حياة الشاعر امرؤ القيس

ولد امرؤ القيس في منزل بني أسد في نجد ونشأ في قبيلة كندة ، قبيلة كندة هي عائلة ملوك مثل عائلتي الغسانيد والمناظرة.

إن شعر امرؤ القيس يتميز عن غيره من بقية الشعراء على قدرته في ابتكار المعاني ، وفي التعبير عنها بطرق لم يسبقه أياً من الشعراء إليها ، فقد كانت بداية شعر الغزل على يد امرؤ القيس ، فأكثر جداً في الوصف فيه وقد أبدع في التصوير والتشبيه ، كما كان شعره صورة واضحة عن حياته ، حيث ذكر الشاعر تاريخه وحياته وصيده ولهوه وحزنه على مقتل أبيه ، بالإضافة إلى أنه قد أجاد وقد أبدع في شعر الهجاء وفي المدح ، فكان يمدح من ينصره ويهجو من يذمه ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكم أعزائنا المتابعين متابعي موقع احلم مقال تحت عنوان الشاعر امرؤ القيس … نبذة عن حياته وأشهر قصائده ، سوف نجمع لكم في هذا المقال كم كبير جداً ومجموعة ضخمة من أقوى ما قاله الشاعر امرؤ القيس ، وحتى لا نطيل عليكم تعالوا نستمتع معاً بقراءة هذه الأبيات.

نبذة عن حياة امرؤ القيس:

  • لقد كانت حياة الشاعر حياة لهو ولعب وطيش ، وكان ينتقل بين العرب مع بعض الرجال من أبناء القبائل ولا يبالي ، فقد كانوا يقومون بالإغارة على أحياء العرب وبيوتهم ، ويتقاسمون ما يحصلون عليه ، وظل امرؤ القيس على تلك الحالة حتى أتاه خبر مقتل أبيه الذي غير حياته رأساً على عقب ، فاستفاق الشاعر من طيشه وانتقل لحياة العزم والجد والأخذ بالثأر ، ولم يرض الشاعر أي طريق للصلح مع قتلة أبيه وهم (بني أسد) ، فخرج لليمن ، وحشد جمعاً أعانه على حربه فيما بعد.

 

قصيدة أمن ذكر سلمى إذ نأتك تنوص:

أَمِن ذِكرِ سَلمى إِذ نَأَتكَ تَنوصُ

فَتَقصِرُ عَنها خُطوَةً وَتَبوصُ

وَكَم دونَها مِن مَهمَهٍ وَمَفازَةٍ

وَكَم أَرضُ جَدبٍ دونَها وَلُصوصُ

تَراءَت لَنا يَوماً بِجَنبِ عُنَيزَةٍ

وَقَد حانَ مِنها رِحلَةٌ فَقُلوصُ

بِأَسوَدَ مُلتَفِّ الغَدائِرِ وارِدٍ

وَذي أُشُرٍ تَشوقُهُ وَتَشوصُ

مَنابِتُهُ مِثلُ السُدوسِ وَلَونُهُ

كَشَوكِ السِيالِ فَهوَ عَذبٌ يَفيصُ

فَهَل تَسلِيَنَّ الهَمَّ عَنكَ شِمِلَّةٌ

مُداخَلَةٌ صُمُّ العِظامِ أَصوصُ

تَظاهَرَ فيها النِيُّ لا هِيَ بَكرَةٌ

وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الرِمامِ قَموصُ

أَؤوبٌ نَعوبٌ لا يُواكِلُ نُهزُه

إِذا قيلَ سَيرُ المُدلِجينَ نَصيصُ

كَأَنّي وَرَحلي وَالقِرابُ وَنُمرُقي

إِذا شُبَّ لِلمَروِ الصِغارِ وَبيصُ

عَلى نَقنَقٍ هَيقٍ لَهُ وَلِعُرسِهِ

بِمُنعَرَجِ الوَعساءِ بيضٌ رَصيصُ

إِذا راحَ لِلأُدحِيِّ أَوباً يَفُنُّه

تُحاذِرُ مِن إِدراكِهِ وَتَحيصُ

أَذَلِكَ أَم جَونٌ يُطارِدُ آتُن

حَمَلنَ فَأَربى حَملُهُنَّ دُروصُ

طَواهُ اِضطِمارُ الشَدِّ فَالبَطنُ شازِبٌ

مُعالى إِلى المَتنَينِ فَهُوَ خَميصُ

بِحاجِبِهِ كَدحٌ مِنَ الضَربِ جالِبٌ

وَحارِكُهُ مِنَ الكُدامِ حَصيصُ

كَأَنَّ سُراتَهُ وَجُدَّةَ ظَهرِهِ

كَنائِنُ يَجري بَينَهُنَّ دَليصُ

وَيَأكُلنَ مِن قُوٍّ لَعاعاً وَرَبَّةً

تُجَبَّرَ بَعدَ الأَكلِ فَهُوَ نَميصُ

تَطيرُ عِفاءٌ مِن نَسيلٍ كَأَنَّهُ

سُدوسٌ أَطارَتهُ الرِياحُ وَخوصُ

تَصَيَّفَها حَتّى إِذا لَم يَسُغ لَه

حُلِيٌّ بِأَعلى حائِلٍ وَقَصيصُ

تُغالِبنَ فيهِ الجَزءَ لَولا هَواجِرٌ

جَنادِبُها صَرعى لَهُنَّ فَصيصُ

أَرَنَّ عَلَيها قارِباً وَاِنتَحَت لَهُ

طُوالَةُ أَرساغِ اليَدَينِ نُحوصُ

فَأَورَدَها مِن آخِرِ اللَيلِ مَشرَب

بَلائِقُ خُضراً ماؤُهُنَّ قَليصُ

فَيَشرَبنَ أَنفاساً وَهُنَّ خَوائِفٌ

وَتَرعُدُ مِنهُنَّ الكُلى وَالفَريصُ

فَأَصدَرَها تَعلو النِجادَ عَشِيَّةً

أَقَبُّ كَمِقلاءِ الوَليدِ خَميصُ

فَجَحشٌ عَلى أَدبارِهِنَّ مُخَلَّفٌ

وَجَحشٌ لَدى مِكَرِّهِنَّ وَقيصُ

وَأَصدَرَها بادي النَواجِذِ قارِحٌ

أَقَبٌّ كَسِكرِ الأَندَرِيِّ مَحيصُ