معنى الفكر التربوي

تعرف على اهم انواع الفكر يُعرّف الفكر في معاجم اللغة على أنّه إشغال الخاطر بشيءٍ ما، وهو مقلوب الفرك لكنّه يُستخدم في الأمور المعنويّة فقط، وجاء عن الفكر عند علماء العرب أنّه التردّد الحاصل في القلب، وقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم قرابة العشرين مرّة، قال تعالى في سورة المدّثّر: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ}،[١] وقد حمل المعنى الاصطلاحيّ لهذه الكلمة ما أشار إليه التعريف اللغويّ وهو إعمال الخاطر في شيءٍ ما، وقد ورد عن الأصفهانيّ قوله: “قوَّة مطردة للعلم إلى معلوم، وجوَلان تلك القوَّة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يمكن أن يُقال إلاَّ فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلْب”، والمقال يخوض في أنواع الفكر ويُفصّل مفهوم الفكر التربوي.[٢]

أنواع الفكر

قبل الخوض في مفهوم الفكر التربويّ لا بدّ من التّعرّف على الأنواع الكثيرة والمختلفة التي يشملها الفكر، فإن الأساس في الأعمال الخيّرة والسيئة هو الفكر والتفكّر، فلا بغضاء ولا حبّ ولا زهد ولا إرادة ولا إيجابٍ أو سلبٍ من غير الفكر الذي يجول في خواطر البشر، والفكر يختلف بأنواعه الكثيرة فمنها الفكر في الدّين والأمور الدّينيّة ومنها الفكر في دفع المفاسد ورفع المظالم وطرق تجنّبها والفكر في مصالح الدّنيا والفكر العمليّ الذي يخوض في الصّناعات والأشغال والفكر العلميّ الذي يشمل العلوم والفلسفة والفكر الشهوانيّ الذي يدفع المرء إلى الخوض في تفكيره في سبيل إسعاد نفسه والفكر الأدبيّ والفكر الماكر والفكر فيما لا يكون إن كان وهو فكرٌ في المجهول والتّمني لغير ما أحدثه الواقع والفكر التربويّ والفكر الذهنيّ، ونحو ذلك من الأنواع التي تكاد لا تنتهي في الفكر، وفيما سيأتي من المقال سيتمّ تسليط الضوء على مفهوم الفكر التربويّ والحيثيّات المتعلّقة به.[٣]

مفهوم الفكر التربوي

بعد تعريف التفكير على أنّه العمليّة التي يقوم العقل بها للوصول إلى المعرفة، لا بدّ من الخوض في الحديث عن التربية وعن علاقتها بالفكر وما يُسمّى بالفكر التربويّ، فالتربية تقوم على التعليم السليم للتكيّف والتخطيط وحسن التعامل والتأثر، وتعمل التربية على ابتكار سبلًا للتعامل مع المتربي في المستقبل وإيجاد الحلول المناسبة والبدائل مع الزّمن، وأن يتمّ تنمية القدرة على اكتساب المعرفة والتعلم والاستمرار في نهج التقدّم العلمي الذي وصل إليه العالم، ويدلّ مفهوم الفكر التربويّ على العلاقة التي تجمع الفكر والتربية التي تدلّ على العطاء الناتج عن العقل على المستوى الفرديّ والمستوى الأمميّ والعالميّ، ولدراسة الفكر التربويّ أهميّة كبيرة للإنسان من أجل التكيّف مع حلّ المشاكل التي قد تواجهه ومع المتغيّرات التي تطرأ على حياته في العموم وعلى وجه الخصوص، كما أنّه ولدراسة هذا النّوع من الفكر لا بدّ من اتّباع المنهج الملائم من خلال تتبّع الظروف والأحوال الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي انتشرت في المجتمع، إضافةً إلى وجوب التطّرق إلى الفكر الإنسانيّ الذي يقوم به المجتمع.[٤]