ثقافة الشاعر أبي العتاهية

تعرف على اهم خصائص أبي العتاهية شعر هو إسماعيل بن القاسم بن سُويد بن كَيسان، من شعراء العصر العباسي الأول، وُلد سنة (130هـ-213هـ) في قرية تُسمى عين التّمر وهي قريبة من الأنبار، كان أبوه من موالي بني عنترة أي أنّه نبطيّ، وأمه كانت من موالي بني زهرة القرشيين[١]، أمّا عن اسمه وكنيته باسم أبي العتاهية، فيعود السبب إلى قولين الأوّل: أنّ الخليفة المهدي قال له ذات يوم: “أنت إنسان مُتحذلق معتّه”، والقول الثاني لمحمد بن يحيى والذي قال بأنه: “كني بأبي العتاهيّة إذ كان يُحب الشهرة والمجون والتعتّه”، وبذلك يتضح معنى: أبو العتاهية إذ استوى هذا الاسم مع كنيته.[٢]

حياة أبي العتاهية

عاش في كنف أسرة فقيرة، وكان أبوه يشتغل بالحجامة، ولكنّه رغم ذلك فقد كانت تضيق سُبل العيش في بلدته آنذاك، فقرر الانتقال إلى الكوفة بأسرته كاملة التي كانت تتكون من الأم والصغيرين: زيد وأبي العتاهية، وكان ذلك أول انتقال ينتقله بدافع مادي والذي يعود بالأثر البالغ على حياته، إذ نزعت نفسه إلى اللهو والمجون، كما أنه انخرط في بداية ومطالع حياته إلى جماعة المخنثين بسبب النشأة السيّئة التي تربى عليها في صغره.[١]

نشأة أبي العتاهية

كيف تشبّه أبو العتاهية بالنساء؟

نشأ أبو العتاهية في أسرة لا تكترث لشيء، وكان هو لا يعتز بأي شيء في دنياه، لا جاه ولا مال ولا حتى ثروة، فقد كان أخوه زيد ينتظم في سلك المخنثين، وهم جماعة من الرجال يتزينون بزينة النساء، ويلبسون ملابسهن، كما أنهم يخضبون أيديهم تشبهًا بالنساء، ولعل ذلك يدل على الأثر والضياع الذي أحس به أبو العتاهيّة في حياته، وهي أن يرى أخاه يخوض بهذا الشيء، حتى أصبح يقتدي به ويفعل فعله.[١]

كُتب عليه أن يكون سيئ النشأة والسيرة في مطالع حياته، وبعد ذلك احترف أخوه عملَ الخزف والفخار، فأثّر بأبي العتاهيّة وأشركه معه، ومن هنا أخذ الشعر يتدفق على لسانه، فكان يأتيه الأحداث والمتأدبون يسمعون لشعره فيعجبون به، ويطلبون منه أن يكتبها على ما يشترونه من الجرار والخزف.[١]

ثقافة أبي العتاهية

هل الشعر سليقة أم صناعة؟

يُلاحظ أن شخصيّة أبي العتاهيّة بدأت تتطور حين دخل بعمل الفخار، فمنها أصابه شيء من التطور والنماء، الذي ظهر بموهبته الشعريّة والتي أُعجب بها الكثير، إذ كان يقول الشعر على سجيته دون أن يجهد نفسه به، حتى أنه تمكّن من الشاعريّة، إلا أنه كان يجهل العروض، وذلك يؤكد أن الشعر هو سليقة لا صناعة.[٣]

اشتهر أمره بالكوفة إذ اختلط بالمجّان من الشعراء وأخذ من ثقافتهم، أمثال: مطيع بن إياس، كما أخذ يختلط بالعلماء والمتكلمين، فيجلس في مجالسهم بمساجد الكوفة، مما ساعد على تطوّر ثقافته فأتقن العربيّة، وأصبح يقف على مذاهب أصحاب المقالات، كما أنه أكثر في ذلك الحين من نظم الغزل، ومن الغدو والرواح إلى نوادي المغنيين وعرضه أشعاره هناك.[٤]

