تعريف علم الوراثة

علم الوراثة هو العلم الذى يدرس الجينات والوراثة ودراسة الحمض النووى

بحث عن علم الوراثة ذلك العلم الذي أدركت البشرية أهميته منذ فجر الحضارة ومدى تأثيره، لذلك وجدنا محاولات تحسين المحاصيل الزراعية، والحيوانات الأليفة، كما كان الاهتمام بخصائص الخيول ومعرفة الأصيل منها أمرًا هامًا في المجتمعات القديمة، كذلك وجدنا إشارات إلى التلقيح المتبادل بين أشجار النخيل، وظلت الوراثة لغزًا حتى بدأت الدراسة المنهجية في القرن التاسع عشر، والتي صارت بعد ذلك تستخدم بصورة واسعة بهدف الدراسة وتحسين حياة الإنسان وتطويرها، لمزيد من التفاصيل تابعونا على موسوعة في بحث عن علم الوراثة.

مقدمة بحث عن علم الوراثة

تعريف علم الوراثة

نشأت الوراثة من تحديد الجينات، لذلك يمكننا القول إن الوراثة هي ذلك العلم الذي يعنى بدراسة الجينات على جميع المستويات، بما في ذلك الطرق التي تعمل بها في الخلية، والطرق التي تنتقل بها من الآباء إلى الأبناء أو الذرية.

مجال دراسة علم الوراثة

يركز علم الوراثة على المادة الوراثية التي تصنعها الجينات أو ما يعرف بالحمض النووي، والطرق التي تؤثر بها على التفاعلات الكيميائية  التي تشكل العمليات الحيوية داخل الخلية.

نشأة علم الوراثة

على الرغم من أن الأدلة العلمية لأنماط الورثة الجينية لم تظهر إلا في القرن التاسع عشر على يد العالم مندل، إلا أن التاريخ يبين لنا أن الجنس البشري كان مهتمًا بعلم الوراثة قبل بزوغ فجر الحضارة بمدة طويلة، فكان الفضول منبعه الأول تشابهات الأسرة البشرية الواحدة في بنية الجسم، والصوت، والمشي…

القبائل البدوية

كانت القبائل البدوية الأولى مهتمة بمعرفة صفات الحيوانات التي تقوم برعايتها وتربيتها، كذلك كانت تختار المحاصيل ذات الصفات المناسبة للبيئة، والطقس، والحاجة.

كذلك تظهر لوحات المقابر القديمة الاهتمام بدراسة أنساب خيول السباق لمعرفة السمات الجسدية المميزة لكل سلالة منها.

أبقراط

أو أبو الطب، كان كذلك مهتمًا بالخصائص الوراثية، وقد افترض في إحدى نظرياته أن أعضاء جسد أحد الوالدين أعطت بذورًا غير مرئية، والتي كانت مثل مكونات البناء المصغرة، وتنتقل أثناء الاتصال بين الرجل والمرأة، لتتجمع في الرحم مكونةً الجنين.

أرسطو

أكد أرسطو كذلك على أهمية الدم من ناحية الوراثة، فقد افترض أن الدم قد زودنا بمواد توليدية لجميع أعضاء الجسم البالغ، وأن المساهمات بين الذكور والإناث قامت بنقل تلك المواد إلى الجيل التالي، مما نتج عنه لك التشابه الوراثي، كما اعتقد كذلك أن الطفل يتطور تحت تأثير تلك المواد بدلًا من أن يقوم ببناء مواد مثلها.

قبل مندل

تم تسجيل العديد من الأفكار حول الوراثة قبل مجيء مندل حول طبيعة الوراثة، فقدمت فكرة التشكيل في القرنين السابع عشر والثامن عشر، حيث أعلن العلماء أنهم يمكنهم رؤية نسخ متماثلة مصغرة من الكائنات البشرية داخل رؤوس الحيوانات المنوية.

وظهرت فكرة قانون الاستخدام والإهمال عند جان لامارك، الذي ينص على أنه عندما تتطور بعض الأعضاء بشكل خاص نتيجة لبعض الاحتياجات البيئية، تكون حالة التطور وراثية، فربما تكون الزرافات من الحيوانات التي كان عليها مد أعناقها للوصول إلى الطعام، فتطورت رقبتها على ذلك النحو.

وظهرت نظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي، ثم ظهرت بعد ذلك نظرية داروين الشهيرة التي حاولت التدليل على النظرية السابقة مع الافتراض بوجود أصل مشترك بين الإنسان والحيوان، فأثارت جدلًا واسعًا وما زالت.

بحث عن الوراثة المندلية

غريغور مندل

ولد عام 1822 م في إمبراطورية النمسا، في الجزء الواقع ضمن دولة التشيك حاليًا، وتوفي عام 1884 م، كان عالم نبات، ومدرسًا، وأسقفًا، وهو أول من وضع الأساس الرياضي الحديث المنهجي لعلم الوراثة، فيما أصبح يسمى بـ المندلية.

التجربة المندلية

في عام 1854 م سمح رئيس الدير الذي كان مندل أسقفًا فيه له بالتخطيط لبرنامج تجريبي كبير في التهجين في الدير، وذلك بهدف تتبع انتقال الصفات الوراثية في الأجيال المتعاقبة من ذرية الهجين.

