معنى الإرشاد النفسي

تعرف على اهم اهداف الإرشاد النفسي ما هي الجوانب الرئيسة التي يهتم بها الإرشاد النفسيّ؟ لقد أصبحت الحاجة تتزايد أكثر في الآونة الأخيرة للإرشاد النفسيّ، حيث إنها كانت تهتم بمساعدة الأفراد على التّوافق، ثم نمت وأصبح هدفها مساعدة الفرد على النّمو إلى أقصى حد تحققه إمكانياته وقدراته، حتى يتمكن من أداء دوره بشكل فعّال، والفرق بين علم النفس والإرشاد النفسي هو أن الإرشاد النّفسيّ أحد فروع علم النّفس الذي يُعنى بالجانب التّطبيقيّ, ويساعد الأفراد على معالجة مشاكلهم، أو الوقاية من بعض المشكلات المتوقعة، أو تنمية مهارات أساسية مثل مهارات التّواصل الفعّال، واعتبر البعض أن الإرشاد النّفسيّ هو ركنًا أساسيًا في برامج اعداد المعلمين، ومنهم من قال أنه حاجة أساسيّة لكل فرد حيث يمر الفرد خلال مراحل نموه بفترات حرجة يحتاج فيها إلى الإرشاد النّفسيّ.[١]

يُعد الإٍرشاد النفسيّ مجموعة من الجلسات الإرشادية سواء كانت فردية أو جماعية تهدف إلى إعادة الدافعية للحياة لدى العميل وتدريبهم على الثقة بالنفس والقدرة على التكيف في البيئة التي يعيش فيها، وتمتاز هذه الجلسات بإتاحة الفرصة للعميل بالتأمل والتفهم.[٢] ومع التّطور الحاليّ في العالم، وكثرة التّغيرات التي حصلت، وتعدد مصادر الحصول على المعلومات، وتعدد أنواع الثقافة، وتطوّر التّعليم، وتنوع المهن، وزيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وتعدد الأمراض، استدعت الحاجة إلى تعدد مجالات الإرشاد النفسيّ، حيث شملت الإرشاد الأسري، والإرشاد المهني، والإرشاد التربوي، والإرشاد الزواجي، والإرشاد الجماعي، والإرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة.[٣]

وتعدّ زيادة اضطراب السّلوك سببًا في وجود الإرشاد النفسيّ والعلاج النّفسيّ، مما أدّى إلى وجود مصطلح جديد في الإرشاد وهو الإرشاد النّفسيّ للعافية والوقاية، وهذا يعتبر نوع من أنواع الإرشاد النّفسيّ، ولوجود قصور في هذا المجال في المؤلفات العربيّة، فقد تم ترجمة كتاب الإرشاد النّفسيّ للعافية والوقاية “لروبت كونين”، لما لهذا الكتاب دورًا في استكمال المكتبة العربية في العافية والإرشاد الوقائيّ، إذ أنّ هذا النّوع من الإرشاد يساعد الفرد على الوعيّ والاستبصار في جميع مجالات الحياة.[٤]

تعريف الإرشاد النفسي عند الجمعية الأمريكية

هو عبارة عن الخدمات وفق مبادئ متفق عليها من قبل علماء النفس المختصون في علم النّفس الإرشاديّ وذلك لدراسة السّلوك الإنسانيّ خلال مراحل النّمو المختلفة، ويسعون لمساعدة المسترشد لتأكيد الجانب الإيجابيّ بشخصيّته، والعمل على مساعدته ليكون ليكون أكثر تكيفًا مع نفسه وبيئته، ويقوم الأخصائي النفسي بتدريب المسترشد على أساليب حل المشكلات، وكسب القدرة على صنع القرار، ويقدم الإرشاد لجميع الأفراد في مختلف المراحل العمريّة في مجالات عديدة مثل المجال الأسري، والمدرسي، والعمل.[٥]

تعريف الإرشاد النفسي عند العالم باترسون

هو عبارة عن عمليّة إرشادية بين المرشد والمسترشد، يحدد لها المكان والزمان، حيث يستمع فيها المرشد للمسترشد ويحاول فهم ومعرفة كيف يفكر وما هي الأمورالتي يمكن تعديلها في السّلوك بطريقة يختارها العميل،وتكون لدى المرشد جملة من المهارات والأساليب للعمل على حل مشكلة العميل والوصول إلى الحل.[٦]

