تعريف الشعور واللاشعور

معلومات عن مكونات النفس والشعور  مدرسة التحليل النفسي أسّست على يد العالم سيجموند فرويد، تقوم بتفسير السلوك الإنساني تفسيرًا جنسيًا، وتعتقد أن الجنس هو الدافع وراء كل شيء، وتعد نظرية التحليل النفسي العقائد والقيم حواجز تقف أمام إشباع الرغبات، مما يسبب للإنسان أمراضًا نفسية، ويعتقد فرويد أن كل سلوك يصدر عن الإنسان هو سلوك مدفوع، بالإضافة إلى الأفعال الإرادية التي توجهها الأمنيات والدوافع، هناك أفعال غير إرادية، فكل هفوة ترضي التمني، وكل نسيان مدفوع من رغبة إبعاد شيء، ويفترض فرويد وجود غريزتين وهما غريزة الحياة والموت، ينطوي فيهما كل ما يصدر عن الإنسان من سلوكيات، فغريزة الحياة تتضمن مفهوم اللبيدو، وغريزة حفظ الذات، أما غريزة الموت فتمثل العدوان الموجه، والعالم فرويد وجد مفهوم الشعور واللاشعور.[١]

مكونات النفس

الحرب بين غريزتَيْ الحياة والموت لدى فرويد إنما هي محاولة لإبقاء على الذات نفسيًا، والذي لا يحارب تلك الغرائز، يعرض نفسه لتوجيه العدوان، الى ذاته فيفني نفسه بالصراعات الداخلية، فالأولى به إذن أن يفني غيره، والانتحار يعدّ مثالًا واضحًا لفشل الفرد في حفظ حياته، وهذا المفهوم يعطي تبريرًا لأصحاب السلوك العدواني المدمر، وتتكون النفس البشرية من ثلاث مكونات حسب المدرسة التحليلة لفرويد تستعرض كالآتي:[١]

  • الهوا: ويقصد به مجموعة من الدوافع الغريزية الموجودة لدى الإنسان، منذ ولادته والتي تحتاج إلى شعور موجه، وهي غرائر يشترك فيها البشر، وقد نتجت عن الأنا وهي ممزوجة بها في اعماق الشعور، أي حينما تكون الأنا لا شعورية، فإذا تم كبت الرغبات فإنها تعود إلى الهوا.
  • الأنا: بعد مولد الإنسان بقليل يزداد شعورًا بالواقع المحيط به، فينفصل جزء مجموعة الدوافع لتصبح ذاتًا، وتكون وظيفتها الأساسية تمكين الطفل من تحويل استجاباته إلى سلوك منظم، يرتبط بالواقع ومقتضياته، أي أنها ظاهرة النفس التي ترتبط بالواقع.
  • الأنا العليا: هي الضمير الذي يوجه سلوك الإنسان، والجانب الأكبر منه لا شعوري ويطلق عليه تسمية الوجدان الأخلاقي، لها أوامر تفرضها على الأنا، وهي سمة خاصة بالإنسان.

مفهوم الشعور واللاشعور

يكمن الفرق في مفهوم الشعور واللاشعور في أن اللاشعورهو مستودع الدوافع الجنسية البدائية، وهو مقر الحاجات الانفعالية والرغبات المكبوتة، التي تظهر في زلات اللسان، والهفوات والأخطاء الصغيرة، وأثناء بعض المظاهر لسلوك الإنسان، واللاشعورهو مستودع قوة دافعة ميكانيكية، وليس مجرد مكان تلقى إليه الذكريات غير المهمة والأفكار.[١]

أما المشاعر فهي تجربة واعية يميزها النشاط العقلي الشديد، وبدرجة معينة من المعاناة أو المتعة، فلا يوجد إجماع على تعريف مفهوم الشعور واللاشعور، وغالبًا ما تتشابك الحالة النفسية مع العاطفة والشخصية والتوجه والمزاج، في بعض النظريات، يعدّ الإدراك من الجوانب المهمة للمشاعر، والمشاعر معقدة بطبيعتها والمشاعر هي حالات من الشعور يؤدي إلى التغييرات النفسية والجسدية التي ثؤثر على السلوك، غالبًا ما يكون الشعور هو القوة المحركة وراء الدّوافع، إيجابية أكانت أم سلبية، ووفقًا للنظريات فإن الشعور ليس قوة سببية، وإنما هو متلازمة من المكونات، تتضمّن شعورًا وسلوكًا ودوافع، وتغييرات فسيولوجية، ولا يمثل أي هذه المكونات المشاعر بشكل متفرد، وكذلك الشعور ليس الكيان المسبب لهذه المكونات، وتتضمّن المشاعر عناصر مثل العمليات المعرفية، والخبرة الذاتية والسلوك الفعال وغيرهم، من العناصر التي تندرج تحت مفهوم الشعور واللاشعور.[٢]

