تعرف على تخصص الهندسة المالية

كيفية استعمال الهندسه الماليه واهم مهاراتها إن مفهوم المالية يعمل على تقديم وصف لدراسة المال والاستثمارات وأية أداوت مالية أُخرى بشكلٍ واسعٍ، ويتم تقسيم الأمور المالية إلى ثلاثة فئاتٍ مُختلفةٍ وهي: المالية العامة والمالية الشخصية ومالية الشركات، كما تشمل الفئات الأخرى مجال المالية الاجتماعية والمالية السلوكية، وما ظهر حديثًا هو تخصص الهندسة المالية، حيث تتضمن المالية إدارة الأصول والخصوم والإيرادات، كما تشمل أيضًا إجراءات الميزانية والديون والنفقات الضريبية والأنظمة الضريبية، في حين تُحدد المالية الشخصية القرارات والأنشطة المالية للأفراد، مثل: الميزانية والرهن العقاري والتخطيط التقاعدي والمُدخرات، بشكل عام فإن المالية تضف دراسة نظام المال والاستثمارات والأدوات المالية الأخرى.[١]

مفهوم الهندسة

إن مصطلح الهندسة مُشتق من اللغة اللاتينية ingenium والتي تعني الذكاء و ingeniare التي تعني النُضج والابتكار، فهي الطريقة التي يتم فيها استخدام المبادئ العلمية لتصميم وبناء العديد من الأمور كالآلات والجسور والطرق والأنفاق والسيارات والمباين، حيث يشمل العديد من مجالات الهندسة الأكثر تخصصًا ومنها أيضًا تخصص الهندسة المالية، بالإضافة إلى التركيز على مجالاتٍ متعددةٍ معينة في العلوم التطبيقية والرياضيات التطبيقية وغيرها من المجالات التطبيقية، فهي عبارة عن تطبيق إبداعي للمبادئ العلمية الخاصة لتصميم أو تحسين الآلات أو الهياكل أو الأجهزة أو حتى عمليات التصنيع، وقد تكون هذه الأعمال منفردةً أو مُجتمعةً.[٢]

تخصص الهندسة المالية

إن تخصص الهندسة المالية يعنى باستخدام التقنيات الرياضية من أجل توفير الحلول للمشكلات المالية، حيث إنه يعمل تخصص الهندسة المالية على استخدام الأدوات والمعارف من المجالات المُختلفة كمجالات الكمبيوتر والرياضيات التطبيقية والاقتصاد والإحصاء من أجل العمل على إيجاد حلول للمشكلات المالية الحاليّة حتى ابتكار منتجات مالية جديدة، وفي بعض الأحيان يُشار إليها على أنها تحليل كمّي يتم استخدامه من قبل البنوك التجارية أو وُكلاء التأمين أو مصارف الاستثمار،[٣] فالمهندس المالي هو الشخص الذي يتضمن عمله استخدام للطرق الرياضية من أجل العمل على حل المشاكل المالية أو تطوير حلول ومُنتجات مالية جديدة، من أجل مُساعدة الشركات في الأمور المالية المُتعلقة بها.[٤]

فتخصص الهندسة المالية هو مجال مُتعدد التخصصات بحيث يتضمن النظّرية المالية والأساليب الهندسية والأدوات الرياضية كما تتضمن أيضًا مُمارسة البرمجة، فهو تطبيق للأساليب التقنية خاصةً المالية الرياضية والحسابية، كما تعتمد على العديد من أدوات الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسب والنظريات الاقتصادية، فأي شخص يستخدم الأدوات التقنية هو مُهندس مالي، مثلًا: مُبرمج كمبيوتر في أحد البنوك فليس بالضرورة أن يكون هذا الشخص قد تلقى التعليم باستخدام أدوات المالية الحديثة وبالاعتماد على النظريات المالية.[٥]

على الرغم من أنه يطلق عليها اسم تخصص الهندسة المالية إلى أنها لا تنتمي إلى أي مجال من مجالات الهندسة المهنية التقليدية، فعلى الرغم من أن العديد من المُهندسين الماليين قد درسوا الهندسة مسبقًا والعديد من الجامعات التي تقدم شهادة دراسات عُليا في هذا المجال تتطلب من المتقدمين أن يكون لديهم خلفية في الهندسة أيضًا إلا أن مجلس اعتماد الهندسة والتكنولوجيا ABET لا يعتمد شهادات الهندسة المالية، ولكن يتم اعتماد تخصص الهندسة المالية من قِبل الرابطة الدولية للتمويل الكمي.[٥]

