ما هو تعريف الرواية

معلومات عن انواع الروايه وعناصرها يأتي الأدب ويُعرف بكونه تعبيرًا إنسانيًّا يوظِّف الكاتب أو الأديب من خلاله الكتابة بأبهى صورها الإبداعية، للتعبير عما يجول ذهنه من خواطرٍ وأفكارٍ ومشاعر، ويقسم الأدب إلى نوعين رئيسَين، ثم يمكن إعادة تقسيم نتاجيهما إلى أصنافٍ أخرى، فيكون الأدب على ذلك حصرًا على الشعر من جهةٍ، وعلى النثر من جهةٍ أخرى، وسيوضح هذا المقال تعريف الرواية، سواءً في الأدب العربي أو في الأدب العالمي، والوقوف عند أهم عناصرها وسماتها وغاياتها وتقسيماتها، وذلك على امتداد تاريخ الرواية.[١]

تعريف الرواية

إن الرواية إحدى أقسام الأدب، ويمكن تعريفها على أنها: أدبٌ نثريٌ، يعمل في حقل الخبرات الإنسانية، جنبًا إلى جنبٍ مع الخيال، والرواية سرديةٌ مرويةٌ، فهي بحاجةٍ لراوٍ ينظر إلى الشخصيات كأنه من مكانٍ مرتفعٍ، فيتحدث بلسان الشخصيات أحيانّا، ويفسح لها المجال للحديث أو الحوار -وهو سمةٌ من سمات الرواية- أحيانًا أخرى، وتأتي الرواية كأطول الأجناس الأدبية من ناحية عدد صفحاتها، كما وتتميز بأنها تتعاطى -غالبًا- مع مددٍ زمنيةٍ أطول في امتداد أحداثها.[٢] تتميز الرواية عن غيرها من الأجناس الأدبية النثرية بأنها: ذات شخصياتٍ متعددةٍ، وأحداثٍ متنوعةٍ، كما قد تكون نتاجًا خالصًا لخيالٍ خصبٍ، أو تكون ذات أصلٍ وانعكاسٍ واقعيٍ، أو مزيجًا بين الواقع والخيال، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الرواية ظهرت لأول مرةٍ في أوروبا، وعليه فإن الرواية في الأدب العربي منقولةً عن الأدب الغربي الأوروبي، ولا يعني هذا أن الرواية في الأدب العربي، محض تقليد.[٣]

عناصر الرواية وبنيتها

تأتي الرواية في عدد صفحاتها الممتدة بما يمكن تسميته بعناصر بناء الرواية، وفي الأساس تكون هذه العناصر على قدر من الأهمية لدرجة أن الرواية لا تكون رواية حال خلوها من أحدها أو بعضها، وذلك لأن الرواية تدور في فلكها، وتروي الأحداث بمقتضاها، وفيما يأتي ذكرٌ لأهم عناصر الرواية، حيث لا يمكن إغفالها في حديثٍ حول تعريف الرواية[٣]:

  • الحبكة: الحبكة هي المحرك للرواية ولكاتبها في آنٍ واحدٍ، فهي العنصر الذي يقدم للروائي إمكانية البناء والتوسعة في الرواية، والحبكة هي الآلية التي يسعى الكاتب من خلالها لطرح الفكرة الرئيسة في روايته، أو هي الطريقة الأساسية لطرح حل المشكلة التي تسعى الرواية إلى حلها نهاية المطاف.
  • الشخصيات: لا شك بأن الشخصيات تأخذ حيزًا مهمًا في الرواية والعمل الروائي، فإن قبول الشخصيات، وحبها، وتبني قضاياها لدى القراء أو من قبلهم، هو ما يجعلهم يملكون الدافع لمتابعة القراءة، وذلك جنبًا إلى جنبٍ مع حبكتها وموضوعها كما سيأتي، لذا فإن اختيار الشخصيات هو أحد أهم ما يقوم به الروائي البارع، ومن خصائص الشخصيات المهمة في البناء الروائي: أن تكون الشخصيات شخصياتٍ واقعيةٍ، ولها آمالٌ ومخاوفٌ تمكنها أو تخول دونها ودون تحقيق أهدافها، كنا إنه من المهم أن يكون للرواية بطلًا واضحًا -وقد يكون لها أكثر من بطلٍ واحدٍ- ولهذا البطل/الأبطال سماتٌ معينةٌ، كسب ما يناسب واقع الرواية وأحداثها، ما يجعل القارئ متلهفًا أقصاه محبًا له.
  • الموضوع: ولعل هذا العنصر هو أول ما يجب على الروائي أن يفكر به، فمن خلاله سيصل إلى الحبكة المناسبة، ويصل عبره إلى تحديد شخصياته وسماتهم الأساسية، والموضوع ينبغي أن يكون ذا قيمةٍ حسيةٍ أو حقيقيةٍ لدى القارئ، ثم يجب أن يتبنى الروائي قيمةً ومثلًا حسنًا لتضيفه روايته للقارئ.
  • الزمان والمكان: وهذا عنصرٌ رئيس مهم، يجب تحديده في الرواية، فللرواية زمانٌ تدور به أحداثها، وذلك ما يجعل الرواية مقبولةً للمنطق موافقةً له، حتى وإن كانت أحداث الرواية من وحي الخيال، فتحديد الزمان يجنب الروائي الوقوع في تناقضاتٍ موضوعيةٍ، حيث لا يمكن للكاتب الروائي أن يكتب روايةً يغلب فيها طابع التكنولوجيا في عصورٍ قديمةٍ، والرواية مكانٌ ينبغي تحديده، وهو ضامنٌ لبقاء القارئ منسجمًا مع أحداث الرواية، فيعيش تفاصيلها، ولا ضير مجددًا في تحديد الزمان والمكان حتى وإن كانت الرواية ضريًا من ضروب الخيال.