اتصال أبي العتاهية بالخلفاء

لماذا سُجن أبو العتاهية؟

انتقل أبو العتاهية هو وصديقه إبراهيم الموصلي من الكوفة إلى بغداد، إذ قَدِم في بداية خلافة المهدي فبدأ بمدحه، واستمع المهدي إلى شعره فأعجب به، فأوسع له في مجالسه، حتى أصبح أثيرًا عنده متقدمًا على كل الشعراء، فعظم شأن أبي العتاهية، فاتصل به كبار رجال الدولة أمثال خال المهدي يزيد بن منصور الحميري، وعندما تُوفي المهدي، واستخلف الهادي بعده، توقف أبو العتاهية عن الغزل في شعره، وأصبح يلجأ إلى الزهد والتخشن، فانتقل زهد أبي العتاهية من مجالس الخلفاء إلى دروس مذاهب

المتكلمين وببعض الفرق، وفي عصر الخليفة الرشيد كان أبو العتاهية قد امتنع عن الشعر، بيد أن الرشيد أرغمه عليه وسجنه ولم يطلقه حتى عاد إلى قول الشعر ونظمه.[٥]

قصة حب أبي العتاهية لعتبة

هل كان حُب أبي العتاهية صادقًا لعُتبة؟

عندما كان أبو العتاهية يُلقي الشعر في مجلس المهدي، أُعجب وتعلّق بجارية من جواري زوجة المهدي، وهي عُتبة، فمضى في أشعاره يتغزل بها، ويذكر محاسنها وصفات جمالها، فعرفت مولاتها بذلك، فأخبرت المهدي، فغضب المهدي لتعرّض أبي العتاهية لحرمه وأحد جواري قصره، فأمر بسجنه وضربه مائة سوط، ولكنّه لم يلبث طويلًا، إذ جاء يزيد بن المنصور الحميري، فشفع له لدى المهدي، حتى رُدت له حُريته.[٦]

لكن بعض الرواة يُضيفون على القصة بقولهم إنّ أبا العتاهية لم يكن يُحب عتبة حبًا صادقًا، وإنما كان يطمح إلى المنزلة والشهرة في الأوساط الأدبيّة، من خلال ذكرها والتغزل بها في أشعاره ولكنه ظل يذكرها ويتغنى باسمها طويلًا، ممّا جعل المهدي يقول له إنك إنسان معته.[٦]

تجربة أبي العتاهية الشعرية

بدأت تجربته في الشعر عندما انتقل إلى الكوفة، وعمل في الحرف اليدوية والفخار، فكان يُحاول أن يتحرّر من هذه الصنعة، إذ كان يحمل أقفاص الجرار على ظهره، فيدور في شوارع الكوفة منشدًا أشعاره حتى اشتهر، ومن هنا ترك صنعة الفخار، وارتحل إلى بغداد واشتهر بشعره هناك حتى اتصل بالخلفاء، فتكسّب منهم وارتفع شأنه بينهم[٧]، كما كانت عقيدة أبي العتاهية لها دورها الواضح في شعره من خلال مذهبه الفلسفي، إذ قيل إنه ممن لا يؤمن بالبعث وإنما يذكر الموت والفناء دون ذكر النشور والمعاد.[٨]

نبوغ أبي العتاهية الشعري

كيف دافع أبو العتاهية عن شعره؟

طرق أبو العتاهية مُختلف أبواب الشعر فأجاد وتفوّق بها، ولهذا النبوغ في الشعر أثره الواضح على مختلف الشعراء، إذ قال عنه الأصمعي: “إنّ شعر أبي العتاهية هذة كساحة الملوك، يقع فيها الجوهر والذهب والتراب والنوى”، والبعض الآخر من الشعراء كانوا يفضلونه على أنفسهم أمثال: بشار بن برد وأبي نواس، واشتهر نبوغه في شعره من خلال الحكم وضرب الأمثال، فله أرجوزة جمعت أكثر من أربعة آلاف مثل، أما عن غزله فأجوده ما قاله في عتبة.[٩]

