طريقة الخشوع في الصلاه

الصلاة هى اول ما يسال العبد عنه ويلزم لاتمام الصلاة على اكمل وجه هو الخشوع فكيف يتحقق الخشوع فى الصلاة

كيف أحس بشعور الرجاء هذا ؟؟ الجواب : تحس به إذا عرفت الله ، وكلما عرفت الله اكثر زاد رجائك فى الصلاه أكثر ، أخي الكريم لن تجد أحدا أرجى لك من الله ، الله تعالى أرجى لك حتى من امك التي ترعاك ليل نهار ، ومن شدة قرب رجاء الله منك فما عليك إلا أن تظن بالله ما تحبه والله سيكون عند ظنك ،، تظن أن الله سيرحمك يرحمك ، تظن أنه تعالى سيعتقك من النار يعتقك ، تظن أنه سيدخلك الفردوس الأعلى يدخلك الفردوس الأعلى ،، الأمر بسيط جدا وهذا ليس كلامي هذا كلام الله تعالى هو الذي الذي قال هذا عن نفسه ، يقول تعالى فى الحديث القدسى الذى يرويه النبى صلى الله عليه وسلم عن ربه : ” أنا عند ظن عبدى بى فليظن بى ماشاء ” ،، و يقول ابن القيم : (والرب تبارك وتعالى ليس له ثأر عند عبده فيتشفى بعقابه ولا يزيد ذلك فى ملكه مثقال ذرة ولو غفر لأهل الأرض جميعا ما نقص من ملكه مثقال ذرة كيف وقد سبقت رحمته غضبه وهو قد كتب على نفسه الرحمه ) ،، قال تعالى : ” ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) ” ،، إله بهذه الصفات كيف لك ألا ترجوه ، سنوات ونحن نقابل الله تعالى في الصلاة ولا نحس بهذا مع أنه تعالى يحب أن نرجوه ، قال تعالى : ” (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ، يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) ” – سورة النساء – ،، جرب أن تظن أنه سيرحمك وسيغفر لك وسيرفعك ويجعلك من أهل الجنة بل وجرب أن تظن أن الله تعالى سيسكنك الفردوس الأعلى ويكون جارك فيها النبي عليه الصلاة والسلام ، وأبشر فإن الله سيعطيك ، قال تعالى : ” (وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، وليست المسألة احتمال ممكن أن يستجيب وممكن لا ، بل يقين تام ، يقول النبي عليه السلام : ” ادعوا وأنتم موقنون بالإجابة ” ، أصلا إذا فعلت ذلك يعطيك أكثر مما تدعوا وترجوا ولكن بشرط أن يكون رجــــــــــــاء وليس أمانى ، ما الفرق ؟؟ الرجاء أن تدخل بالمشاعر السابقة ولكن بالعمل أما الأماني بلا عمل يتمنى الإنسان أن يغفر الله له ويعرض عنه ، قال تعالى : ” وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ” .

سنعرض عليكم عرضا لنبين لكم تلك الرحمة فبعض الناس لا يتصورها ( المشهد : عبارة عن لبؤة ضارية وغزال صغير ، المتوقع أنها ستأكلها ولكنها تداعبها !! فما السبب ؟؟ لقد تبنت هذه اللبؤة تلك الغزالة منذ اسبوعين فهي ليس عندها أبناء ولا تنجب والذي أدهش الناس أنه كيف لتلك الغزاله التي عمرها فقط شهر أن تعيش اسبوعين بدون حليب ، وحتى اللبؤة لا تستطيع أن تصطاد خوفا على الغزالة فهي لا تريد أن تذهب وتتركها ) ،، سبحان من أودع الرحمة في قلبها سبحان من جعل هذه الحياة تتقلب قوانينها من افتراس إلى تبني .

