ما هو فضل سورة سبأ

ما هو فضل سورة سبأ تعرف معنا على مضامين سورة سبأ من مثاني السور المكية باتفاق أهل العلم والتفسير ومنهم من استثنى الآية السادسة، فقال إنّها مدنيّةٌ، ونزلت قبل سورة الزمر وبعد سورة لقمان وعُدَّت السورة الثامنة والخمسين

في ترتيب النزول والسورة الرابعة والثلاثين في ترتيب سور المصحف العثماني، وتقع آياتها الأربعة والخمسون ما بين الربع

الثالث إلى الربع السادس من الحزبيْن الثالث والأربعين والرابع والأربعين من الجزء الثاني والعشرين، ووجه تسميتها

بهذا الاسم تفرُّد آياتها بالحديث عن قصة سبأ وهي واحدةٌ من ممالك اليمن وأُهلكوا بالسَّيل العَرِم بسبب كفرهم لأنعُم الله،

وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة سبأ.

مضامين سورة سبأ

نزول سورة سبأ قبل هجرة الرسول إلى المدينة جعلها تتطبّع بطابع السور المكيّة التي تُولي اهتمامًا بالغًا بمسائل العقيدة الإسلاميّة وأركانها وعناصرها، لذا نجد آياتها تبرهنُ على وجود الله تعالى ووحدانيته،

كما تضمّنت السورة عدة مواضيع من أبرزها

: [١][٢]

  • إثبات ألوهيّة الله تعالى من خلال إبطال كافة قواعد الشِّرك ومظاهره من الأصنام والشفعاء وغيرهم.
  • التأكيد على حقيقة البعث والجزاء.
  • تأكيد علم الله المُطلق وإحاطة علمه لكل وبكل شيءٍ.
  • الإتيان على ذِكر قصص الأمم السابقة التي كفرت بأنعُم الله تعالى كمملكة سبأ في اليمن، فكان مصيرهم الهلاك لأخذ العبرة والعِظة.
  • الإتيان على ذِكر قصص بعض الأنبياء والمرسلين كقصة داوود وسليمان -عليهما السلام- وما حابهما الله من النِّعم التي لم تعط لسواهما من البشر.
  • الإشارة إلى أنّ اغترار الإنسان بالمال والولد كمصدريْن للقوّة سببٌ للتكذيب كما كذّب المشركون الرسولَ الكريم.
  • التخفيف عن الرسول الكريم ببيان مصارع الكافرين والظالمين انتصارًا للحق وأهله.

فضل سورة سبأ

لم يَرِد في فضل سورة سبأ أحاديثُ صحيحة متواترة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-،

لكن تجدر الإشارة إلى أنّ من فضل سورة سبأ أن تكون واحدةً من السور الخمس التي افتُتحت آياتها بحمد الله

وهي: الفاتحة والكهف وسبأ والأنعام وفاطر، ومن فضل سورة سبأ كغيرها من سُور القرآن الكريم في أجر التلاوة

والتدبر فالحرف بحسنةٍ والحسنة بعشرة أضعافها إلى جانب الأجر والمثوبة في الآخرة حيث أنّ تلاوة القرآن

سببٌ لرقي العبد في الدرجات يوم القيامة وأنّ القرآن يأتي شفيعًا لقارئه. [٣]

دلالات لفظة سبأ

قال تعالى: “لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ

وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ” [٤]، سبأ الوارد ذكرها في السورة الكريمة هو اسمٌ لواحدةٍ

من أشهر الممالك في اليمن واكتسبت اسمها من اسم رجلٍ يسمى سبأ أنعم الله عليه بالذرية والمال والخيرات كافة

وكان مع ذلك على طريق الحق والاستقامة، وفي زمانه تم إنشاء سد مأرب، فكان سببًا في زيادة الخيرات والمحاصيل والمزروعات نظرًا لوفرة المياه.

لكنْ بعد مدّةٍ من الزمن تركوا عبادة الله وعبدوا معه غيره وكفروا بنعم الله عليهم، فسلَّط الله عليهم الفئران تنخر أساس السدّ حتى أتت عليه وكان سببًا في فيضانه وغرقهم، مما نجم عنه تفرقهم في أصقاع المعمورة كافة كما أخبر بذلك -عزّ وجلّ-: “فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ” [٥]، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ انهيار سد مأرب كان سببًا في انتشار القبائل العربية اليمنية واستيطانها في مناطق أخرى كالحجاز والشام وغيرها من أنحاء شبه الجزيرة العربية والعراق ومنها: قبائل الأوس والخزرج التي سكنت يثرب والأزد التي سكنت سلطنة عُمان حاليًا وقبائل تغلب وتنوخ وعاملة والغساسنة والتي استوطنت الشام والعراق. [٦]