المعدة عضو عضلى فى الجهاز الهضمى ولها دور كبير فى عملية الهضم

تنوعت الأطعمة التي يتناولها الإنسان وكثرت مكوناتها، وبالمقابل زادت درجة إقباله على الأطعمة السريعة والمقلية والجاهزة، والتي تحتوي على مواد تضر بفم المعدة وجدارها، مما يجعله يعاني من الحرقة أو ما يسمى حموضة المعدة، وهذا أمر مزعج للإنسان قد يتجاهله مع انشغاله في الحياة اليومية، وهو يصيب جميع أصناف البشر على اختلاف أعمارهم.

وهذه وحدها قد تسببها السمنة وزيادة الوزن المفرطة، والتي هي ناتجة أساسًا عن الإكثار من الأكل، وهناك أصناف من الأغذية التي تثير وتهيج المعدة، ويسبب لها ارتفاع نسبة الحموضة بها، وذلك مثل: الطماطم والأطعمة المقلية والغنية بالتوابل المتنوعة والحارة، والتي تساعد على إثارة حامض المعدة وتسبب ارتجاعه.

وإنّ العادات السيئة تساعد على الإصابة بالحموضة، كتناول الخل باستمرار والأكل بسرعة ونهمٍ شديد ممّا لا يساعد المعدة على إتاحة الوقت للهضم الجيد ويساهم في زيادة إفراز السائل الحمضي.

وتبدأ الحموضة بمجرد نزول الطعام إلى المعدة، فتقوم خلايا الغشاء المخاطي بإفراز “البيبيسن” الذي يقوم بهضم البروتين في المعدة، وعندما تصبح العضلة العاصرة ضعيفة تفرزه، يندفع السائل الحمضي إلى المريء وهو ما يظهر أعراض الإزعاج وتسمى حموضة المعدة.

والسبب الأساسي في حدوث الحموضة هو الغذاء الذي يهضم فيها، فإنّ عدم تنوعه واقتصاره على نوع واحد غير متساوي المحتوى بين القلويات والأحماض، فهذا يعمل على إثارة حموضة المعدة، على سبيل المثال: تناول اللحمة المطبوخة بالطماطم دون تناول الخضراوات، بالتأكيد هذا سيثير السائل الحمضي، ويصاب الشخص بعد الأكل بالانزعاج بسبب الحموضة.

ويشعر المصاب كأنّ هناك نارًا تستعر فوق معدته، وعليه أن يطفئها لكنّه لا يستطيع، لهذا تجد معظم الناس الذين تكثر إصابتهم بالحموضة بعد تناول الغذاء، يلجؤون لأكل الخيار أو الموز، وهذا يشعرهم بأنّها أطفت النيران التي تستعر بداخلهم.

وإنّ الأطعمة التي تحتوي على نسب حموضة عالية لها أكبر الذنب في حصول حموضة المعدة، وأغلب الناس يجهلون تمامًا أنّ المشروبات الغازية التي يكثرون من شربها تحتوي على نسب عالية من الحموضة، وخاصةً المشروبات الغازية التي خصصت لأصحاب الرجيم، والتي لا تحتوي على سكر، كما أنّ صلصات الشواء كالكاتشب، أحد أهمّ الأغذية ذات النسبة العالية والمركزة من الأحماض.

إنّ طريقة العلاج و دواء تشمل على تغيير العادات الغذائية وتحويلها إلى تناول أطعمة متزنة المحتويات والسعرات الحرارية، فاللحوم لا تؤكل وحدها أو تناول نوع واحد منها، بل إلى جانبها يوضع طبق كبير من سلطة الخضار الجاهزة، والابتعاد كل البعد عن تناول الأطعمة السريعة، والتي تباع بالمحلات والشوارع، وتجنب المشروبات الغازية، ومتابعة الصحة العامة عند طبيب مختص بالأغذية يصف للمصاب احسن وأفضل الأغذية لحالته.

وان كثيرًا من أدوية معالجة الحموضة الشائعة لا تفيد سوى نسبة قليلةٍ من المرضى، وهي كحل مؤقت وليس دائم، وبعضها ربما يزيد الأمر سوءًا كالفوارات التي تباع بالصيدليات دون طريقة طبية.