وقت صلاة الاستسقاء

نبذه عن حكم صلاة الاستسقاء وطريقتها هي الصلاة التي يتم فيها طلب السقي من الله عز وجل للبلاد والعباد بالصلاة و الدعاء والاستغفار، وهي مشروعة بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم – عند قلة الأمطار وانحباسها ،فلا بد للناس أن يستغفروا الله جلّ وعلا، تصديقا لقول الله سبحانه و تعالى: ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”. نوح/10 – 12

أحكام صلاة الاستسقاء

  • صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة ، وهي كصلاة العيد في عدد الركعات والجهر بالقراءة وفي التكبيرات الزوائد في كلا الركعتين، قال ابن عباس رضي الله عنهما:”صلّى النبي صلّى الله عليه وسلّم ركعتين كما يُصلي العيد”.
  • تأدية الصلاة في الصحراء أو في أرضٍ خاليةٍ خارج حدود العمران والمُدن والمناطق السكنية اقتداءً بفعل الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
  • قبل الخروج للصلاة على الإمام تذكير النّاس بما يُليّن القلوب ويأمرهم بالتوبة وردّ الحقوق لأصحابها والاستغفار من الذُّنوب والمعاصي، والصدقة وفِعل الطاعات؛ فانحباس المطر عِقابٌ من الله.
  • السير باتّجاه مكان الصلاة بخضوعٍ وإذلالٍ وخشوعٍ وافتقارٍ لله فعن ابن عباس رضي الله عنهما: “خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم للاستسقاء متذللاً متواضعاً متخشعاً متضرعاً”.
  • تُعاد صلاة الاستسقاء مرتين وثلاثاً حتى يسقط المطر.

 

وقت صلاة الاستسقاء

يمكن أن تؤدى في كل وقت ، ما عدا أوقات الكراهية التي نُهي عن الصلاة فيها. نص عليه الشافعي و به قطع الجمهور و صححه المحققون

موعد خطبة الاستسقاء

اختلف العلماء في موعد خطبة الاستسقاء على ثلاثة آراء:
الأول: تأخير الخطبة إلى ما بعد الصلاة . الثاني: تقديم الخطبة إلى ما قبل الصلاة. الثالث: جواز الأمرين. و يخرج كل الناس لهذه الصلاة حتى الصغار و البهائم .

طريقة الصلاة

أولا ينادى للصلاة ليس بالأذان و إنما بقوله : الصلاة جامعة و يكررها حتى يجتمع الناس في الفلاة ” في ساحة مفتوحة “. تصلى هذه الصلاة مثل صلاة العيد؛ حيث يصلي الإمام : الركعة الأولى فيبدؤها بتكبيرة الإحرام ثم يتبعها بسبع تكبيرات و بعدها يقرأ الفاتحة و سورة الأعلى، و بعدها يركع و يسجد كالمعتاد ثم يقوم للركعة الثانية فيكبر فيها خمس تكبيرات يتبعها بالفاتحة و سورة الغاشية و يُنهي الركعة الثانية بالتسليم.
بعد الركعتين يخطب الإمام في الناس خطبة و بعد الخطبة يقلب رداءه و كذلك يفعل المصلون ثم يرفع يديه للسماء و كذلك يفعل المأمومون و يبالغون في رفعها تضرعا إلى الله تعالى. كما قال الشيخ النفراوي رحمه الله في الفواكه الدواني: (فإذا فرغ الإمام من الخطبة استقبل القبلة ندبا فحوّل رداءه بأن يجعل ما على منكبه الأيمن على الأيسر ويجعل ما على الأيسر على منكبه الأيمن، والسر في التحول المذكور التفاؤل بأن الله تعالى يحول ساعة الجدب بساعة الخصب وساعة العسر بساعة اليسر).

الأحاديث الواردة في صلاة الاستسقاء

  • عن مالك الدار مولى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال : أصاب النّاس قحط في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ” يا نبي الله استسق الله لأمّتك فرأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ائت عمر، فأقرئه السّلام، وقل له : إنّكم مُسْقَوْن، فعليك بالكَيّس، الكيّس، قال : فبكى عمر، وقال : يا ربّي ما آلو إلاّ ما عجزت عنه “.

  • عن عائشة رضي الله عنها قالت : شكا الناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم قحوط – احتباس – المطر، فأمر بمنبر ، فوضع له بالمصلى ، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، فخرج حين بدا حاجب الشمس (ضوؤها) فكبر و حمد الله ثم قال : “الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم لا إله إلا أنت أنت الغني و نحن الفقراء أنزل علينا الغيث و اجعل ما أنزلت علينا قوة و بلاغا إلى حين”. ثم رفع يديه، فلم يزل يدعو ثم حول إلى الناس ظهره و قلب رداءه و هو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل, فصلى ركعتين, فأنشأ الله سحابة, فرعدت وبرقت, ثم أمطرت بإذن الله, فلم يأت مسجده حتى سالت السيول, فلما رأى سرعتهم إلى الكِنِّ ضحك النبي صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه, فقال: “أشهد أن الله على كل شيء قدير, وأني عبد الله ورسوله “. [صحيح أبي داود 1064][صحيح الموارد 500].

  • عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم : “اللهمَّ اسقنا غيثاً مُغِيثاً مَرِيئاً, نافعاً غير ضارَّ, عاجلاً غير آجل” ، قال:فأطبقت عليهم السماء. [صحيح أبي داود 1060]

 

الأدعية الواردة في صلاة الاستسقاء

  • عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- رفع يديه ثم قال : ” اللهمَّ أغثنا, اللهمَّ أغثنا , اللهمَّ أغثنا” . [مختصر البخاري 476]

  • عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله النبي صلى الله عليه و سلم إذا استَسقى قالَ: “اللَّهمَّ اسقِ عِبادكَ وبهائمكَ, وانشر رحمَتَك, وأَحْيي بَلَدَكَ الَمِّيتَ” . [صحيح أبي داود 1067]

  • عن سعد أن النبي -صلى الله عليه وسلم – دعا في الاستسقاء : “اللهم جللنا سحابا كثيفا ، قصيفا دلوقا ، ضحوكا تمطرنا منه رذاذا ، قطقطا ، سجلا ، ياذا الجلال والاكرام”. رواه أبو عوانة في صحيحه .

  • قال الشافعي : وروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا استسقى قال : “اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا غدقا مجللا عاما ، طبقا سحا ، ائما ، اللهم اسقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانطين : اللهم إن بالعباد والبلاد ، والبهائم ، والخلق من اللاواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك . اللهم أنبت لنا الزرع . وأدر لنا الضرع ، واسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الارض : اللهم ارفع عنا الجهد ، والجوع والعري ، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك : اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا ، فأرسل السماء علينا مدرارا”.- قال الشافعي . وأحب أن يدعو الامام بهذا.

 

و مما يمكن الدعاء به أيضاً : “اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، ثلاث مرات ، ” اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً مجللاً صحا طبقاً عاماً نافعاً غير ضار، تحيي به البلاد وتغيث به العباد وتجعله يا ربِّ بلاغاً للحاضر والباد “. هذا من الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم، ” اللهم أنبت لنا الزرع ، وأدر لنا الضرع ، وأسقنا من بركاته “. ويلح في الدعاء ، ويكرر بالدعاء : اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين”