل القلق، والتوتر، ويراه البعض لوناً ملكياً أنيقاً، ومحفّزاً على الشعور بالمعاني الإيجابية والتفاؤل.[٩].

بعض الألوان الفرعية

ومن أهم هذه الألوان الفرعية ما يأتي:

  • البنفسجي: وهو مزيج من الأحمر والأزرق، وقد كان هذا اللون قديماً يدل على الغنى والثروة، وهو لون ملكي استخدمته العائلات الملكيّة بكثرة، وذلك بسبب ندرته في الطبيعة مما رفع قيمة المواد المستخدمة في استخراجه وصنع أصباغه، أما مدلولاته فهو يعبر عن الحكمة، والروحانية، والغموض، كما أنه الأقوى في طول الموجة الكهرومغناطيسية.[١٠]
  • البرتقالي: بما أنه مزيجٌ من اللون الأحمر والأصفر، فهو محفّزٌ وملفتٌ للانتباه، وبشكل عامٍ فهو يعبر عن الحماس، والدفء، والحيوية.[١١]
  • الوردي: يُعتبر اللون الوردي بشكل عام من الألوان المهدئة، ويدل على الانسجام، والعواطف الجميلة، والهادئة.[٥]
  • الأبيض: يُعبّر اللون الأبيض عن النظافة والنقاء، كما يدل على الصفاء، والهدوء، والأمل، والبساطة.[٦]
  • الأسود: يرمز هذا اللون إلى سوء الحظ، والتعاسة، والحزن، فهو لون سلبي يدل على الفناء.[٦]
  • البني: هو من الألوان التقليدية والمحايدة، يدل على المرونة، والأمن، والشعور بالقوة، إلا أنه في بعض الأحيان قد يحفز مشاعر الوحدة والحزن.[١٢]