أجمل قصائد الشعر في مدح الرسول

مهما قيل من الاشعار والنثر فى مدح الرسول الكريم لن يمنحوه حقه هو سيد الخلق واشرف المرسلين

الشعر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

منذ بداية الدعوة الإسلامية والشعراء يتسابقون في كتابة أجمل قصائد الشعر في مدح سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وقد كان أشهر الشعراء في عهد رسول الله هو حسان بن ثابت والذي أطلق عليه لقب شاعر الرسول، فإذا لم يكن هناك شعراً لمدح اشرف المرسلين إذاً فلمن يكون المدح!

وعلى الرغم من بعض الدعوات المتشددة في العصور الأخيرة حول الشعر والشعراء لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن لينهر الشعراء، ولم يرد في سيرته أنه نهى أحد الشعراء عن نظم شعره طالما لم يأتي بما يخالف عقيدة الله ورسوله.

وقد ورد في السنة النبوية العديد من المواقف التي قام فيها الناس بقول الشعر في وجود الله صلى الله عليه وسلم وفي مسجده المبارك.

وحتى بعد وفاة رسول الله فإن الدولة الإسلامية اشتهر فيها العديد من الشعراء العباقرة وعلى رأسهم المتنبي، فضلاً عن شعراء الصوفية الذين منحوا الأشعار الدينية طعماً ورونقاً مختلفاً.. وفي النقاط التالية سوف نورد بعض من أجمل القصائد التي قيلت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر العصور المختلفة.

أبيات الشاعر حسان بن ثابت في مدح رسول الله

محمد المبعوث للناس رحمة
يشيد ما أوهى الضلال ويصلح

لأن سبحت صم الجبال مجيبة
لداوود أو لان الحديد المصفح

فإن الصخور الصم لانت بكفه
وإن الحصى في كفه ليسبح

وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا
فمن كفه قد أصبح الماء يطفح

وإن كانت الريح الرخاء مطيعة
سليمان لا تألو تروح وتسرح

فإن الصبا كانت لنصر نبينا
ورعب على شهر به الخصم يكلح

وإن أوتي الملك العظيم وسخرت
له الجن تسعى في رضاه وتكدح

فإن مفاتيح الكنوز بأسرها
أتته فرد الزاهد المترجح

وإن كان إبراهيم أعطي خلة
وموسى بتكليم على الطور يمنح

فهذا حبيب بل خليل مكلم
وخصص بالرؤيا وبالحق أشرح

وخصص بالحوض الرواء وباللوا
ويشفع للعاصين والنار تلفح

وبالمقعد الأعلى المقرب ناله
عطاء لعينيه أقر وأفرح

من أبيات الإمام الشافعي في مدح الرسول

من مثلكم لرسول الله ينتسب
ليت الملوك لها من جدكم نسب

 

ما للسلاطين أحساب بجانبكم
هذا هو الشرف المعروف والحسب

أصلٌ هو الجوهر المكنون ما لعبت
به الأكفّ ولا حاقت به الريب

خير النبيين لم يُذكر على شف
إلا وصلّت عليه العجم والعرب

خير النبيين لم تُحصر فضائله
مهما تصدت لها الأسفار والكتب

خير النبيين لم يُقرَن به أحدٌ
وهكذا الشمس لم تُقرَن بها الشهب

واهتزت الأرض إجلالاً لمولده
شبيهةً بعروس هزّها الطرب

الماء فاض زلالاً من أصابعه
أروى الجيوش وجوف الجيش يلتهب

والظبي أقبل بالشكوى يخاطبه
والصخر قد صار منه الماء ينسكب

من أبيات ابن الفارض في مدح رسول الله

في كل فاتحة للقول معتبرة
حق الثناء على المبعوث بالبقرة

في آل عمران قدما شاع مبعثه
رجالهم والنساء استوضحوا خبره

من مد للناس من نعماه مائدة
عمت فليست على الأنعام مقتصره

أعراف نعماه ما حل الرجاء بها
إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرة

به توسل إذ نادى بتوبته في البحر
يونس والظلماء معتكرة

هود ويوسف كم خوف به امنا
ولن يروع صوت الرعد من ذكره

مضمون دعوة إبراهيم كان وفي
بيت الإله وفي الحجر التمس أثره

ذو أمة كدوي النحل ذكرهم
في كل قطر فسبحان الذي فطره

بكهف رحماه قد لاذ الورى وبه
بشرى ابن مريم في الإنجيل مشتهره

سماه طه وحض الأنبياء على
حج المكان الذي من أجله عمره

قد افلح الناس بالنور الذي عمروا
من نور فرقانه لما جلا غرره

من أبيات الشاعر أحمد شوقي في مدح رسول الله

زِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن
يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ

فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ
ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ

عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ
في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ

يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ
وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ

مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ
وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ

وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ
مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي

سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً
فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ

قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ
مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ

نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا
وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي

حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ
نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ

لَمّا رَآهُ بَحيرًا قالَ نَعرِفُهُ
بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ

سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما
مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