تعريف الإرشاد النفسي عند العالم جلاتز

عملية تشاركية تشأ بين المرشد وهو متخصص في الإرشاد والنفسي وبين المسترشد وهو الذي يحتاج إلى مساعدة، ويقوم المرشد بواسطة هذه العلاقة بمساعدة العميل على مواجهة تحدياته وتحديد جوانب القوة والضعف فيها وذلك لتعديل سلوكه والأساليب المتّبعة في التّعامل مع المشكلات التي يواجهها، ويقوم المرشد باستخدام أساليب وفنيات متخصصة في الإرشاد، وتتم المقابلة وجهًا لوجه في جو من الثّقة والشّعور بالأمن والتّقبل والتّسامح بحيث يتمكن العميل من التّعبير عن مشاعره بحرية.[٧]

أهداف الإرشاد النفسي

كيف يمكن لأهداف الإرشاد النفسيّ أن تلعب دورًا مهمًا في حياة الفرد؟

تعددت مناهج الإرشاد النفسي فمنها النمائي والوقائي والعلاجي وكل هذه المناهج تهدف إلى مساعدة الفرد على الوعي الذاتي، والاستبصار، والقدرة على التكيف، والمناعة النفسية، وفيما يأتي أهم الأهداف للإرشاد النّفسيّ.[٨]

تحقيق الذات

إن التّنشئة الوالدية لها أثر كبير على نظرة الفرد لنفسه وتكوين صورة إيجابية أو سلبية، فهناك عدة عوامل تؤثر على الفرد منذ طفولته، وتتكون صورته عن نفسه من خلال هذه العوامل، فالأفكار والمشاعر تتكون من خلال أنماط التّنشئة الاجتماعية، والتّفاعل الاجتماعيّ والتّعزيز والعقاب، والخبرات التي يتعرض لها من نجاح أو فشل، وأثناء تحقيق الذّات يعمل المرشد على مساعدة الفرد لفهم نفسه وفق قدراته وامكانياته، إلى درجة يصل إليها الفرد بالرضا عن نفسه وفهم ذاته وتقبلها والوعي بها حتى يصل الفرد إلى الكفايّة والفعاليّة.[٩]

تحقيق التوافق

التوافق هو عبارة عن تحقيق أكبر قدر ممكن من أهدافه وطموحاته وفق امكانياته وقدراته ويكون لديه خلو نسبيّ من الأمراض والاضطرابات، فهي عمليّة مستمرة باستمرار الحياة، وهناك أنواع للتّوافق:[١٠]

  • التّوافق البيولوجي: وهو من وجهة نظر العالم “داروون” قدرة الفرد على التلاؤم مع شروط البيئة الطّبيعية المتغيرة بحيث يستطيع الاستمرار في الحياة، أما الذي يفشل في التّوافق فمصيره الموت.
  • التّوافق الاجتماعيّ: يرى العالم “روش” أن الفرد المتوافق هو الذي يستطيع التّكيف مع مجتمعة ويسلك طريقه بناءً على الثّقافة السّائدة.
  • التّوافق النّفسيّ الشخصيّ: هي عمليّة مستمرة يقوم بها الفرد على تغيير سلوكه، أو بنائه النّفسيّ، ليكون أكثر انسجامًا مع نفسه وبيئته.

تحقيق الصحة النفسية

الصّحة النّفسيّة هي المطلب الأساسيّ في الإرشاد النّفسيّ، وهو قدرة الفرد على العمل بكفاءة عالية مما يؤدي إلى الشّعور بالسّعادة والاستقرار النّفسيّ، فالصّحة النّفسيّة لها عدة تعاريف من وجهة نظر العلماء فمنهم من اعتبرها قدرة الفرد على التّنظيم والانجاز، ومنهم من اعتبرها قدرة الفرد على التّفاعل مع المجتمع من خلال الحبّ والعمل والصّداقة، ويرتبط تحقيق الصّحة النّفسيّة بقدرة الفرد على حل المشكلات واشباع مطالب النّمو، ويقوم المرشد بمساعدة المسترشد علىاتخاذ القرار بنفسه ويحقق ذاته ويغير اتجاهاته.[١١]

تحسين العملية التربوية

يمكن تحسين العملية التّربوية من خلال دراسةالفروق الفردية للطلبة، ووضع برامج نمائية لرفع الدّافعيّة لدى الطلبة، ونشر الوعي المهني من خلال إعطاء معلومات كافية عن فرص العمل والمهن والتخصصات المتوفرة ليستطيع الطّالب اختيار ما يناسبة، فالمدرسة أكبر المؤسسات التي ينفذ فيها الإرشاد النّفسيّ والتربوي، والتّربية من أكبر المجالات التي تحتاج إلى تحسين برامجها، وتحسين العمليّة التّربوية، والعمليّة التّربويّة تحتاج إلى خلق جو نفسيّ صحيّ يقوم على أساس الاحترام والتّقبل والتّعاطف، وتحقيق الحرية، والشّعور بالأمن والارتياح، وهذه فرصة لنمو شخصية من كافة جوانبها وتسهيل عمليّة التّعليم.[١٢]