ما هي أسباب الغيبوبة

كيفية تشخيص الغيبوبة  وسائل علاجها هي حالة يكون فيها الشّخص في وضعية اللّاوعي العميق، وتحدث نتيجة لحادث مؤلم أو التعرض لضربة في الرأس أو أي وعكة صحية كبعض أنواع العدوى، ومن الجدير بالذكر أن الغيبوبة تختلف عن النوم وذلك لأن الشخص أثناء الغيبوبة غير قادر على الاستيقاظ أبدًا، حيث أنها ليست موتًا للدماغ فالشخص يبقى دماغه على قيد الحياة، لكنه لا يستطيع الاستجابة لما حوله كما كان سابقًا، وتعتمد مراحل استعادة الوعي والاستجابة على مقدار كفائة عمل الدماغ، فالغيبوبة غالبًا ما تستمر لبضعة أيام وأحيانًا لأسابيع ولكن نادرًا ما تستمر لعدّة سنوات، فعند دخول الجسم في غيبوبة فيجب أن يُعالج بسرعة وذلك لأنها حالة خطيرة جدًا، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أسباب الغيبوبة.[١]

أنواع الغيبوبة

يكون الشّخص المصاب بالغيبوبة غير واعي وغير قادر على التفاعل مع ما حوله من الظروف وذلك للتّعرض لبعض من أسباب الغيبوبة، وغالبًا ما تتمثل جميع أنواع الغيبوبة في اللاوعي، ومن أنواع الغيبوبة:[٢]

  • اعتلال الدماغ الأيضي السّام: هي حالة من الضّعف الحادّ وحدوث اعتلال في الدماغ مع وجود أعراض التشوش والهذيان، وتُعدّ هذه الحالة من الحالات التي يمكن شفاؤها، وأسبابها مختلفة ومتنوعة، وتشمل العديد من الأمراض منها العدوى وفشل بعض أعضاء الجسم، وغيرها من الحالات المختلفة.
  • إصابة الدماغ بسبب نقص الأكسجين: وهي حالة ناتجة عن النقص التام للأكسجين في الدماغ، ويُعدّ نقص الأكسجين لبضع دقائق من الدماغ سبب من أسباب موت خلايا أنسجة المخ، وقد تسبّب السكتة القلبية أو أي إصابة في الرأس أو الصّدمة أو الغرق أو تناول جرعة زائدة من المخدرات أو التسمم الى الإصابة بنقص الأكسجين التام.
  • حالة الغيبوبة النامية المستمرة: هي حالة من اللّاوعي الشّديد، حيث أن الشخص يكون غير مُدرك لما يحدث في ظروفه المحيطة وغير قادر على الحركة الإرادية، وقد تتطوّر حالة الشخص فيصبح في حالة اليقظة ولكن دون تطوّر وظيفة الدماغ، وأثناء هذه الحالة تكون عمليات التنفس، الدورة الدموية والنوم في حالاتها الطبيعية.
  • موت الدماغ: وهي حالة لتوقف جميع وظائف الدماغ، ولا يُمكن فيها شفاء الدماغ وعودته إلى وضعه الطبيعي، وحالة ناتجة عن تعرّض الدماغ لإصابة دائمة أو واسعة النطاق في الدماغ.
  • المتلازمة المغلقة: وهي حالة عصبية نادرة، حيث أن الشخص يكون مشلولًا تمامًا باستثناء عضلات العين، ولكن يبقى الشخص مستيقظًا وواعيًا ويتمتع بعقل طبيعي.
  • الغيبوبة المحفزة من خلال الأدوية: وهي غيبوبة لوقت محدّد فقط، وهي حالة عميقة من اللّاوعي، وتستخدم لحماية الدماغ من التوّرم بعد الإصابة، ويتلقّى المريض جرعة مدروسة من المواد المخدرة، مما يسبب اللّاوعي ومن ثم يراقب الأطباء العمليات الحيوية للشخص المصاب ويحدث ذلك فقط في وحدات العناية المركزة في المستشفيات.

أسباب الغيبوبة

إن مشكلة الغيبوبة ليست مشكلة صحية بسيطة وتحدث نتيجة العديد من المسببات، وهناك أنواع كثيرة من المشاكل الصحية أو غيرها من المشاكل التي قد تكون سببًا من أسباب الغيبوبة، أما عن الأسباب الأخرى وأسباب الغيبوبة الشائعة فمنها:[٣]