استراتيجيات تخصص الهندسة المالية

يُسهم تخصص الهندسة المالية إلى زيادة القيمة للشركاء العامين والمحدودين وكذلك المديرين التنفيذيين وغيرهم من موظفي الشركة، وهذا بدوره يؤثر على النظام الإيكولوجي التجاري لها، حيث إن الهندسة المالية تتضمن العديد من أنواع الاستراتيجيات المُختلفة التي يُمكن اتباعها، مثل: تغيير رأس المال للشركة أو معالجة الالتزامات الضريبية، وذلك وفقًا للحاجة من تخصص الهندسة المالية،[٦] وفيما يأتي توضيح لهذه الاستراتيجيات:

تجارة المشتقات

على الرغم من أن تخصص الهندسة المالية يتم فيه استخدام التحليلات والتصميم من أجل تطوير أو استحداث عمليات مالية جديدة، إلا أنه ُيُمكن أن يُساهم في مجالاتٍ أُخرى مثل: تجارة المُشتقات في الأسواق المالية، والتي بدأت منذ عام 1973 في بورصة شيكاغو حيث تم نشر نموذج تسعير للخيارات المُتاحة، ومن خلال استراتيجية الخيارات المُتعددة التي تُعرف بالمُشتقات يُمكن للفرد القيام بالإجراء المُناسب بناءً على الخيارات إما أن تكون صعوديه أو هبوطيه، ومن هنا برز دور الهندسة المالية حيث أتاحت خلق استراتيجيات جديدة ضمن نطاق الخيارات المُتاحة مما يعطي الفرصة لأخذ الاحتياطات اللازمة أو الحصول على الأرباح.[٣]

استراتيجية التخمين

لقد وفر تخصص الهندسة المالية أدوات مُتعددة من أجل المُضاربة بالأسواق، مثلًا: عمل على إنشاء أدوات تُستخدم لمبادلة الائتمان الافتراضي CDS، والتي يتم استخدامها من أجل التأكد من التأمين ضد المُتخلفين عن تسديد دُفعات السندات، وهذا عمل على تشجيع البنوك الاستثمارية والمُضاربين من أجل التوجه نحوها والمراهنة على قُدرتها على جني الأموال من مدفوعات الأقساط الشهرية، حيث تعتمد قيمة CDS على المُحافظة على الشركات والبائعين وتأمينها ضد أي أحداث سلبية، حيث إنه طالما بقي الوضع المالي للشركة جيدًا فإن البنك سيستمر بالدفع، وفي حال انخفاضها فإن مُشتري CDS سيحصل على قيمة الائتمان.[٣]

كيفية استخدام الهندسة المالية

يُوجد العديد من المُنتجات الاستثمارية الجديدة والمُبتكرة للمُستثمرين والشركات التي تُقدمها الصناعات المالية، والتي تم تطويرها من خلال تخصص الهندسة المالية الذي يستخدم النمذجة الرياضية وهندسة الكمبيوتر، كما يُوجد العديد من الأدوات الجديدة التي تُستخدم لتحليل الاستثمارات وكذلك استراتيجيات ونماذج ماليةٍ جديدةٍ للتداول، كما يعمل المهندسون الماليون على إدارة المخاطر الكمية والتي تعمل على التنبؤ بكيفية أداء الاستثمارات ومدى قابليتها للتطبيق وتحقيق الربح، كما تُبين أيضًا العديد من أنواع المخاطر المُترتبة على تقلبات السوق، ويستطيع المُهندسون الماليون العمل في شركات تجارة الملكية وإدارة المخاطر وتسعير الخيارات و إدارة المحافظ وإدارات تمويل الشركات.[٣]

نصائح مالية لرُواد الأعمال

قد يكون من الصعب الاستمرار في عالم المالية، نظرًا لوجود النظام الإيكولوجي المُستخدم لبدء التشغيل في بيئة عالية المُنافسة، وفي حين أن جميع الأفراد يفكرون في التخطيط للتقاعد فإنهم يعملون على التوجه نحو صناديق الاستثمار المُشتركة والتأمين على الحياة والتوفير والتخطيط الضريبي، أو حتى يُمكن التوجه نحو انشاء مشروع تجاري جديد، فالأمر الأكثر أهمية هو إنشاء الأهداف المالية من أجل العمل على تحقيق الأرباح، وفيما يأتي أفضل النصائح التي يُمكن لرُواد الأعمال اتباعها:[٧]

  • تطوير الأهداف المالية: يُمكن التوجه نحو المُستشار المالي من أجل العمل على المساعدة على تطوير الأهداف والعمل على تحقيقها بشكل مُنتظم ولمدة تستمر لعدة أشهر أو حتى عدة سنوات، حيث يُمكن أن يُساعد المستشار في بناء الاستراتيجية.
  • تحديد الميزانية: تعمل الميزانية على تحديد النفقات والتكاليف لذلك لا بُد من وضع الميزانية المُناسبة التي تعمل على تحقيق الأهداف.
  • استكشاف الفرص الاستثمارية: لا بُد من البحث عن فرص للاستثمار فيها وذلك بعد معرفة فوائد وعيوب كل من هذه الاستثمارات.
  • وضع خطة للتقاعد: يُمكن البدء بوضع حساب للتقاعد يحث ستنمو الأموال فيها مما يكفي للتقاعد.
  • مواصلة التعلم: إن التخطيط المالي يضم العديد من المصطلحات والمختصرات والسياسات، لذا لا بُد من مواكبة جميع هذه الأمور والتعلم بشكل مُستمر.