إخواني قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم “: إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ , أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ , وَالإِنْسِ , وَالْبَهَائِمِ , وَالْهَوَامِّ , فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وبِهَا يَتَرَاحَمُونَ , وبِهَا تَعْطِفُ الْوُحُوشُ عَلَى أَوْلادِهَا , وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” . ، وقال تعالى : “(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) ” فكيف لا تسعك أنت ؟؟ شخص قتل 99 نفس وختمها بعابد ومع ذلك وسعته رحمة الله ، وأنت ما قتلت أحد فكيف لا يرحمك الله ؟؟ فإن قلت لي كيف نحصل على رحمة الله ؟ الجواب سهل اطلبها منه وهو يعطيك إياها .

فلتقم الأن وصل واطلب رحمة الله وارجوه وهو يعطيك إياها ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” ، ادعوه وتمتع بالرجاء.

الخشوع في الصّلاة :

الخشوع من الفعل خَشَعَ أي خاف وهاب وسَكَن، وفي الشَّرع يعتبر الخشوع في الصّلاة والطّمأنينة في أدائها ركنٌ من أركان الصّلاة، ويعني الصّلاة والوقوف بين يديّ الله عزّ وجلّ بقلبٍ مُنيبٍ جازعٍ خانعٍ متذلّلٍ مستحضرٍ لعظمة الخالق سبحانه، وقيل في معنى الخشوع هو الإقبال على الصّلاة بكلّ الجوارح والمشاعر، فلا يُحدّث المصلّي نفسه بأيّ أمرٍ من أمور الدُّنيا، وتكون كُلّ حواسه وقلبه في الصّلاة خوفًا من الله ورغبةً في الثّواب، وعلى المُصلّي الخشوع والتّدبّر في صلاته بمجرّد النُّطق بتكبيرة الإحرام. وقد امتدح الله سبحانه الخاشعين في صلاتهم ووصفهم بالمفلحين:”قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون”. ومن أدّى صلاةً بلا خُشوعٍ عند جمهور العلماء فإنّ صلاته تكون صحيحةً ولا شيء عليه، ومنهم من قال بأنّ الخشوع شرطٌ ولو بجزءٍ يسيرٍ من الصلّاة ويُؤجر عليه، وقد خالف الحنابلة هذا الرّأي وقالوا بأنّ الصلاة تبطل بلا خشوعٍ؛ فجعلوا الخشوع شرطٌ لصحّة الصّلاة.

معني الخشوع في الصلاه :

الخشوع في اللغة :هو الخضوع والسكون . قال :{ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً}
[طه : 108] أي سكنت.
والخشوع في الاصطلاح:هو قيان القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: “أصل الخشوع لين القلب ورقنه وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته،فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء،لأنها تابعة له ” [الخشوع لابن رجب،ص17] فالخشوع محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح . فمتى اجتمع في قلبك أخي في الله – صدق محبتك لله وأنسك به واستشعار قربك منه، ويقينك في ألوهيته وربوبيته ،وحاجتك وفقرك إليه.متى اجتمع في قلبك ذلك ورثك الله الخشوع وأذاقك لذته ونعيمه تثبيتاً لك على الهدى ،قال تعالى :{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: 17] وقال تعالى :{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت :69].
فاعلم أخي الكريم – أن الخشوع في الصلاة،هو توفيق من الله جل وعلا،يوفق إليه الصادقين في عبادته ،المخلصين المخبتين له ،العاملين بأمره والمنتهين بنهيه. فمن لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصلاة،لا يتذوق لذة الخشوع ولا تذرف عيناه الدموع لقسوة قلبه وبعده عن الله .قال تعالى :{ ِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت:45] ،فالذي لن تنهه صلاته عن المنكر لا يعرف إلى الخشوع سبيلاُ،ومن كان حاله كذلك ،فإنه وإن صلى لا يقيم الصلاة كما أمر الله جل وعلا ، قال تعالى:{ َاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة : 45].
واعلم أخي المسلم بأن الخشوع واجب على كل مصل .قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويدل على وجوب الخشوع قول الله جل وعلا،قال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[المؤمنون:1-2] .

