فلسفة رينيه ديكارت

تعرف على اهم كتب رينيه ديكارت الفلسفة الحديثة هي إحدى فروع الفلسفة التي نشأت في أوروبا في القرن السابع عشر تقريبًا، وما تزال هذه الفلسفة شائعة على مستوى العالم في هذا العصر، ولا يجب الخلط بينها وبين الحداثة على الرغم من الافتراضات الكثيرة التي تشتركان بها، فهي ليست مدرسة أو عقيدة محددة بذاتها، وقد تمَّ تحديد بداية القرن العشرين نهاية لعصر الفلسفة الحديثة، وانقسم فلاسفة الفلسفة الحديثة إلى قسمين، العقلانيون مثل: ديكارت وباروخ سبينوزا ونيكولا مالبرانش، إضافة إلى التجريبيين مثل: جون لوك وديفيد هيوم وجورج بيركلي، ولا تندرج الفلسفة السياسية وعلم الأخلاق في هاتين الفئتين على الرغم من أنَّ جميع أولئك الفلاسفة تناولوا علم الأخلاق بأسلوبه المميز، وفي هذا المقال سيدور الحديث عن الفيلسوف الكبير رينيه ديكارت.[١]

رينيه ديكارت

الفيلسوف الفرنسي الشهير رينيه ديكارت، هو فيلسوف وعالِم في الرياضيات والفيزياء من فرنسا، ولدَ في عام 1596م، يطلق عليه أبو الفلسفة الحديثة، وقد كان له تأثير كبير على علوم الرياضيات وعلوم الفلسفة الغربية والعالمية، حيثُ ابتكرَ ديكارت نظامًا في الرياضيات سمِّي باسمه “نظام الإحداثيات الديكارتية”، وقد كان تمهيدًا لتشكيل الهندسة التحليلية فيما بعد، كما أنَّ كثير من الأطروحات الفلسفية في الغرب ما هي إلَّا انعكاسات لأطروحاته وفلسفته، لذلك يعدُّ ديكارت أحد أعمدة العلم في الثورة العلمية الحديثة، لم يتزوج خلال حياه لكن كان له ابنة من خادمة كانت تعمل في مكان إقامته في هولندا وماتت ابنته صغيرة بعد إصابتها بالحمى، أقام ديكارت في هولندا لمدة عشرين عامًا تقريبًا، لكنَّه قبل أن يتوفى بعام سافر إلى السويد وذلك بطلب من الملكة كريستينا ليكون معلّمها الخاص في علم الفلسفة، توفي في مدينة ستوكهولم في عام 1650م بعد 54 عامًا قضاها بين الكتب والعلوم تاركًا إرثًا عظيمًا ما يزال يثري علوم البشرية حتى الآن.[٢]

فلسفة ديكارت ومنهجه

لقد كان الفيلسوف الفرنسي الشهير رينيه ديكارت عميد الفلسفة العقلانية، فاعتمدَ في فلسفته على حقائق الميتافيزيقيا والمبادئ العليا في الفلسفة، وقد خالف من سبقه من علماء الفلسفة باعتماده على العقل أساسًا في فلسفته، حيثُ كان القدماء يعتمدون على الجزئيات المادية، وكثيرًا ما شبَّه ديكارت الفلسفة بشجرة عظيمة جذورها الميتافيزيقيا وأمَّا ثمارها فهي الطب والميكانيكا والأخلاق، وهذا ما يؤكد اعتماده على علوم الأخلاق رغم أنَّ فلسفته لا تشمل علوم الأخلاق، وقد أكد ديكارت على استخدام منهج الشك بشكل كبير للتحقق من أي أمر قد يعترض طريق البحث والعلم، لكنَّه بالغ في استخدام الشك للوصول إلى الحقائق، كما كان يعتقد أنَّ الحدس خطوة البحث الأولى في إدراك مبادئ الفلسفة والعلوم، ثمَّ يليه الاستنتاج العقلاني لجمع وتمحيص النتائج المنطقية وأخيرًا فإنَّ التجربة عنده هي آخر مبدأ للوصول إلى اليقين في عملية البحث المعرفية.[٣]