وكان من الملاحظ قبل ذلك أن التهجين ليس من الآليات التي تستخدمها الطبيعة لمضاعفة الأنواع، حيث كانت ذرية الهجين تميل للعودة إلى الأنواع الأصلية، وأظهر كذلك مربو النباتات والحيوانات منذ فترة طويلة أن التهجين بالفعل قد ينتج أشكالًا متعددةً، مما كان موضع اهتمام ملاك الأراضي، ورئيس الدير الذي كان قلقًا على أرباح الدير في المستقبل، بسبب التنافس مع صوف أغنام أستراليا ذا الجودة العالية.

مندل و اختيار البازلاء 

اختار مندل إجراء دراساته على البازلاء الصالحة للأكل، بسبب الأصناف المتعددة التي تتميز بها، وسهولة التحكم في التلقيح، ونسبة النجاح العالية المتوقعة فيها، وتوافر المعلومات الكافية عنها.

البازلاء بذرة علم الوراثة

اختبر مندل 34 صنفًا من البازلاء ليتتبع انتقال الصفات الوراثية في الهجين من هذه الأصناف، وقد استخدم عددًا من السمات ليعبر عن تلك الصفات، مثل: ارتفاع النبات، ولون البذور.

وجد مندل أنه دائمًا كانت هناك صفات ثابتة مهيمنة وأخرى متنحية في الجيل الثاني، ومع ذلك كانت الصفات المتنحية تعاود الظهور في بعض الأجيال، وكانت النسبة بين الصفات الثابتة والمتنحية قريبةً من 3 إلى 1.

وأظهرت دراسة الجيل الثالث أن ثلثًا منهم كانوا التكاثر الحقيقي، وثلثين من الهجين، وبالتالي يمكن إعادة كتابة النسبة على أنها 1إلى 2 إلى 1 أي أن 50 % من الجيل الثاني كانت حقيقيةً والنصف الآخر كان هجينًا.

اكتشاف مندل

كان ذلك هو اكتشاف مندل الرئيسي، حيث استطاع تتبع العديد من الأجيال على نحو لم يسبق إليه، ووضع الاحتمالات اللازمة لظهور الصفات الثابتة والمتنحية.

وكان ذلك نتيجةً لمعرفته بالفيزياء والرياضيات التوافقية على نحو التحديد، فاستطاع وضع المعادلة التي تمثل احتمال ظهور الصفات السائدة والمتنحية، وهي:

(A+a) 2 = A2 + 2Aa + a2

 فوائد علم الوراثة

هناك العديد من الفوائد التي يمكننا الاستفادة منها من خلال علم الوراثة، منها:

  • يوفر علم الوراثة فرصًا متزايدة لتقديم تحسين الرعاية والإدارة للمرضى في العديد من المجالات المختلفة، كالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، لذلك فهي عنصر أساسي من عناصر الخدمات الصحية السائدة.
  • كذلك تفيد الاختبارات الجينية لحديثي الولادة في تشخيص الأمراض أو المتلازمات التي قد يكونون مصابين بها أو من المحتمل إصابتهم بها.
  • كذلك يفيد علم الوراثة في بعض الحالات قبل عمليات زراعة القوقعة.
  • المرضى الذين يعانون من بعض أمراض القلب، يتم من خلال علم الوراثة تحديد العلاجات المختلفة الي قد تتناسب مع المريض، وكذلك تحديد بعض النشاطات التي قد تؤذي المريض نتيجةً لبعض الطفرات الجينية.
  • يفيد كذلك علم الوراثة في تحسين المحاصيل الزراعية، وتحسين الإنتاج الزراعي الرأسي الذي يعني قابلية إنتاج الأرض لكمية أكبر من المحصول نتيجة كفاءة البذور والتربية العالية، وهذا بلا شك من اهتمامات علم الوراثة.
  • كما يفيد في تحسين سلالات الحيوانات، كالحيوانات المنتجة للألبان، والأخرة المنتجة للحوم، مما يوفر أكبر قدر ممكن من مستويات الأمن الغذائي المطلوبة.
  • كذلك يفيد علم الوراثة في إنتاج سلالات ومحاصيل جديدة تجمع بين عدد من المميزات المختلفة، وتحاول تلافي عيوب الأصل.

اسماء علماء الوراثة

من أشهر علماء الوراثة:

  • مايكل روسباش.
  • جيفري سي هول.
  • مايكل دبليو يونج.
  • جريجور مندل.
  • سير إيان ويلموت.
  • توماس هانت مورجان.
  • بروس آميس.
  • لانسلوت توماس هوجن.
  • أغسطس ويسمان.
  • ثيودوسيوس دوزانسكي.

ما الفرق بين الصفات الوراثية والصفات المكتسبة

الصفات الوراثية

هي عبارة عن الصفات التي ورثها النسل من الوالدين، وهي موجودة في شكل المادة الوراثية DNA حيث يتم نقل تلك الصفات من خلال الكروموسومات.

ويشارك في تلك الصفات الوالدان عن طريق عملية التكاثر، وتترجم تلك الصفات من الكروموسوم إلى النسل أو الـ DNA الجديد، وهذه الصفات المنتقلة هي الصفات الوراثية.

الصفات المكتسبة

أما الصفات المكتسبة، فهي التي يحصل عليها الفرد خلال حياته، وتعود إلى التغيرات التي تحدث في حياة الفرد والنمط الذي يعيش به، وهذه التغييرات لا يتم نقلها في الخلايا الجسدية إلى النسل كما هو الحال في الصفات الوراثية.