صلة الرحم عبر الهاتف

صلة الرحم عبر الهاتف

صلة الرحم عبر الهاتف صلة الرحم من الامور التى امرنا بها الله تعالى ورسولنا الكريم وشدد على عدم قطعها تحت اى ظرف

صلة الرحم واجبة شرعًا ولا يجوز للمسلم قطعها تحت أي مبررٍ أيًا كان، ومن الواجب على المسلم وصل أرحامه ولو بالحد الأدنى،

وعدم اللجوء إلى قطعها أبدًا.

ووصل الأرحام ليس بالضروري أن يكون بالتزاور وكثرة السؤال، ولكن يمكن للواصل فى هذه الحالة أن يكفى بإرسال رسالة عبر الهاتف للتهنئة فى الأعياد والمناسبات.

عدّ الإسلام صلة الرحم بالواجبة وحرّم القطيعة وجعلها من الكبائر التي تُدخل صاحبها النار، بل وصل الأمر إلى أنَّ من

وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله؛ فلا يجوز أن يقطع الشخص رحمه لأنهم قطعوه بل الأجر الأعظم عند صلة من يقطع.

صلة الرحم ليست مستحبة ولكنها واجبة، أى أن الشرع ألزمنا بصلة الرحم،

والرحم على قسمين

: رحم يجب وصلها، ويحرم قطعها، وهي كل رحم محرم، وهم القرابات

من جهة أصل الإنسان كأبيه وجده وإن علا، وفروعه كأبنائه وبناته وإن نزلوا، وما يتصل بهم من

حواشي كالإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، ورحم يندب أن توصل ويكره أن تقطع وهي كل رحم غير محرم كأبناء الأعمام وأبناء الأخوال.

الصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك الهجر، والصلة بالسلام والكلام، وتختلف هذه الدرجات

باختلاف القدرة والحاجة، فمنها الواجب ومنها المستحب، والصلة أعم من المساعدة بالمال فتكون بالإنفاق

وبالزيارة والسلام وحسن الكلام واحتمال الجفاء، وفي حق الوالدين بذلك وبما أشار الله إليه في

قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا

وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.

صلة الأرحام واجبة شرعًا وهي إحدى صفات أهل الجنة، كما في قوله تعالى: «الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل»،

وصلة الرحم هى جميع أفعال الخير من التصدق عليهم ووصلهم والوقوف بجانبهم عند المشكلات والإحسان إليهم

والكلام الطيب والحفاظ على سيرتهم وسمعتهم.

لا يجوز قطيعة الرحم منعا للمشاكل، ولكن يجوز تقليل الزيارات للشخص المتسبب في ذلك، أو يجوز إطالة المدة

بين الزيارات، أو تقليل المكالمات الهاتفية، لكن القطيعة نهائيًا لا تجوز شرعًا، وصلة الرحم تحتاج إلى عدم الخصام والقطيعة وعدم الإيذاء وتمني الخير للغير.

– تحقيق الصلة مع الله- تعالى- في الدنيا والآخرة؛ فالرّحم معلّقة بالعرش، بدليل ما روى عن أبي هريرة -رضي الله عنه-

عن النبيّ – صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك

من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: اقرأوا إن شئتم: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم»، رواه البخارى.

– تحقيق محبة الله تعالى ومحبة الناس.

– بسط في الرزق وزيادة البركة في العمر وتعمير البيت.

– إكرام الفرد بالميتة الحسنة وإبعاد الميتة السيّئة عنه.

– دخول الجنة مع أول الداخلين.

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشيخ/ ناصر _حفظه الله تعالى_

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سؤالي هو: عندي أقارب ولكنهم أصحاب مشاكل كثيرة جداً ويحبون القيل والقال والكلام في كل من هب ودب،

وأريد أن أصلهم كرحم لي، ولكن عند اتصالي بهم – سواء بالذهاب إليهم أو مجيئهم عندي – يسبب لي الكثير من المشاكل.

فهل أكتفي فقط بصلتهم عن طريق الهاتف؟ لكي أتجنب كل هذه المصائب والمشاكل

 

أجاب عنها:

الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

لا حرج في صلة الأرحام بالاتصال عليهم بالهاتف، إلا في المناسبات كالأعياد ونحوها،

فلابد من الذهاب إليهم

للسلام عليهم وتهنئتهم، ولا يلزمك أن تجلس معهم، إلا الوالدين فلا بد من استمرار صلتهم وزيارتهم

والبر بهم في كل الأوقات؛ لعموم قول الله _تعالى_: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً

إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً،

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً” (الاسراء:23: 24)،

أما ما تراه من أقاربك من مخالفات فعليك بمناصحتهم بالوسيلة المناسبة، مع الرفق بهم

لعل الله أن يجعل هدايتهم على يديك، فالنبي _صلى الله عليه وسلم_ يقول:

” فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم”

أخرجه البخاري من حديث علي بن أبي طالب _رضي الله عنه_.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.