كتب رينيه ديكارت

بعد المرور على حياة ديكارت وفلسفته لا بدَّ من الإشارة إلى بعض مؤلفاته مع ذكر تعريف بسيط لكل منها، فقد تركت مؤلفاته أثرًا كبيرًا في في تاريخ العلم، وخصوصًا في مجال الفلسفة والرياضيات والفيزياء، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أهم مؤلفات رينيه ديكارت ما يأتي:

  • التأملات في الفلسفة الأولى: يعدُّ هذا الكتاب من أهم كتب ديكارت ومن أعظم كتب الفلسفة على الإطلاق، فهو سيرة ذاتيَّة ماورائية، وحكاية تروي لنا ديكارت وأفكاره، ففيه يثبت أنَّ الله موجود وأنَّ النفس الإنسانية تختلف عن الجسد، مبرهنًا على ذلك بحجج مرتبة بشكل متين وواضح تظهر للناس على أنَّها براهين صحيحة.[٤]
  • انفعالات النفس: أحد مؤلفات ديكارت في علم النفس، يشرح فيه مختلف أهواء وانفعالات ومشاعر النفس مفسِّرًا آلية عملها، ثمَّ يشيرُ إلى كيفية تحكم العقل بها والسيطرة عليها وتسخيرها لسعادة الإنسان، كما يتناول موضوع الأخلاق ودور الإرادة في التخلص من الانفعالات والأهواء وغيرها، وفيه توضيح لعلاقة الجسد بالنفس وما لكل منهما من رغبات ومتطلبات.[٥]
  • مقال عن المنهج: في هذا الكتاب يتحدث ديكارت عن حياة الإنسان العقلية والروحية، وكيف أنَّ ديانات الأمم القديمة قد حوت فلسفة كل أمة، وهذه الفلسفات كانت مرايا لمعاني الفلسفة الروحية والخلقية التي لم تبلغ مراتب الفلسفة الحقيقية في ذلك.[٦]
  • مبادئ الفلسفة: حدَّد ديكارت في هذا الكتاب مبادئ الطبيعة المتمثلة في قوانين الفيزياء، كحالة انعدام وجود القوى الخارجية، واستخدم نيوتن هذا المبدأ من ديكارت، وما يزال هذا المبدأ مستخدمًا في العصر الحديث، وهو قانون نيوتن الأول للحركة، وقدَّم فيه أيضًا بيانًا منهجيًّا عن الفلسفة الطبيعية والميتافيزيقيا، وهو أوَّل تفسير ميكانيكي للكون.[٧]
  • كتاب العالم أو كتاب النور: اقتصرَ ديكارت في هذا الكتاب الحديث على المسائل الوجودية، وتبنى فيه طريقةً أخرى لدراسة علم الفيزياء بشكل مختلف عن طريقة الإدراك الحسي الذي يشك في مصداقيته، فيدعي أنه لا يمكن تأسيس علم بناء على معرفة غير يقينية، لذلك يعدُّ مؤسس الفيزياء الحديثة أيضًا.[٨]

أقوال رينيه ديكارت

لا تزال أقوال ديكارت منتشرة بين البشر إلى هذه الأيام، وقد أصبح بعضها من أشهر الأقوال في التاريخ، وأصبح يرددها الناس فيما بينهم بشكل عفوي، ولعلَّ أهم مقولة قالها ديكارت خلال حياته هي مقولته الشهيرة: أنا أفكر، إذن أنا موجود”، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أهم أقوال ديكارت:[٢]

  • أعظم العقول قادرة على أكبر الرذائل فضلًا عن أعظم الفضائل.
  • إنَّ الفشل ليس نتيجة تصرّف ما أدّى بالإنسان إلى عدم التوصّل إلى الهدف والإخفاق فى تحقيقه، ولكنَّه بلا شكٍّ وبكلِّ بساطة التوقّف عن المحاولة.
  • لا يكفي امتلاكك عقلًا سليمًا، فالأمر الأساسيّ هو استخدامك له على النحو المناسب.
  • إذا كنت تبحث عن الحقيقة، فمن الضروري أن تشك ولو لمرة واحدة في حياتك، وبكل شيء قدر الإمكان.
  • وقد يحدث فعلًا، أننا نتوهم جهل الأشياء التي نعرفها حقيقة.
  • قد يعثر المتفائل على الضوء حيث لا وجود له، لكن لماذا يسعى المتشائم دائمًا إلى إطفائه.
  • يستحق الفرح الخادع أكثر من مجرد أسف عبقريّ.