أما في مدائحه فإن أشهرها ما قاله في الخليفة المهدي والرشيد، كما يمتاز شعره بقلة التكلف، وسهولة ألفاظه التي كادت أن تذهب إلى حد الابتذال، ولكنه يدافع عن نفسه بذلك ويقول إنّ هذا من نبوغه لأنّ شعره يهدف إلى العظة والزهد، فينبغي أن يكون سهلًا ومفهومًا.[٩]

خصائص شعر أبي العتاهية

كيف استطاع أبو العتاهية أن يقرع الأذن في أشعاره؟

اشتهر أبو العتاهية بأنه شاعر غزير البحر، وبأن شعره واضح ومؤثر، إذ كان من أبرز خصائصه:

  • الوضوح والبساطة: كان شعر أبي العتاهية لطيف المعاني، وسهل الألفاظ، وكثير الافتنان وقليل التكلف.[١٠]
  • كثافة الموسيقى في الأوزان والقوافي: تميّز شعره بكثافة موسيقاه الداخلية، إذ كانت الأوزان والقوافي نابعة من جرسٍ في النفس يدلّ على إحساس الشّاعر.[١٠]
  • الخطاب المباشر: تميّز أبو العتاهية بوضوح خطابه الشعري، فهو كان يمثل دور الخطيب والواعظ في بعض أشعاره.[١٠]
  • تكرار التراكيب والألفاظ: بَدا التكرار واضحًا في شعره، فهو يقرع الأذن بتكرار لفظة بعينها، لأجل تنبيه السامع وإبعاده عن الملل.[١٠]
  • استخدام الصيغ الإنشائية: تنوع أبو العتاهية باستخدامالصيغ الإنشائيّة في شعره، بين أدوات النداء، والأمر، والتعجب، والنهي، والاستفهام، وتلك الخصائص في حقيقتها كانت مميزة لشعره، وسببًا حتى لا يتسرب السّأم إلى السامع.[١٠]

تعرف على اهم خصائص شعر

الأغراض الشعرية في شعر أبي العتاهية

كيف ربط أبو العتاهية الموت بأغراضه الشعرية؟

تنوّعت الأغراض الشعريّة بين الشعراء في عهد الدولة العباسية، وكان ذلك يعود إلى طبيعة البيئة آنذاك، وإلى التوجهات الخاصة لكل شاعر، ومنهم أبو العتاهية التي كانت من أبرز أغراضه الشعريّة ما يأتي:[١١]

  • الغزل: كان أبو العتاهية يُعبّر بصورة صادقة عن عواطفه ووجدانه، فقد استهل الغزل في شعره من خلال تعلقة بجارية زوجة المهدي، إضافة إلى شعره بالتشبيب بالجارية سعدى، إذ كان يتغزل بهذه الجواري، وبجمال مشتيهن وقوامهن.[١١]
  • الهجاء: لم يُكثر أبو العتاهية من شعره بغرض الهجاء، ولكن هجاءه كان يوقع الأثر البالغ في النفس، ومنه هجاؤه إلى ابن معن، في قصيدة طعن بها في رجولته.[١١]
  • المدح: كان يُكثر من شعر المدح، إذ إنه وظّف العناصر المختلفة في مدحه كالقوة والنسب والمهابة، ومنها مدحة للخليفة الهادي، ومن بعده أخوه الرشيد.[١١]
  • الوصف: ظهر الوصف في شعر أبي العتاهية من خلال الخمريات، فهو كان يصف الخمر والساق، فيوظف بوصفها النقاء، وأثرها بالنفس والروح.[١١]
  • الزهد: انصرف إلى الزهد بسبب بواعث ودوافع شخصية واجتماعية، أولها وهي توبة أبي العتاهية عن الشعر الماجن والفاحش، فعبّر عن رأيه بالحياة وبالموت أيضًا[١١].
  • الموعظة والحكمة: اشتهر شعره بالموعظة والحكمة التي تعبّر عن حاجة النفس الإنسانية، بين الشك والدين والأخلاق، فكان أهم ما يشغل باله في هذه الأمور هو الموت، إذ يُصوره بأبشع الصور المخيفة.[١١]