أنواع الرواية

تم تعريف الرواية فيما تقدم من سطور هذا المقال، وفي نسقٍ أخر لتعريف الرواية هنا، فإنه يجب معرفة أنواعها، حيث إن الرواية ذات أنواعٍ عديدةٍ، يمكن أن تكون مشتقةً مما تقدم ذكره من غايات وأسباب استخدام الرواية، وفيما يأتي ذكرٌ لأبرز أنواعها:[٤]:

  • تاريخية: وتتميز الروايات التاريخية بأنها تمنح الكاتب الروائي قدرةً على تطوير شخصياتٍ كانت موجودة، إن كانت تلك الشخصيات حقيقةً أم أسطورية، الرواية التاريخية ليست كتابًا يسرد أحداث كما هي كتب التاريخ‘ لكن الرواية تفعّل الخيال وتترك فسحةً غير محددةٍ للإبداع.
  • عاطفية رومانسية: الرواية العاطفية الرومانسية أحد أهم أنواع الروايات، وأكثرها شهرةً وانتشارًا، فهي تبدأ مما يخطر حالًا على البال من تلك العلاقات الشفيفة بين الجنسين، وتتعداها لما هو أبعد وأسمى حتى تتمثل بأرقى المشاعر الإنسانية.
  • نفسية: وتعمل الرواية النفسية على فحص وتحليل الشخصية، إن كان ذلك لسمةٍ معينةٍ أو لعديد السمات المختلفة، كما تتميز الروايات النفسية بأنها تتعاطى مع شخصياتٍ قليلةٍ في الغالب.
  • واقعية: وهي حركةٌ روائية ٌ مقابلةٌ للروايات الرومانسية، فتمثل هذه الروايات الحياة على صورتها الواقعية، ويكثر فيها ما في الواقع من ثوابٍ وعقابٍ، وتقاوم بصورةٍ ما المثالية التي تتطبع بها الروايات الرومانسية.
  • خيالية: وهذا النوع ذائع السيط، واسع الشهرة، يقوم في أساسه على الخيال الخصب للكاتب، ولعل الروايات الخيالية صفةُ يمكن تعميمها على الروايات عمومًا، فلا رواية تخلو من الخيال.

الغاية من الرواية

تقع الرواية ضمن غايات استخدامٍ قد تكون واضحةً أو مبهمةً، وقد يكتب الروائي روايةً ثم لا يدرك موضع استخدامها، لكن هذا لا ينفي إنه كتبها لغرضٍ معينٍ، إن استخدامات الرواية عديدةٌ ومتفاوتةٌ، وفي سبيل السعي لتعريف الرواية، يطرق المقال باب الاستخدامات والأغراض للرواية، ثم يلخصها كما يأتي[٤]:

  • رؤية الحياة وتفسيرها: يمكن أن تكون الغاية وراء روايةٍ ما: توضيح نتاج خبرة الروائي حول رؤيته للحياة وتفسيرها، ويتم ذلك عادةً من خلال سماتٍ مثل مبدأ السببية، ففعل الخطأ هو سبب العقاب، وأن الصلاح جالبٌ للثواب، وقد تبني روايةٌ أخر تفسيرها للحياة بطريقةٍ مختلفةٍ، فتوضح إن الحياة غير عادلة، وأن الشر والغباء سمة هذه الحياة.
  • التسلية والهروب من الواقع: عادةً ما يهدف هذا الاستخدام إلى إيجاد سبيلٍ لتجاوز رتابة الحياة، والخروج من دواماتها التي قد تشكل هاجسًا مخيفًا لعديدٍ من الناس.
  • الترويج والدعاية: تهدف هذه الروايات عادةً إلى ترويج أعمالٍ بحد ذاتها، أو منتجاتٍ سوقيةٍ، ويكون ذلك من خلال استهداف العقل اللاواعي لدى القارئ أثناء إعجابه وانبهاره بشخصيات الرواية.
  • ‘”إثراء اللغة والفكر:'” تسهم الروايات -بعضها المحكم- في إثراء اللغة عند القارئ، وتعزز الفكر والهوية لديه، كما يمكن أن تصبح روايات كتابٍ معينين مرجعًا لغويًا كما شكسبير.