كيفيّة الخشوع في الصّلاة :

  • الخوف من الله والخشية منه واستحضار عظمته في القلب، والتّذكّر بأنّ الصّلاة وقوفٌ بين يديّ الله وتكرار ذلك للنّفس حتّى في غير وقت صّلاة؛ للتّهيّؤ لهذا الموقف.
  • اتّباع مبدأ الإحسان في جميع الأقوال والأفعال في الحياة اليوميّة، وهو أنْ تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكنْ تراه فهو يراك، فتعوّد وجود رقيب عليك يدفعك للخشوع في صلاتك واستحضار رقابته وأنت بين يديه.
  • تعويد النّفس على أنّ الصّلاة ليست مجرّد فرض يتمّ اسقاطه ببضع حركاتٍ دون شعورٍ أو تدبّرٍ، إنّما الصّلاة ركن الإسلام وآخر ما وصّى به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وهو في سكرات الموت؛ فقدْرُها عظيمٌ ولا يصحّ إسلام أحدٍ دونها؛ فهي عمود الدِّين.
  • تجنّب الصّلاة عند التّلفاز أو المذياع أو في مكان الإزعاج والصُّراخ ما لم تكنْ هناك ضرورة لذلك؛ حتّى لا يتشتّت التّركيز والانتباه ويمنع الشّخص من أداء صلاة خاشعة.
  • أداء الصّلاة في وقتها والاستعداد لها قبل دخول وقتها بالوضوء، وصلاة ركعتيّ الوضوء إنْ أمكن والاستغفار والتّهليل، ووقت الآذان ترديد ما يقوله المؤذّن.
  • التّعوّذ باللّه من الشّيطان الرَّجيم وطرد كلّ ما يخطر بالبال من أمور الدُّنيا ومتاعها، وإلزام النّفس بقراءة آيات القران برويّةٍ وسكينةٍ، والتّمهّل والتّأنّي في الرُّكوع والسُّجود.
  • الإكثار من التّوبة والاستغفار فيما بين الصّلوات، وكذلك قيام الّليل يُساعد على تليين القلب والخُشوع في الصّلاة والخوف من الله.
  • تجنّب الصلّاة وقت الانشغال؛ فذلك مدعاةٌ لعدم خشوع القلب كالانشغال في عملٍ ما أو بكاء طفلٍ أو إعداد طعامٍ إلى غير ذلك.
  • الصّلاة في ملابس مريحةً كي تتجنّب الانشغال بها، وفي مكانٍ مستورٍ كي لا تنشغل بالنّاس وبأحاديثهم.
  • لا تنظر إلى الصلاة على أنها مجرد عبادة وإنما يجب أن تنظر إلى الصلاة على أنها جزء أساسي من حياتك وأنه كلما صلحت صلاتك صلحت حياتك والعكس.
  • حافظ على حياتك سليمة ونقية وبعيدة عن ما يعضب الله احرص على الكسب الحلال المأكل الحلال والابتعاد عن المحرمات حيث أن ارتكاب الذنوب يميت القلب ويسلب الشخص تركيزه وخشوعه.
  • يجب أن تنظم وقتك تبعا لأوقات الصلاة وليس العكس فلا تؤجل الصلاة حتى تفرغ من عملك وإنما نظم عملك بحيث تكون مستعدا للصلاة في وقتها.
  • حاول أن تذهب إلى النوم مبكرا حت تكون قادرا على إقامة صلاة الفجر وباقي الصلاوات في موعدها ولا تنسى قول الخالق عز وجل “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا”.
  • حاول أن تبتعد عن الأشياء التي تشغل العقل كمشاهدة التلفاز لوقت طويل أو الاستماع إلى الموسيقى إلى وقت طويل لأن هذه النشاطات تصرف انتباهك وتركيزك داخل الصلاه.
Exit mobile version