أثر البيئة على شعر أبي العتاهية

تأثر شعر أبي العتاهية بالعديد من العوامل الخارجية والداخلية، ومن ضمنها: البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية، أما عن طبيعة هذه العوامل فهي كما يأتي:

البيئة السياسية

بماذا لُقب أبو العتاهية في العصر الذهبي؟

اتّسمت البيئة السياسية التي نشأ بها بالمرونة والحزم، والاعتماد على القوة العسكريّة في مواجهة الحركات الثوريّة والإلحادية، إذ كانت البيئة مليئة بالحركات التي تحاول إلى زعزعة العقائد الإسلاميّة من خلال ثورات مسلحة وثورات فكريّة، فاهتمت الدولة بأولئك الزنادقة المتمردين، فسمّي هذا العصر بالعصر الذهبي، بسبب الأمجاد التي وصلت إليها فيه، ورغم هذه الزعزعات والحركات إلى أن يحيى البرمكي لقَّب أبي العتاهية بأنه أشعر أهل هذا العصر.[١٢]

البيئة الاجتماعية

كيف ساعد الإسلام في تطور الشعر في العصر العباسي؟

نشأ أبو العتاهية في بيئة اجتماعية زاخرة بالمعتقدات والمذاهب، إضافة إلى النشاط العقلي والفني آنذاك، فكان ينزع الكثير إلى التحرر التطور والتجديد، إذ إنه ينتمي إلى طبقة الموالي، وهي الطبقة الاجتماعية الثانية، فكان لهذه الطبقة الأثر الأكبر في الحياة الاجتماعية وفي النتاج الحضاري، ولكن على الرغم من ذلك فقد كان المجتمع عربيًا في داخله، لا يتكلمون ويكتبون إلا بلغة العرب، كما ساعدت السماحة الإسلامية في البيئة الاجتماعية آنذاك إلى التطوّر في التعبير الفني بالنثر والشعر معًا، فكانت البيئة تدعو إلى الشعر وتنهض به، ممّا ساعده على اكتساب شهرته.[١٣]

البيئة الثقافية

كيف أدى امتزاج الأمم إلى تطور الشعر؟

كانت لمظاهر الحياة الثقافية في الدولة العباسية الدور المهم في نهضة الشعر في ذاك العصر، من خلال النهضة الفكرية وتطور الحركة العلمية، التي مدّت الشعراء بمعان جديدة، ومدّت أذهانهم بالصور والتشبيهات المستوحاة من الحوارات العلمية والثقافية، فكما كانت الصحراء مثال الخيال عن الشاعر في العصر الجاهلي، أصبحت الثقافة والحضارة مثال الخيال عند الشاعر العباسي، ومن هنا نهض فن الوصف في الشعر، كما أن امتزاج الأمم الثقافي أدّى إلى علاقة التأثر والتأثير، إذ ظهرت مفردات فارسية بالشعر العباسي، من خلال المزج بين العنصرين العربي والفارسي.[١٤]

وفاة أبي العتاهية

اختلف المؤرخون في تاريخ وفاة أبي العتاهية، فابن قتيبة يروي أنه توفي سنة 205هـ، أما المسعودي فقد قال: “وفي هذ السنة -وهي سنة إحدى عشرة ومائتين- مات أبو العتاهية؛ إسماعيل بن القاسم متنكسًا لابسًا الصوف”، أما الرواية التي اتفق عليها المؤرخون وهي أن قد توفي أبو العتاهية وإبراهيم الموصلي، وأبو عمرو الشيباني بمدينة السلام في يوم واحد في خلافة المأمون وذلك في سنة 213هـ.[١٥]

