أحاديث الرسول عن الزواج

الزواج هو من سنن الحياة وهو مصدر واساس تعمير الارض وهو ما خلق له الانسان

أحاديث الرسول عن الزواج

حدثنا النبي صلّى الله عليهِ وسلّم عن أهمية البقاء على الفطرة التي خلقنا الله عليها، وحثنا على إتباع سنته وسنة سيدنا إبراهيم عليهِ السلام، وأهمية البقاء والزواج والعشرة الحسنة بين الزوجين.

في بعض الآيات القرآنية حثنا الله عز وجل على الزواج كما جاء في سورة الروم الآية 21 “وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ”.

فأوجب الله عز وجل الزواج كفرض لمن إستطاع، فبه يستأنس الزوج والزوجة ببعضهما البعض، وفيه يساعدان بعضهما على مصاعب الحياة، فالزواج قوة ووحدة وقيمة للمجتمع، وبالزواج تتآلف الأرواح وتمتد الأعراق والأنساب، وبالزواج يحافظ المجتمع على بنيته السوية فيظهر النسل السوي الذي تشبع بشعور الأسرة والعائلة؛ ليحافظ علة وحدة الجماعة وقوتها.

رويت عن النبي العديد من الأحاديث عن الزواج وفضل الزواج وفضل الزوجة الصالحة والزوج الصالح، ورويت عن زوجات النبي رضي الله عنهن جميعاً كيف تكون الحياة الزوجية والعشرة الحسنة بين الزوجين.

أحاديث الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم عن الزواج

  1. عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “مَن استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج ، فإنَّه أغضُّ للبصرِ ، وأحصنُ للفرجِ ، ومَن لم يستَطِعْ فليَصُم ، فإنَّ الصَّومَ له وِجاءٌ”
  2. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “حقٌّ على اللهِ عونُ مَن نكَحَ الْتماسَ العفافِ عمَّا حرَّمَ اللهُ.”
  3. عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “النكاحُ سُنَّتِي , فمن أحبَّ فِطْرَتِي فليستَنَّ بسُنَّتِي .”
  4. عن ابو إمامة الباهلي، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “تزوجوا فإِنَّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ ، ولَا تكونوا كرهبانِيَّةِ النصارى”

أحاديث الرسول عن الزواج وإختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة

وكما عهدنا النبي في سنته وخطواته فإنه كان دائم الحرص على الأخذ بالأسباب وإنتقاء الأفضل، ومن ثم التوكل على الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولذلك أوصانا النبي صلّى الله عليهِ وسلّم بحُسن إنتقاء الأنساب والأزواج من حيث الغنى بالدين والخُلق الحسن الكريم، وفي أحاديث الرسول عن الزواج ذكر النبي شروط إختيار الزوج والزوجة، وذلك بغرض الحفاظ على الذرية السليمة:

  1. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “إذا خطَب إليكم مَن تَرضَون دينَه وخلُقَه فأنكِحوه إلا تفعلوا تكنْ فتنةً في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ”
  2. عن ابو سعيد الخضري، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “تُنكَحُ المرأةُ على مالِها وتُنكَحُ المرأةُ على جمالِها وتُنكَحُ المرأةُ على دِينِها خُذْ ذاتَ الدِّينِ والخُلقِ ترِبَت يمينُك”.
  3. روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ عَبدِاللهِ بنِ عَمرٍو رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: “الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ”.

وأكد النبي أن الدين والخُلق الحسن هما الحل الأمثل لمعادلة إنجاح الزواج التي يصعب على الكثيرين حلها، فإختاروا شركائكم بحُسن الخلق وطيبة اللسان، واظفر بذات الدين، وكذلك فيما يتعلق بإختيار الزوج والشريك والرفيق فاختاروا من ترضون دينه وفطرته.

أحاديث الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم عن شروط إتمام الزواج

لجواز الزواج شرعاً لابد من توافر عدة شروط هامة، حتى يصبح الزواج كامل الأركان، وعلمنا النبي صلّى الله عليه وسلّم أن لكلّ شيءٍ أصول يتم من خلالها وفقاً لحدود الله، وأباح الله عز وجل الزواج الكامل الأركان وجعله من سنن الأنبياء التي توارثتها الأجيال عبر العصور حفاظاً على الحياة البشرية وإتماماً للمهام التي خُلقت الدنيا من أجلها؛ ألا وهي عبادة الله وحده لا شريك له وإعمار الأرض، ويتضح ذلك في قوله تعالى “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً” [الرعد: 38].

ومن أهم شروط الزواج الكامل كما أوصانا بها النبي الكريم صلّى الله عليهِ وسلّم في حديثه الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها:

  1. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال: “لا نكاح إلا بوليٍّ وشاهدَي عدلٍ ، وما كان من نكاحٍ على غيِر ذلك فهو باطلٌ ، وإن تشاجَروا فالسلطانُ وليُّ من لا وليَّ له”.

وأحل الله عز وجل رباط الزواج وجعله رباط مقدس يربط به الله سبحانه وتعالى على قلوب الزوجين، فيجعل بينهما سكينة ويقيهما به من شر الفتن والوقوع في الفاحشة وخطيئة الزنا، وذلك كما جاء في قوله تعالى من سورة الإسراء الآية 32 “وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا”، وقوله تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ” [البقرة: 187]

كذلك جعل الله تعالى في الزواج السكن والراحة والأمان والوطن، ليبقى رابط الزواج قائم إلى أن يشاء الله، ويتضح ذلك في قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا” [الأعراف: 189]