  • إصابات الدماغ: تُعدّ إصابات الدماغ المؤلمة والتي غالبًا ما تكون ناتجة عن حوادث مرورية أو ضربات عنيفة من الأسباب الشائعة للغيبوبة.
  • السكتة الدماغية: إن انخفاض تدفق الدم أو انقطاعه عن الدماغ والتي غالبًا ما تسببها الشرايين المغلقة أو انفجار الأوعية الدموية يؤدي إلى حدوث الغيبوبة.
  • الإصابة بالأورام: يمكن أن تؤدي الأورام في الدماغ إلى حدوث الغيبوبة.
  • مرض السكري: عند الإصابة بمرض السكري يمكن أن ترتفع مستويات السكر في الدم إلى أن تصبح مرتفعة للغاية أو تصبح منخفضة للغاية وبالتالي تسبب الغيبوبة.
  • نقص الأكسجين: قد لا يعود الوعي للأشخاص الذين تم إنقاذهم من الغرق أو الذين تم إنعاشهم بعد الإصابة بنوبة قلبية بسبب نقص الأكسجين من الدماغ.
  • الإصابة بالالتهابات: تتسبّب الالتهابات مثل التهاب الدماغ والتهاب السحايا في تورم الدماغ والحبل الشوكي والأنسجة المحيطة بالدماغ، حيث أن الحالات الشديدة للإصابة بالعدوى يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بتلف في الدماغ أو غيبوبة.
  • نوبات الصرع: إن نوبات الصرع المستمرّة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بغيبوبة.
  • التعرض للسموم: إن التعرّض لبعض أنواع السّموم مثل أوّل أكسيد الكربون أو معدن الرصاص يمكن أن يتسبب في الإصابة بتلف في الدماغ وحدوث غيبوبة.
  • تناول المخدرات والكحول: إنّ تناول جرعة مفرطة من المخدرات أو الكحول يمكن أن يؤدي إلى غيبوبة.

تشخيص الغيبوبة

نظرًا لأن الأشخاص المصابون في غيبوبة لا يمكنهم التعبير عن ما يشعرون، فيجب على الأطبّاء الاعتماد على البدائل ومنها المعلومات التي يقدمها الأسرة والأصدقاء، فيجب على من يكون حول المصاب بالغيبوبة أن يكونوا مستعدون لتقديم المعلومات عن الشخص المتضرر، بما في ذلك:[٣]

  • تفاصيل حول كيفية فقدان الشخص المصاب للوعي، بما في ذلك إن كانت الغيبوبة حدثت فجأة أو مع مرور الوقت.
  • أي أعراض أو علامات ملحوظة قبل فقدان الوعي.
  • التعرف على التاريخ الطبي للشخص المصاب، ويشمل ذلك الحالات المرضيّة الأخرى التي قد يكون المصاب قد أصيب بها سابقًا كالسكتة الدماغية.
  • التغييرات التي حدثت في الفترة الأخيرة لصحّة الشخص المصاب أو أي تغيير في سلوكه.
  • معرفة فيما إذا كان الشخص يتعاطى المخدرات، ويشمل ذلك الأدوية الموصوفة والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والعقاقير غير القانونية.

علاج الغيبوبة

إن علاج الغيبوبة يعتمد على أسباب الغيبوبة، وبالتالي يجب على الأشخاص المقرّبين من الشخص المصاب بالغيبوبة إعطاء الأطباء أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المصاب لمساعدة الأطباء في تحديد أسباب الغيبوبة للشخص المصاب، وإنّ الرعاية الطبّية الفورية أمر حيوي ومهم جدًا لعلاج الحالات التي يمكن شفاؤها بشكل تام، فإذا كان هناك عدوى تؤثر على دماغ الشخص فقد تكون هناك حاجة ملحة للمضادات الحيوية وقد تكون هناك حاجة لسكر الجلوكوز في حالة حدوث صدمة السكّري، وقد تكون الجراحة ضرورية أحيانًا لتخفيف الضّغط على الدماغ بسبب التورّم أو لإزالة الورم بشكل تامّ، وبعض الأدوية أيضًا قد تساعد في تخفيف التورم في الدماغ، ويمكن إعطاء الدواء لتوقف النوبات إذا لزم الأمر، وبشكل عام تتم رعاية الأشخاص المصابون في حالة غيبوبة في وحدة العناية المركزة.[٢]

مضاعفات الغيبوبة

بعد التعرف على أسباب الغيبوبة يجب التعرف على مضاعفاتها، فالغيبوبة غالبًا لا تستمر لأكثر من أربعة أسابيع، ولكن البعض يصابون في الغيبوبة لفترة أطول، ويعتمد ذلك على أسباب الغيبوبة والمكان المتضرر ومدى الضرر الذي يلحق بالدماغ، وقد يكون وضع الاحتمالات جيدًا للأشخاص الذين أصيبوا في غيبوبة جرعات زائدة من المخدرات، وأن بعض الناس يتعافون من الغيبوبة ولكن تبقى لديهم مشاكل جسدية أو فكرية أو نفسية، ومن غير المرجح أن يخرج المرضى الذين يبقون في غيبوبة لأكثر من سنة من تلك الحالة، وتشمل المضاعفات المحتملة خلال الغيبوبة الالتهابات والجلطات الدموية والقروح بسبب الضغط.