تعرف على القيمه الغذائيه لتناول الشمندر ينتمي الشمندر إلى الخضروات الجذرية، زاد الإقبال عليه عالميًا في السنوات الأخيرة مع أنه قديم قدم الإنسان، فقد بينت السجلات التاريخية شيوع استخدامه إلى جانب غيره من الخضروات الجذرية من قبل سكان الحضارات التي قامت في بابل واليونان القديمة وروما وبعض مناطق شمال إفريقيا، فقد استخدمت أوراقه وسيقانه للطهي، واتخذت جذوره دواءً لعلاج بعض الأمراض والمشكلات الصحية، بالإضافة إلى أن الرومان والإغريق تحققوا من قدرته على تحفيز الرغبة الحنسية فزاد إقبالهم عليه، يتميز الشمندر بقيمته الغذائية العالية وبالفوائد ذات النطاقات الواسعة التي يقدمها للجسم، فما فوائد الشمندر الصحية؟[١]
المحتويات
فوائد الشمندر الصحية
تتعدد فوائد الشمندر الصحية وتتنوع، إذ أنه أظهر قدرته على التقليل من مستويات ضغط الدم ودعم عمل الجهاز الهضمي وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري والوقاية من السرطان وتحسين الأداء الرياضي، وفيما يأتي توضيح وتفصيل لهذه الفوائد وغيرها من فوائد الشمندر الصحية المحتملة.[٢]
مصدر غني بالعناصر الغذائية
إن أهم فائدة من فوائد الشمندر الصحية تتمثل في كونه واحدًا من الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية، إذ يزود الجسم بالعديد من العناصر الغذائية الأساسية والضرورية لتمكينه من أداء وظائفه الحيوية وللمحافظة على صحته ووقايته من الأمراض، بالإضافة إلى احتوائه على مركبات كيميائية نباتية تقدم للجسم فوائد عدة مثل الصبغات، ويعرض الجدول الآتي نسب العناصر الغذائية التي يتضمنها 100 غرام من الشمندر المسلوق من احتياجات الجسم اليومية منها:[٢]
العنصر الغذائي | النسبة من الكمية اليومية المرجعية |
---|---|
فيتامين C | 6% |
الفوليت | 20% |
فيتامين B-6 | 3% |
المغنيسيوم | 6% |
البوتاسيوم | 9% |
الفسفور | 4% |
المنغنيز | 16% |
الحديد | 4% |
إنقاص الوزن
إن واحدة من أهم فوائد الشمندر الصحية تتمثل في قدرته على تحقيق التخلص من الوزن الزائد إذا كان جزءًا من نظام غذائي صحي يهدف إلى إنقاص الوزن، وذلك لمحتواه المنخفض بالسعرات الحرارية ومحتواه العالي من الألياف الغذائية، فالكوب الواحد منه يزود الجسم بطاقة مقدارها 59 سعرة حرارية و3.8 غرام من الألياف، وتكمن أهمية الألياف في كونها بطيئة الحركة عبر الجهاز الهضمي، فتعزز شعوري الشبع والامتلاء لفترة طويلة، الأمر الذي يقلل من كميات الطعام المتناولة على مدار اليوم.[٣]
التقليل من الالتهابات
يعرف الإلتهاب على أنه رد فعل مناعي طبيعي تجاه أي اعتداء خارجي على الجسد، لكن عددًا من الأدلة العلمية تفيد بأن هذه العملية الطبيعية قد تنقلب نتائجها ضد الجسم اذا استمرت لفترات طويلة، فتصبح هي سببًا للإصابة بالعديد من الأمراض وبخاصة الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان والسمنة، ومن سوء الحظ أن النظام الغذائي المتبع من قبل كثير من الناس يعد غنيًا بمحفزات الالتهابات، مثل الأطعمة المعالجة والأطعمة الخالية من العناصر الغذائية وكميات كبيرة من السكر، لذلك فإن تناول الأطعمة السليمة من أي معالجة والخالية من المواد المضافة مثل الشمندر يعد طريقة مثلى للسيطرة على الالتهابات، فقد وجدت الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب أن استهلاك مكملات الشمندر قلل من الالتهابات لدى الفئران، وأكدت دراسة استهدفت مجموعة من الأشخاص المصابين بارتفاع ضعظ الدم على خصائص الشمندر المضادة للالتهابات، وأظهرت دوره سواء أكان مطبوخًا أو معصورًا في التقليل من علامات الالتهابات Inflammatory Markers في الجسم.[٣]
