سيرة أبي مسلم الخرساني

تعرف على اعمال وسمات أبي مسلم الخرساني الدولة العباسيّة هي التي أسقطت دولة بني أميّة وبنت صرحها على أنقاضها، فقد عمل العباسيّون منذ البداية على إسقاط الدولة الأمويّة مستعينين في تحقيق أهدافهم بالموالي من خراسان ومتخذيّن شكلًا جديدًا في الحصول على السلطة والخلافة الإسلامية ألا وهو الثورة المسلّحة، انطلقت الدعوة العباسيّة في البداية من الكوفة وذلك لكثرة أنصار آل البيت فيها ثمّ توجهّت أنظار العباسيّين إلى خراسان وذلك لوجود خلافات بين القبائل العربية وتأثر أهالي خراسان بتلك الخلافات، فاستمالهم العباسيّيون نحوهم وكانت بداية نشوء دولتهم نتيجة لتخطيط أهل خراسان، وقد قامت الدولة العباسيّة على عاتق أبي مسلم الخرساني أحد أبرز قاداتاتها ومؤسسيها، وسيبيّن هذا المقال من هو أبو مسلم الخرساني وينقل بعضًا ممّا روي في صفاته.[١]

أبو مسلم الخرساني

أبو مسلم الخرساني هو اسم حركي لإبراهيم بن عثمان وهو لا ينتمي إلى خراسان وإنّما إلى بلاد فارس ومن الجدير بالذكر أنّ سكّان خراسان ليسوا من الفرس فقط وإنّما فيها الفرس والعرب والتُرك،[١] أمّا عن أبي مسلم فقد غيّر اسمه من إبراهيم إلى عبد الرحمن؛[٢] وقد ترجم له الحافظ الذهبي فقال: “اسمه: عبد الرحمن بن مسلم، ويُقال: عبد الرحمن بن عثمان بن يسار الخراساني الأمير صاحب الدعوة وهازم جيوش الدولة الأموية والقائم بإنشاء الدولة العباسيّة”، ولد أبو مسلم سنة مئة للهجرة،[٣] وتضاربت الأنباء حول أصله حتّى أنّ أبا مسلم لم يُصرّح به وقد اشتهِر عنه قوله: “إنّ ديني الإسلام، وولائي لآل محمد، وأنا على الطريق الصحيح”، كمّا ادّعى في وقتٍ لاحق أنّ أصله عربي ونسَب نفسه إلى سليط بن عبد الله بن عبّاس.[٢]

يذكر المؤرخوّن أنّ أبا مسلم قد وُلد في قرية ماه البصرة قرب أصبهان وأبوه كان فارسيًّا أمّا أمّه فكانت أمة، وعندما انتقل إلى الكوفة جذبه حبُّ آل بيت النبي وكان له احتكاك مع بعض أتباع الشيعة العلوية، ومرّت حياة أبي مسلم بعدّة مراحل إلى أن قربّه الخلفاء العباسيّين فاستلم زمام الأمور وعُدّ أحد أهم قادة الثورة العباسيّة، ولكنّ الخلافات نشبت بينه وبين الخليفة العبّاسي أبا جعفر المنصور ما أدّى إلى التخطيط لقتله عن طريق حيلة،[٢] فقتل أبو جعفر المنصور أبا مسلم في المدائن.[٤]

صفات أبي مسلم الخرساني

إنّ أبا مسلم الخرساني هو أحد الشخصيات المهمّة في التاريخ الإسلامي وممّا نُقل في صفاته البدنية أنّه كان جميلًا وقصيرًا نقيّ البشرة وأسمرها أحور العينين عريض الجبهة حسن اللحية طويل الشعر طويل الظهر، وقد كان يتحدّث بصوتٍ منخفض وعُرِف بالفصاحة في اللغة العربية والفارسية، وقد كان راويًا للشعر،[٣] ولكنّ أبا مسلم كان سفاكًّا للدم وقيل أنّه تاب عمّا فعله لأجل الدولة العبّاسية حيث نُقل أنّه تسبب في مقتل ستمائة ألف نفس، وقد لُقّب بأمير آل محمد وامتاز بعدّة صفات منها النباهة والصلابة والحزم والدهاء.[٢]

Exit mobile version