نماذج من شعر أبي العتاهية

  • قال أبو العتاهية يمدح الخليفة المهدي:[١٦]

وَمَهمَهٍ قَد قَطَعتُ طامِسَهُ

قَفرٍ عَلى الهَولِ وَالمُحاماةِ

بِحُرَّةٍ جَسرَةٍ عُذافِرَةٍ

خَوصاءَ عَيرانَةٍ عَلَنداةِ

تُبادِرُ الشَمسَ كُلَّما طَلَعَت

بِالسَيرِ تَبغي بِذاكَ مَرضاتي

يا ثاقُ خُبّي بِنا وَلا تَعدي

نَفسَكِ مِمّا تَرَينَ راحاتِ

حَتّى تُناخي بِنا إِلى مَلِكٍ

تَوَّجَهُ اللَهُ بِالمَهاباتِ

عَلَيهِ تاجانِ فَوقَ مَفرِقِهِ

تاجُ جَلالٍ وَتاجُ إِخباتِ

يَقولُ لِلريحِ كُلَّما عَصَفَت

هَل لَكِ يا ريحُ في مُباراتي

مَن مِثلُ مَن عَمُّهُ الرَسولُ وَمَن

أَخوالُهُ أَكرَمُ الخُؤولاتِ
  • قال أبو العتاهية في هجاء والبة بن الحباب:[١٧]

أَوالِبُ أَنتَ في العَرَبِ

كَمِثلِ الشَيصِ في الرُطَبِ

هَلُمَّ إِلى المَوالي الصي

دِ في سَعَةٍ وَفي رَحَبِ

فَأَنتَ بِنا لَعَمرُ اللَ

هِ أَشبَهُ مِنكَ بِالعَرَبِ

غَضِبتُ عَلَيكَ ثُمَّ رَأَي

تُ وَجهَكَ فَانجَلى غَضَبي

لِما ذَكَّرتَني مِن لَو

نِ أَجدادي وَلَونِ أَبي

فَقُل ما شِئتَ أَقبَلهُ

وَإِن أَطنَبتَ في الكَذِب

لَقَد أَخبَرتُ عَنكَ وَعَن

أَبيكَ الخالِصِ العَرَبِ

فَقالَ العارِفونَ بِهِ

مُصاصٌ غَيرُ مُؤتَشِبِ

أَتانا مِن بِلادِ الرو

مِ مُعتَجِرًا عَلى قَتَبِ

خَفيفَ الحاذِ كَالصَمصا

مِ أَطلَسَ غَيرَ ذي نَشَبِ

أَوالِبُ ما دَهاكَ وَأَن

تَ في الأَعرابِ ذو نَسَبِ

أَراكَ وُلِدتَ بِالمِرّي

خِ يا اِبنَ سَبائِكِ الذَهَبِ

فَجِئتَ أُقَيشِرَ الخَدَّي

نِ أَزرَقَ عارِمَ الذَنَبِ

لَقَد أَخطَأتَ في شَتمي

فَخَبِّرني أَلَم أُصِب
  • قال أبو العتاهية وهو يستغيث الرشيد لمّا حبَسَه:[١٨]

يا رَشيدَ الأَمرِ أَرشِدني إِلى

وَجهِ نُجحِ لا عَدِمتَ الرَشَدا

لا أَراكَ اللَهُ سوءًا أَبَدًا

ما رَأَت مِثلَكَ عَينٌ أَحَدا

أَعِنِ الخائِفَ وَارحَم صَوتَهُ

رافِعًا نَحوَكَ يَدعوكَ يَدا

وابَلائي مِن دَعاوى أَمَلٍ

كُلَّما قُلتُ تَدانى بَعُدا

كَم أُمَنّي بِغَدٍ بَعدَ غَدٍ

يَنفَدُ العُمرُ وَلَم أَلقَ غَدا