أسباب انخفاض خصوبة رجاله

خصوبة الرجل هى قدرة الرجل على الانجاب وتتاثر خصوبة الرجل بعدة عوامل قد تنخفض وقد تزيد

تتفاقم مشكلة عدم خصوبة الرجال Male Infertility، في كثير من أنحاء العالم، خصوصاً في العالم المتقدم، مما قد يهدد الحضارة البشرية Human Civilization. فالاقتصاد والبرامج الاجتماعية Economy and Social Programs تتطلب موارد دائمة من المستهلكين Consumers الجدد  ونمواً سكانياً متصاعداً.

ويمكن رؤية هذه الأزمة السكانية في كثير من المدن الغربية، فعيادات الأطفال Pediatrician Offices والمدارس Schools بدأت تغلق لقلة الأطفال الذين يرتادونها. ومعدل التوالد Birth Rate انخفض بنسبة 25% في ربع القرن الأخير واقترب من نسبة التوالد في الصين حيث يوجد ضبط مشدد للمواليد. وأصبحت بورتوريكو الجزيرة التابعة للولايات المتحدة الخامس عالمياً في معدلات المواليد المنخفضة بعد اليابان.

ومن الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار السكاني Population Collapse، مشاكل اجتماعية، وتأخير البدء بحمل الأطفال Delayed Childbearing عند النساء، وتزايد ضعف الخصوبة. ويلاحظ تأثير هذا الضعف في الخصوبة عند الرجال في العقدين الأخيرين، حيث الرجال قليلو الاهتمام بالجنس Sex أو الإنجاب Reproduction، على الاقتصاد الياباني الذي يبدو ضعيف النمو هو الآخر. ويفترض أن ضعف الرجال الجنسي يعود إلى فقدان الكمية المناسبة من التستوسترون Testosterone.

وتشمل الأسباب التي تقف وراء تناقص معدل التوالد: مضادات الأعشاب Pesticides، والكيماويات المعطلة للهرمونات Hormone-Disrupting Chemicals، والغذاء Diet، والإجهاد Stress، والتدخين Smoking، والبدانة Obesity. ويقول الخبراء أن المزيد من الأبحاث حول الموضوع ضرورية بشكل عاجل.

وقد دلت مراجعة كبيرة لدراسات علمية Scientific Studies عديدة ، أنه حصل تراجع تعداد الحيوانات المنوية Sperm Counts للرجال الذين يعيشون في الغرب (أوربا وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلاندا) بمقدار 59.3% تقريباً خلال أربعين عاما بين 1971 و 2011م، في حين تناقص تركيزها بنسبة 52.4%. ويدل ذلك أن العالم العصري يسبب أضرار جدية لصحة الرجال. ويظن بارتباط العوامل المذكورة أعلاه كلها في الأمر الذي يحمل معه قائمة من الأمراض مثل سرطان الخصية Testicular Cancer، وارتفاع عام في معدل الوفيات Mortality Rate.

ويقول العلماء الذين أجروا الدراسة السابقة، أنه لا يوجد إشارات على توقف تناقص الخصوبة في السنوات الأخيرة. وتشير دراسات محدودة أخرى إلى أنه لا يوجد ظاهرة مشابهة تتعلق بصحة الرجال في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا، في حين أصبح تعداد الحيوانات المنوية عند 15% من شباب أوربا الشمالية لا يسمح لهم بالإنجاب. كما أن الإحصائيات تدل على أن عمر أول إنجاب للنساء في الغرب قد أصبح حوالي الثلاثين في العمر، مما يهدد أكثر النمو السكاني في هذه المجتمعات.

وهناك كيماويات Chemicals سبق أن ربطت بخفض التعداد المنوي، منها المواد التي تضاف للبلاستيك Plastics لإعطائه مرونة Flexibility أكبر، وتلك التي تؤخر الالتهاب Flame Retardant في الأثاث. وهذه الكيماويات يمكنها أن تدخل السلسلة الغذائية بعد امتصاصها من النبات، أو أكلها من قبل الحيوانات.

وإضافة إلى ذلك، يعتبر كل من الكحول Alcohol والقهوة Coffee واللحم المعالج Processed Meat والصويا Soy والبطاطا Potatoes بكميات كبيرة ذات تأثير سيء على خصوبة الرجل.

وإضافة إلى الأثر الواضح المتمثل في في انخفاض التوالد، يقول الباحثون أن هناك تقارير عن ازدياد حالات سرطان الخصية، وعدد الأطفال الذين يولدون بخصية Testicle واحدة أو بدون خصى، وارتفاع سن بلوغ الأطفال الذكور Male Puberty، وانخفاض مستويات التستوسترون الكلية. بل حتى ارتفاع عدد الوفيات.

وتشير الدراسات إلى ارتباط ذلك بتأثيرات بيئية Environmental Influences ونمط حياتية Lifestyle، تسبق الولادة وبعدها. وعلى الأخص تعطيل الغدد الصماء Endoctrine Disruption، بتأثير التعرض لكيماويات Chemical Exposures أو تدخين الأم الحامل Maternal Smoking.

ويقول العلماء أن السؤال المطروح الآن بدون جواب، هو إن كان تأثير هذه النتائج سيرى في أجيال الأطفال المقبلة عبر آليات جينية Epigenetic Mechanisms تعمل في الحيوانات المنوية أم غيرها. وأن الدراسة المنشورة يجب أن توقظ الدعوة إلى بحوث عاجلة في هذا المجال، في محاولة لمعرف الأسباب الحقيقية وراء الظاهرة حتى يمكن اتخاذ سبل الوقاية منها.