مساعدة الجسم على التخلص من السموم
إن لجسم الإنسان طرقه الخاصة للتخلص من السموم التي لا مفر من التعرض لها، إذ إن ذلك يعد جزءًا من وظائف بعض أجهزته وأعضائه، فالكليتين مسؤولتين عن ترشيح الدم وإنتاج البول، والرئتين تطرحان ثاني أكسيد الكربون خارج الجسم بعملية التنفس، ويخرج الجلد فضلاته عبر المسامات، حتى إن الأمعاء تتخلص من العناصر الضارة وغير الضرورية التي تدخل إلى الجسم عبر الطعام، لكن الدور الأكبر في هذه العملية يقوم به الكبد الذي يعد محطة تنقية للدم فيخلصه من السموم والمواد الضارة التي يحملها، وتكمن أهم فائدة من فوائد الشمندر في كونه واحدًا من الأطعمة التي تساعد الجسم في التخلص من السموم، ويكون ذلك من خلال المحافطة على صحة الكبد ومساعدته على أداء وظائفه بكفاء وفعالية عاليتين.[٣]
تحسين الأداء الرياضي
إن واحدة من فوائد مكملات الشمندر الصحية تتمثل في قدرته على تحسين الأداء الرياضي، ويكون ذلك بزيادة كمية الأكسجين التي تتلقاها العضلات خلال تأدية المجهود البدني، فقد أظهرت دراسة نشرت عام 2019 أن تناول جرعات كبيرة من عصير الشمندر حسّن من الأداء الرياضي لسائقي الدراجات ذوي الخبرة أثناء جولات السباق مع الزمن وأثر إيجابيًا على نتائجهم، بينما لم تسفر نتائج دراسة أخرى نشرت في ذات العام عن أي دور لمكملات الشمندر في تحسين الأداء الرياضي، وكانت قد أجريت على عدد بلغ 12 من النسوة ذوات النشاط البدني العالي، لذلك فإن مزيدًا من الأبحاث والدراسات العلمية يجب أنه توجه لهدف بيان أثر الشمندر على الأداء الرياضي.[٤]
دعم وظائف الدماغ
تتراجع وظائف الدماغ الإدراكية والمعرفية نتيجة التقدم في العمر، وقد تتدهور إلى الحد الذي يتسبب في ظهور بعض الأعراض الشديدة مثل الخرف، ومن أهم العوامل التي تسرّع هذا التدهور هو نقص تدفق الدم إلى الدماغ وعدم تزويده بالأكسجين الكافي، وتتمثل إحدى فوائد الشمندر الصحية في تحسين وظائف الدماغ هذه، وذلك لاحتوائه على مادة النترات التي تزيد تدفق الدم إلى كافة أجزاء الدماغ وبخاصة الفص الجبهي المسؤول عن عمليات التفكير العليا مثل الذاكرة العاملة واتخاذ القرارات.[٢]
التحكم بمرض السكري ومضاعفاته
إن أهم فائدة من فوائد الشمندر الصحية تتمثل في أثره الوقائي من مرض السكري وفي قدرته على الحد من تطور مضاعفاته، إذ يحتوي على مضاد أكسدة يدعى حمض ألفا-ليبويك alpha-lipoic acid الذي يقلل من مستويات الجلوكوز في الدم ويزيد من حساسية خلايا الجسم لهرمون الإنسولين، وفي بحث لخص نتائج مجموعة من الدراسات العلمية التي هدفت إلى بيان أثر حمض ألفا-ليبويك على الاعتلال العصبي السكري ظهر أن تناول مكملات هذا الحمض عن طريق الفم أو الوريد دور في تأخير ظهور أعراض اعتلال الأعصاب المحيطية والأعصاب اللاإرادية، لكن جرعات الحمض التي اعتمدت عليها هذه الدراسات كانت أعلى بكثير من مستوياته في الشمندر، لذلك فإن تأثير الشمندر في هذه الحالة ليس واضح تمام الوضوح.[٤]
