كما أن هناك علاقة قوية تربط الطرفين من حيث اللغة في الأعمال الأدبية مثل الرواية أو القصة من خلال إخبار الأحداث بأن يفهمها القارئ أو المستمع بينما يتخلل الوصف هذه الأحداث للقارئ أن يتخيلها وبالتالي فإن الرواية لا تتخلى عن الوصف أو العكس
تعريف السرد والوصف
لغة: يتم تعريف السرد والوصف لغويًا من خلال العودة إلى معاجم اللغة ، وقد ورد في تعريف السرد بأنه تقدمة شيء إلى شيء تأتي به متسقًا بعضه في أثر بعض متتابعًا ، أما الوصف فقد جاء بمعنى وصف الشيء أي حلّاه ؛ حيث أنه عبارة عن وصف الشيء بحليته ونعته ، وبذلك يتضح أنه عند السرد تتم الاستعانة بصفاته عن طريق الوصف.
اصطلاحًا: وهناك تعريف للسرد والوصف من الجهة الاصطلاحية ، فالسرد عبارة عن الكيفية التي تُروى بها القصة وما قد يؤثر عليها من مؤثرات ؛ فالبداية تركز على السرد الذي يتخلله الوصف فيما بعد ؛ والوصف يُعرف على أنه استراحة تقتضي غالبًا انقطاع السيرورة الزمنية وتعطيل مسيرتها أثناء عملية وصف الراوي للأشياء أو الأحداث أو الأشخاص ، ومن هنا يمضي السرد لحكي الأحداث وفجأة يظهر فيه وصفًا للمشاهد الداخلية ؛ وبذلك يستطيع المتلقي تخيل المشهد على أكمل وجه.
العلاقة بين السرد والوصف
يندرج النص السردي تحت أنواع مختلفة من النصوص الأدبية منها الحكاية والرواية والقصة القصيرة وغيرهم ، والوظيفة التي يأتي السرد من أجلها هي نقل الأحداث والإخبار عنها باستخدام اللغة أو التصوير أو غير ذلك من الوسائل ، ويدخل في الأمر نوع من أنواع النصوص مثل الحوار والوصف ، ويعمل الحوار على دعم الوصف من خلال انعكاس سمات الشخصية النفسية وطرق تعبيرها عن مشاعرها وكيفية تعاملها مع المواقف ، ويُعتبر الحوار أحد أهم الأساليب التعبيرية ؛ وبذلك فهو يُستخدم كوسيلة لعرض الأحداث الخارجية والعمل على كشف المشاعر الداخلية ، وتتفق هذه الوسيلة مع عملية الوصف ؛ حيث أن الوصف هو الذي يقوم بالمساعدة على نمو الحوار ، وهذا ما يُعرف باسم السرد المتقطع الذي يعتمد على تقنية الوصف ؛ وذلك كي يتم الانتقال بين الأحداث والقدرة على التعمق في وصفها.
تبدو العلاقة بين السرد والوصف داخل الحكاية علاقة لا يمكن أن تنقطع ، ولكن الجدير بالذكر أنه لولا السرد لما وُجد الوصف ؛ حيث أن الأخير يُعتبر تقنية من تقنيات السرد ، ليكون السرد أشمل من الوصف ؛ حيث أنه قد يتم تشكيل السرد بطرق مختلفة ؛ فمن الممكن أن يتم رواية نفس القصة بطرق مختلفة استنادًا إلى طرق مختلفة من السرد.
خصائص السرد والوصف
يتميز الطرفان بمجموعة من الخصائص الخاصة بكل طرف على حدة ، فالمؤشرات المستخدمة في السرد هي الجمل الخبرية والفعل الماضي لسرد الأحداث وظرفي الزمان والمكان ، وقد يلجأ الراوي إلى الفعل المضارع لوضع القارئ في خضم الأحداث ، وهناك نوعين من السرد والأول هو السرد الشخصي الذي يعمل على غرس الأفكار والمفاهيم لدى المتلقي بطريقة غير مباشرة ، والنوع الثاني هو السرد الخارجي والذي يعطي المتلقي خبرة اجتماعية ومعرفية ، كما يتسم السرد بكونه قد يكون بسيطًا أو مركبًا.
أما عن الوصف فهو يلجأ إلى رسم الكلمات لنقل المشهد عن طريق استخدام عناصر الإطار المكاني والزماني والحركي ، ويكثر استخدام الكثير من النعت والحال في الوصف ، كما يستخدم الأساليب الإنفعالية مثل التعجب والتأوه والتمني والمبالغة ، وهكذا يمضي الوصف داخل السرد بحيث تظهر الصورة بوضوح.