ومن أشهر الأشخاص الّذين ينتمون لقبائل الأزد في الجاهليّة، الغساسنة الّذين عُرفوا بملكهم للشام؛ وهم من السلالات الملكيّة المعروفة عبر التاريخ، وهناك جميلة بنت عدوان البارقي وهي تكون زوجة مالك بن النضر، وهو الجدّ الحادي عشر لرسول الله محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهي أمّ فهر بن مالك وهو الجد العاشر لرسولنا الكريم محمّد صلى الله عليه وسلم. وهناك أيضاً عامر بن عمرو بن جعثمة بن زهران؛ وهو يُعدّ أول من بنى الكعبة المشرفة بعد نبي الله إبراهيم عليه السلام، ولذلك فقد تمّت تسميته بلقب الجادر، وبناءً عليه فإنّ قومه يعرفون ببني الجدارة.
وقد عرف أهل قبائل الأزد بفصاحة لسانهم وعذوبة كلامهم؛ فقد كان منهم الشّعراء والعلماء الكبار المعروفين الّذين تركوا أثراً كبيراً على ثقافتنا العربيّة وحتى على الثقافة الإسلاميّة، فقد تَمّ اعتماد لغاتهم ولهجاتهم في الكلام والنطق في ألسنة العرب، وكان لذلك من الأثر الواضح في قراءة القرآن الكريم وفي ألفاظه، وكذلك في الأحاديث النبويّة الشريفة، وكما أنّ ذلك بدا واضحاً في الحِكم والأمثال العربيّة وفي الشعر العربيّ، وكانت تستخدم لغتهم كمصدر من مصادر الاحتجاج النحويّ، وكذلك اللغوي لدى علماء اللغة من اللغة العربيّة وغيرها. ومن الشعراء العرب: عبد الله بن سلمة الغامديّ؛ وهو من الشعراء المُخضرمين في المفضليات، وعبد الله بن عبد الرحمن البارقيّ وهو من شعراء الجاهليّة.
وكانت لهذه القبيلة اجمل وافضل المواقف في الإسلام، ولذلك فإنّ لهم مكانةً عظيمةً فيها، فهم من أول القبائل العربيّة التي آمنت بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وصدّقت به وبرسالته، فكان بهم أن أسكنوه في أرضهم ونصروه ونصرو دينه وقدّموا أموالهم وأنفسهم ، ومنهم القبائل العربيّة الشهيرة وهي: الأوس والخزرج الّذين ينتمون إلى الأنصار، وقد كان أول من اعتنق الإسلام من قبائل الأزد هو الطفيل بن عمرو بن الدوسي، وهو أوّل من عرض على الرسول الكريم النصرة والإيواء، ولم تقف مواقفهم إلى هنا؛ بل نصرو الإسلام ورفعوا رايته في الفتوحات الإسلاميّة، ومن هنا فإنّ قبائل الأزد تستحق بحق أن تكون لها هذه المكانة العظيمة للعرب والمسلمين.