دعم عمل الجهاز الهضمي
تتمثل أهم فوائد الشمندر الصحية في قدرته على المحافظة على صحة الجهاز الهضمي، وذلك لكونه مصدرًا جيدًا للألياف الغذائية التي لا يستطيع الجسم هضمها بل تبقى في الجهاز الهضمي لتصل إلى القولون وتغذي البكتيريا النافعة وتزيد كتلة البراز وتسهل حركته ومروره عبر الجهاز الهضمي وطرحه خارج الجسم، الأمر الذي يقي من بعض المشكلات والاضطرابات الصحية مثل الإمساك والتهاب الأمعاء والتهاب الرتوج القولونية، بالإضافة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يرتبط بخفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.[٢]
خفض مستويات ضغط الدم
تعد أمراض القلب والشرايين من الأسباب الرئيسة التي تتسبب في الوفاة على مستوى العالم، ويعد ارتفاع ضغط الدم واحدًا من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بها، لذلك فإن التحكم به يساهم بشكل كبير في الوقاية من أمراض القلب الفتاكة، وتتمثل إحدى فوائد الشمندر الصحية، وبخاصة الشمندر النيء، في قدرته على خفض مستويات ضغط الدم بمقدار يصل إلى 4-10 مليمتر زئبق، ويعود ذلك إلى محتواه العالي من مادة النترات التي تتحول داخل الجسم إلى أكسيد النتريك، والذي بدوره يساهم في تمديد وتوسيع الأوعية الدموية، لكن هذا التأثير يكون مؤقتًا، أي أنه يمتد لساعات فقط، ويكون أقوى على ضغط الدم الانقباضي من الانبساطي.[٢]
الوقاية من السرطان
إن أهم فائدة من فوائد الشمندر الصحية تتمثل في أثره المحتمل في الوقاية من مرض السرطان، ويعود ذلك إلى محتواه العالي من مضادات الأكسدة وإلى خصائصه المضادة للالتهابات،[٢] فقد أظهرت نتائج دراسة من نوع Review Article نشرت عام 2019 وهدفت إلى البحث في أثر الشمندر الوقائي من السرطان أن بعض مركباته تعطل عملية حدوث الطفرات الجينية المتسببة في ظهور الخلايا السرطانية، وأهم هذه المركبات هي صبغة البيتالين Betalain المسؤولة عن اللون الأحمر والأصفر في الشمندر.[٤]
وأشارت الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب إلى أن مستخلصات الشمندر تقلل من وتيرة انقسام ونمو الخلايا السرطانية، بينما أظهرت دراسة وحيدة استخدمت خلايا الإنسان مخبريًا أن مستخلصات الشمندر قللت من معدل نمو خلايا سرطان الثدي والبروستات، وذلك لمحتواها العالي من صبغة البيتالين، لكن الوسط العلمي بحاجة إلى المزيد من الدراسات التي تستهدف الإنسان مباشرةً لتحديد ما إذا كان للشمندر أثر وقائي من السرطان كأثره في الحيوانات والخلايا المعزولة مخبريًا.[٢]
التغلب على مشاكل فروة الرأس
إن أغرب فائدة من فوائد الشمندر الصحية تتمثل في إمكانية استخدامه في الوصفات المنزلية التي تهدف للتخلص من بعض مشكلات فروة الرأس، مثل الحكة والتقشر، ويمكن استخدامه لهذا الهدف من خلال غليه بالماء وتدليك فروة الرأس بالسائل الناتج دون تخفيفه بالماء أو غيره، أو خلط عصيره مع الخل وعصير الزنجبيل ووضع المزيج الناتج على الفروة مباشرةً مدة لا تزيد عن عشرين دقيقة ومن ثم يتم غسله.[٥]