أم ورقة التي لقبها الرسول بالشهيدة

أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بن عويمر الأنصاري رضي الله عنها وهي من الذين اعتنقوا الإسلام وعاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهي أحد نساء المسلمين اللاتي تركن آثراً عظيماً في تاريخ الإسلام، لقبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهيدة، وتوفت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

نبذة عن حياة أم ورقة الأنصارية

مما لاشك فيه أن أم ورقة الأنصارية كانت لها مكانة عظيمة في عصر الإسلام فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمها ويقدر حفظها وإتقانها للقرأن الكريم وروي أن نبي الله كان ينصحها بإقامة الصلاة في منزلها، عملت أم ورقة الأنصارية على جمع القرآن الكريم ولم تكتفي فقط بتلاوته إنما عملت على حفظ وتفسير الآيات وتدبر المعاني العظيمة التي تحملها الآيات، فعرف عنها إتقانها للعبادة وكثرة صلواتها،و قراءتها لكتاب الله.

شهيدة تمشي على الأرض

كانت أم ورقة محبة للجهاد وكانت تتمنى أن تنال الشهادة في سبيل الله فحدثتنا عن ذلك قائلة أثناء غزوة بدر طلبت من رسول الله أن يأذن لي بالخروج معهم للغزو لمداواة الجرحي والمرضي ولعل الله قد يرزقني الشهادة والموت في سبيله، فكان رد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها « قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة » فلبت أمر رسول الله ورجعت أم ورقة إلي منزلها طائعة لكلام رسول الله.

وقد روى بن الأثير في أسد الغابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد زيارتها أخذ معه مجموعة من أصحابه الكرام ويقول لهم: هيا بنا نزور الشهيدة، وكعادتها استمرت أم ورقة الجليلة رضي الله عنها على إقامة شعائرها من كثرة الصلاة،و تلاوة القرآن الكريم، وتدبر معانيه، وحفظ آياته، طوال حياة رسول الله في انتظار ما بشرها به نبي الله صلى الله عليه وسلم .

ظلت أم ورقة على عبادتها وصدقها مع الله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جاء عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يزورها ويطمئن على أحوالها إكراماً واقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.

استشهاد أم ورقة الأنصارية

كان لأم ورقة الأنصارية غلاماً وجارية تمتلكهما، وقد وعدت كل من الغلام والجارية بعتق كل منهما ولكن لن يتم ذلك إلا بعد وفاتها، فلم يستطع كل من الغلام والجارية الصبر حتي موتها وقررا أن يقتلوا أم ورقة وفي يوم من الأيام وعندما عم الظلام قام كل من الغلام والجارية بقتل أم ورقة وهربا بعيداً

كيف عرف الناس بموت أم ورقة

عندما أصبح الصباح قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة) فدخل إلى منزل أم ورقة فلم يجد شيء فتوجه إلى البيت فهي أم ورقة ملفوفة في قطيفة في جانب البيت فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعد المنبر وروى الخبر وطلب منهم أن يأتوا بهما إليه وقام بالقصاص منهما جزاءً على فعلتهما الشنيعة.