مؤلف كتاب العين للفراهيدي

تعرف على مضمون كتاب العين للفراهيدي هو كتاب يضم معانيَ لغوية مختلفة، تكون هذه المعاني مرتّبة وفق ترتيب معيّن ويتضمن هذا الكتاب شرحًا لهذه المعاني أو ما يقابلها من لغة أخرى[١]، وبتعريف آخر فأنّ المعجم هو هو كتاب يضُّم ألفاظ اللغة العربية كلّها، وتكون هذه الألفاظ مشروحة بطريقة تُزيل كُلّ الإبهام منها، وتحتوي على معلومات تُفيد الباحث والدارس وتُعينه للوصول إلى مراده، وتكون هذه الألفاظ مرتبة ضمن تنسيق مُعيّن.[٢]

الخليل بن أحمد الفراهيدي

هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفَرَاهِيدي، ويقال: الفُرْهودِي، الأزدي. والفراهيدي نسبة إلى فراهيد، ولد عام 100 هجريًا، ويُقال إنّه ولد في عُمان وعاش في البصرة، كان الخليل رجلًا زاهدًا تقيًّا وَرِعًا، شديد الذكاء والفطنة، وعُرف عنه انقطاعه للعلم والمعرفة بالإضافة إلى أنّه كان رجلًا صَبورًا على ضيق العيش والحياة، وكان الخليل متواضعًا، حَسَن الخلق، تَتَلمَذَ الخليل كغيره من العلماء على يد شيوخ كثيرة مثل: أيّوب السختياني البصري -وقد فقه اللغة على يده- وأبي عمرو بن العلاء وعثمان بن حاضر الأزدي.[٣]

عند الحديث عن الفراهيدي لا يمكن إغفال ما أُولِعَ النّاس به وكان السبب في ذيعان اسمه وشهرته وهو كتابه ومعجمه العين ولم يكن العين مصنفه الوحيد، بل كان له كتب أخرى مثل: كتاب فائت العين والعروض والنقط والشكل وكتاب الشواهد وغيرها العديد من الكتب، أما عن آراء العلماء به فقد أثنى عليه العديد من العلماء و أنزلوه المكانة التي تليق به ومما قيل فيه “من أحبَّ أن ينظرَ إلى رجلٍ خُلِق من الذهب والمسك، فلينظر إلى الخليل بن أحمد”. توفي الفراهيدي صاحب كتاب العين الشهير في البصرة سنة 170هجريّة.[٣]

كتاب العين للفراهيدي

كتاب العين للفراهيدي، وهو معجم صَبّ الخليل كلَّ معارفه وخبراته فيه، وأهم ما يميّز هذا المعجم أنّ الخليل لم يجمع ألفاظة عن طريق استقراء ألفاظ اللغة أو من شفاه الرواة، بل جمعها بطريقة منطقية رياضية؛ حيث لاحظ أن الكلمات قد تكون ثلاثية، وقد تكون رباعية، وقد تكون خماسية. لقد اتّبِع في كتاب العين للفراهيدي منهجًا عبقريًا في ترتيب الألفاظ وذلك تبعًا للحروف ومخارجها؛ حيث بدأ الخليل من الحروف الأعمق مخرجًا وهي الحروف التي تخرج من الحلق بالإضافة إلى أنّه رتّب حروف الحلق أيضا بحسب عمق المخرج ابتداءً من الهمزة والهاء ثم العين والحاء انتهاء بالغين والخاء، وعليه كان يُفترض أن يبدأ المعجم بحرف الهمزة لكنّ الخليل رأى أن الهمزة حرف قد يتعرض إلى التسهيل والتخفيف، والهاء صوت ضعيف مهموس وعليه انتقل إلى الحيّز الثاني من حروف الحلق و بدأ بحرف العين حيث أن حرف العين صوت قوي مجهور وهو حرف ناصع بالتالي كان كتاب العين للفراهيدي مرتبًا ترتيبًا صوتيًّا، بالإضافة إلى أنّه جَرّد هذا الكتاب من أي زيادة في الألفاظ ورُدّت جميعها إلى جذرها اللغوي، وقد سمّى الخليل معجمه باسم معجم العين، وهو من باب أو مبدأ تسمية الكل بالجزء. وقد اعتمد كتاب العين للفراهيدي بتقسيمه على ثلاثة أسس وهي:[٤]

المخارج

حيث قُسّم كتاب العين للفراهيدي إلى تسعة وعشرين كتابًا، سُمّيَ كل كتاب منهم باسم حروف الهجاء، وقد تضمنت هذه الكتب جميع الألفاظ التي تخصّ الحرف الذي عُنوِنَ به الباب فمثلًا كلمة “رعب” وردت في باب العين ولم تَرد في كتاب الراء مثلًا؛ وذلك لأن العين أسبق من الراء بالمخرج.

الأبنية

يُقصد بها عدد حروف الألفاظ التي يتكون منها المعجم، وقد قُسّم كل كتاب إلى ستّة أقسام وفصول، منها إلى الثنائي بحالاته، وإلى الثلاثي بحالاته، وإلى الرباعي والخماسي، وقد جرى تفصيلها في الكتاب كما يأتي:

    • الثنائي الصحيح المضعف: حيث وضع به الألفاظ المكونة من حرفين صحيحين قد تكرر أحدهما، مثل: مَدّ أو كلاهما مثل زلزل.
    • الثلاثي الصحيح: وقد وضع به الألفاظ المكونة من ثلاثة حروف صحيحة، مثل: ذهب.
    • الثلاثي المعتل: وقد وضع به الألفاظ المشتملة على ثلاثة حروف واحد منهم به علة أو حرف مهموز، مثل: قرأ، رمى.
    • الثلاثي اللفيف: وقد وضع بها الألفاظ المشتملة على ثلاثة حروف اثنان منهما مُعتلّ، مثل: وعى.
    • الرباعي : وقد وضع به الألفاظ المشتملة على أربعة حروف أصلية، مثل: بعثر.
    • الخماسي: وقد وضع به الألفاظ المؤلفة من خمسة حروف أصلية، مثل: سفرجل.

التقاليب

يُقصد بالتقاليب في كتاب العين للفراهيدي تغيير موقع الحرف الواحد وذلك ليقف المعجم على كل ما يتكون من حروف الهجاء من ألفاظ مستعملة وألفاظ مهملة، وعليه توصّل الخليل إلى أن الثنائي يتكون من صورتين بينما الثلاثي له ستّة صور، وعليه فإنّ الرباعي يتكوّن من أربع وعشرين صورة والخماسي يصل إلى مئة وعشرين صورة، وقد جمعت تقاليب الألفاظ كلها في أسبق حرف منها في المخرج.