علاقة اللاشعور بالكبت

الكبت هو وسيلة دفاع نفسية أوليّة، وحيلة يستخدمها الفرد للتكيف، ولدفع ما هو ليس مقبولًا على المستوى الشعوري إلى اللاشعور، فمفهوم الشعور واللاشعور يرتبط بحيل الدفاع النفسي، مثل النسيان الشعوري للأحداث، التي تؤلم الفرد وتوتره أو لأنها تهدد ذاته الشعورية، أو لأنّ محتويات الأحداث غير مقبولة اجتماعيًا، ويعد الكبت وسيلة تحايل لأنه لا يحل المشكلة، بل يصرف التوتر الناتج عن معاناتها، ويتعمد حصرها في إطار أو تجاوزها، فالكبت يعيق الفرد عن اكتساب الخبرات الجديدة، في المجال الذي سبب له القلق، ودعاه إلى الكبت، وكأن ميدان الأحداث المكبوتة يصبح تهديدًا وخطرًا يخشى الفرد الاقتراب منه.[٣] ترى مدرسة التحليل النفسي التي انبثق منها مفهوم الشعور واللاشعور، أن اللاشعور مفصول بشكل أساسي عن الشعور، وهو مستودع الرغبات والميول الطفولية والغريزية الغير مقبولة اجتماعيًا، ويهدف إلى الإشباع اللحظي الفوري، ولذلك تكون الأنا الخاضعة لمبدأ الشعور والواقع، بالقيام بدور الكابت لمحتويات اللاشعور، أو تأجيل الاشباع أو إيجاد البدائل المناسبة، ان نظام الطاقة في الانسان حسب مدرسة التحليل السلوكي، شبيه بنظام هيدروليكي لا يسمح للضغط الذي يتولد منه بالنفاذ، لذلك ان الدفاعات المشاعر المكبوتة، يمكن أن تظهر من خلال القلم أو عن طريق الأحلام التي تظهر رموزها بسبب ضغط الأفكار المكبوتة، فقد ذكر فرويد مثالًا على زلات اللسان، في اجتماع للاحتفال بالمدير الجديد، وقف أحد الحضور وكان يكره المدير، ليلقي كلمة تكريم في الحفل، فقال إننا نجتمع اليوم للاحتفال بتأبين رئيسنا بدلا من أن يقول كلمة تكريم.[٣]

مكونات الشعور

هناك مكونات عديدة لمفهوم الشعور واللاشعور، أما بالنسبة للشعور فتتكون من عدة مكونات أساسية مهمة للمشاعر في نموذج كلوس شيرار لمكونات المشاعر، ومن جهة معالجة مكونات الشعور يقال أن خوض تجربة المشاعر تتطلب أن تكون العمليات متزامنة لفترة قصيرة من الزمن ومنسقة، ومدفوعة من عمليات التقييم، وبالرغم من أنه يعد إدراج التقييم المعرفي كأحد العناصر للشعور أمر مثير للجدل، لأن بعض المنظرين يفترضون أن الإدراك والمشاعر هما نظامان متفاعلان ولكنهما منفصلان، وقد تم تقديم نموذج معالجة المكونات بأنها سلسلة من الأحداث التي تقوم بوصف التنسيق المتضمن بالتزامن مع حدوث الشعور، ويستعرض مكونات الشعور كالآتي:[٢]

  • التقييم المعرفي: يقوم بتقديم تقييمًا للأحداث والأشياء.
  • الأعراض الجسدية: هو المكون الفسيولوجي للتجربة الشعورية.
  • الميول العملية: هو المكون التحفيزي لتوجيه وإعداد الاستجابات الحركية.
  • التعبير: الصوت وتعبيرات الوجه غالبا تكون مصاحبة للمشاعر وتقوم بمهمة توصيل نوايا الأفعال والتفاعل.
  • الحس: الإحساس الذاتي أي التجربة ذاتية تجاه العاطفة بمجرد حدوثها.