عندما تشرب طفلة الميثانول

مع بداية حركة الطفل واعيننا عليه خوفا من الحركة او اخذ اى شئ ووضعه فى فمه ولابد ان تاخذ الام حذرها من ان يشرب الطفل اى شئ خطر عليه

أنا طبيب أطفال أعمل في إحدى المشافي الصغيرة المنعزلة. ومن القصص الغريبة التي مرت بي فيها هذه القصة:

بعد ظهر أحد الأيام، كانت ابنة الصيدلاني الذي يعمل في المستشفى، البالغة 4 سنوات من العمر، تحوم في المكان، بانتظار أن يأخذها معه إلى البيت. وقد واجهت أثناء حركتها حاوية لها صنبور، وقادها الفضول أن تضع فمها على الصنبور وتفتح الصمام. لا نعرف إذا كانت قد ابتلعت شيئاً في الواقع، ولكننا نعلم أن فمها قد دخله بعض الميثانول Methanol من الحاوية.

حسناً. نحن نعرف أن الميتانول مشكلة كبيرة. فإذا لم يقتلك، فإن هذه المادة الكيميائية سترتبط بالأعصاب البصرية. ويمكن أن تسبب جرعة صغيرة بقدر ملعقة شاي العمى لشخص بالغ. ويتضمن العلاج إعطاء الشخص كحولاً آخر غير الميتانول، لمنعه من هذا الارتباط. والكحول الآخر المستخدم عادة هو الإيثانول Ethanol، الذي يوجد في المشروبات الروحية، لكنه يعطى هنا عن طريق الوريد Intra-venously.

ينبغي هنا أن تعطى جرعة تتناسب مع حجم الجسم، ويتم رفع الجرعة تدريجياً حتى يصل مستوى الكحول في الدم 100 ملغ/ ديسي لتر (وهو نفس المستوى الذي يشار له بـ 0.1  الذي يجعل السائقين المخمورين يقعون في متاعب).

كنا نعمل في غرفة طوارئ ولكن في مستشفى صغير، يبعد كثيراً عن أقرب مكان يمكن أن يجرى فيه لطفل عملية غسيل كلى Dialysis. وكان طلب مساعدة جوية يستدعي الانتظار لساعات. فكان التوتر مرتفعاً جداً حتى استطعنا ضبط معدل التنقيط، حتى نحصل على نتائج فحص الدم ثم نكرر العمل من جديد.

عندما وصلنا إلى مستوى الدم المطلوب عند 100 ملغ/ ديسي لتر، نظرت بنت الأربع سنوات إلى الأشخاص البالغين المتوترين الذين يحيطون بها، وأصدرت صوتاً يشبه بالضبط ما يصدر عن رفاق الغرفة في الكلية، تغازلنا بالقول: “أنا حقاً أحبكم أيها الرفاق!”.