معلومات عن الشاعر الذي هجا نفسه

الهجاء هو نوع من انواع الشعر العربى وشعر الهجاء كان مهم لتغيير سياسات بعض الدول

الشعر وأغراضه

يُقسَم الأدب في اللغة العربية لشعر ونثر، والشعر هو كلام منظوم على وزن وقافية معينين، ويُعرَض عادةً كأبيات بشكل قصيدة، وقد اشتهر العرب منذ القدم بفصاحة لسانهم وقصائدهم المُعبرة التي يُعبِّر بها الشاعر عن إحساسه ومشاعره تجاه الأشخاص والأشياء من حوله، من مشاعر حب، وكره، وإعجاب، وغيرها من المشاعر الأخرى التي يصوغها الشاعر في قصائده، وللشعر عدة أغراض، أهمها:

  • الشعر الوطني: ارتبط كثير من الشعراء بوطنهم مما أثر في عاطفتهم وإطلاق أقلامهم وألسنتهم للخروج بقصائد مميزة عند خروجهم من الوطن، فوصفوا رحلاتهم وأنشدوا القصائد لذكريات الوطن عند وجودهم في الغربة والابتعاد.
  • المديح: اشتُهرت الكثير من القصائد في مدح الملوك والزعماء، وبعضها لمدح النبلاء، والكرماء .
  • الرثاء: الرثاء هو صورة من شعر المديح، إلا أنه يتميز بأنه حزين ويحث على البكاء كونه يقال في مدح شخصٍ ميت، ويذكر الصفات الحسنة للشخص الميت وأفضاله، وفي بعض الحالات إن كان الميت مقتولًا ففي الشعر يدعو الشاعر للأخذ بثأره من الذي قتله.
  • الفخر: كان الشعراء يفخرون بأنفسهم، وقبائلهم، وأصولهم الكريمة، فيفخرون بأجدادهم وبدمائهم، وشرفهم .
  • الغزل: من أشهر أنواع الشعر شعر اغزل، فحين يُغرَم الشاعر يُلقي أجمل الأبيات وأروعها بعاطفة ومشاعر فياضة، وبعض قصائد الغزل كانت عفيفةً إلا أن بعضها الآخر كان ماجنًا.
  • الهجاء: الهجاء هو شعر مناقضٌ لشعر المديح، وهو ذم الشاعر لمن حوله، وكان الناس يخشون الهَجَّائين فيعطونهم المال لتجنب هجائِهم، وقد اعتبرت القبائل في السابق أن اللسان من أقوى الأسلحة للإنسان فكانت القبائل والأقوام تُحارب بعضها بألسنة بشعرائها، فيلقي كل شاعر على القبيلة العدو كلمات الذم بالشاعر المقابل وقبيلته، ومن يظل لمدة أطول هو المنتصر، ويوجد شعراء قتلهم الهجاء، كدعبل الخزاعي وابن الرومي، ويوجد من هجا نفسه، وفي مقال اليوم سنسلط الضوء على أهم شعراء الهجاء.

الشاعر الذي هجا نفسه

كما قد ذكرنا، فشعر الهجاء هو شعر للذم، لكن يوجد شاعر وحيد من الشعراء مَن ذمَّ وهجا كل من حوله حتى أقرب الناس له، إلى أن وصل به الأمر إلى أن يهجو نفسه، وهو الحطيئة، الشاعر الحطيئة هو جرول بن أوس بن مالك العبسي، لقبه الحطيئة لأنه قصير للغاية، وكنيته أبي مُليكة، وهو شاعر مخضرم، وعاش منذ الجاهلية، وكان دميم وقبيح المنظر والهيئة، حتى أثّر ذلك عليه، وظهر ذلك في تصرفاته، وقد هجا نفسه لسوء مظهره، فقد كان فكّه السفلي شديد البروز، كان الحطيئة يشعر بالسخط على حياته ومن حوله فكان يهجو كل من حوله، أو كل من يحاول منعه من تحقيق ما يريد، كما أنه قد هجا أخويه لحرمانهما إياه من الميراث، فقد أعطياه ثلاث نخلات فقط؛ وهجا والدته وزوجها، وأخويه، وبني الأفقم، وبني جحش العبسيين الذين رفضوا أن ينسبوه لهم، وبذلك أصبح شعر الحطيئة يعتمد على الهجاء وحده، وهكذا عاش وحده حزينًا لا أهل ولا أصل ولا نسب له نتيجةً للسانه السليط الذي لم يتوقف يومًا عن ذم الآخرين وحتى نفسه.

أشهر شعراء الهجاء

تميَّز شعراء آخرون غير الحطيئة بالهجاء، وكانوا الأشهر في هذا الشعر، ومنهم:

  • جرير: وهو جرير بن عطية الكلبي التميمي، اشتهر في العصر الأموي، فكان أشهر شعراء الهجاء، وقد بدأ الأمر بشهرته بالنقائض ضد الشعراء الآخرين، وهي قصائد يهجو فيها شاعرًا آخر، فيردُّ الشاعر الآخر بقصيدة بنفس وزن قصيدة الهجاء الأولى ومن ذات القافية، ومن أشهر هذه النقائض قصائد جرير ضد الفرزدق والأخطل.
  • الفرزدق: هو همَّام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، ويُكَنّى بأبي فراس، ولقبه الفرزدق نتيجةً لجهامة وجهه وغلظته، كان الفرزدق ذا مزاج متقلب في العلاقات الاجتماعية، فيمدح في يومٍ، ويهجو في اليوم التالي، وهو من شعراء الدولة الأموية.
  • ابن الرومي: هو علي بن العبَّاس بن جریح الرومي، وكُنّي بأبي الحسن، وهو من أشهر شعراء الدولة العباسية، كانت حياته صعبةً، مما جعله متشائمًا على الدوام؛ فالناس من حوله لم يُقَدِّروه، فشعر بالسخط والغضب عليهم واستغل الهجاء لينتقم من كل من حوله، فانتقد عيوب الناس وأخلاقهم في شعره وسخر منهم، وكان يُرسل قصائد مديحٍ إلى الخلفاء العباسيين، لكنهم كانوا يُرجعون له قصائده، فهجاهم في شعره بدلًا من مدحهم