الرابطة الدولية للمهندسين الماليين

تُعد الرابطة الدولية للمهندسين الماليين IAFE والتي تم تأسيسيها في عام 1192، ويُطلق عليها الآن اسم الجمعية الدولية للتمويل الكمي IAQF مُجتمعًا مهنيًا لا يهدف للربح، بل تم تكريسه لغايات تعزيز مجال التمويل الكمي وذلك من خلال توفير العديد من المنّصات التي يتم فيها مُناقشة القضايا الأساسية والحالية في المهنة، حيث إنها تتألف من الأكاديميين والمهنيين من مختلف القطاعات كالبنوك وتجار السماسرة وصناديق التحوط وصناديق التقاعد ومديري الأصول وشركات التكنولوجيا والهيئات التنظيمية والمحاسبة والاستشارات وشركات المحاماة والجامعات في جميع أنحاء العالم، حيث إن تخصص الهندسة المالية هو مجال مُتعدد التخصصات ويستخدم الذكاء الحسابي والتمويل الرياضي والنمذجة الإحصائية من أجل العمل على تحليل نشاط السوق والتنبُؤ به من أجل العمل على اتخاذ قرارات أكثر استثمارًا وتداولًا.[٨]

تحذيرات تخصص الهندسة المالية

إن الاستثمار في التوزيعات الناتجة عن الأرباح هو استثمار مُبهم نوعًا ما نظرًا لأن السياسات الاحتياطية تتغير على مر السنوات، لذا تم إيجاد حل لهذه المُشكلة وهي استخدام تخصص الهندسة المالية التي لا تعمل على إحداث أي تأثيرات على أسعار الأسهم مع ضمان استمرار الانفاق على السلع الرأسمالية، مثلًا: في شركة أبل تم الإعلان عن إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح مما أثر ذلك على الإدارة، وهذا بدوره يُؤكد على أن توزيعات الأرباح في قطاعات التكنولوجيا والكثافة المالية لرأس المال تكون غير مفيدة، بحيث يتم دفع تعويضات أعلى من الأرباح، كما تتم عمليات إعادة شراء الأسهم، لذا يجب الحذر عند استخدام الهندسة المالية عند إعادة هيكلة الشركات، حيث إن النتائج التي تترتب على التقسيم البطيء لها أو على نُموها السريع لن تكون جيدةً.[٩]

مهارات تخصص الهندسة المالية

إن الهندسة المالية هي تخصص مُنفصل بحد ذاته، لكن لا ينطبق الأمر في حين ممارسة الأعمال الفعلية حيث إن توافر المهارات الهندسية المالية والتشغيلية معًا أمرٌ لا بُد منه من أجل القدرة على المُنافسة، على سبيل المثال: الفنيون الذين يعملون في المصانع أو الوظائف التجارية والتي تُدّر عليهم أرباحًا فإنهم يندمجون في هذه الأعمال ويسعون نحو تحقيق المزيد من الأرباح، وفي حالة المهندسين الماليين فإنه لا بُد لهم من امتلاك المهارات التي تُساعدهم على الاتجاه نحو الأمور التشغيلية من أجل العمل على تقديم الميزانية العمومية، والقدرة على معرفة التطلعات المُستقبلية، كما يجب أن يمتلكوا المهارات اللازمة لمعرفة القيمة المُضمنة وليس السعي نحو تحقيق الأرباح وذلك بامتلاك مهارات التميز والثقافة والسُرعة.[١٠]

أضرار الهندسة المالية على العلامات التجارية

إن العلامات التجارية ليس لديها دورة للحياة حيث يُمكن أن يحصل العديد من التغييرات فيها من استبدال للآلات أو للتكنولوجيا أو حتى أنها تنتهي بموت المؤسسين لها، حيث يُمكن وقتها حصول ضياع لهذه العلامة التجارية على يد الإدارات المضللة وذلك من خلال استخدامهم للهندسة المالية، حيث تعمل على تعريضها للتلف، ومن ممارسات الهندسة المالية التي تعمل على وقوع الأضرار على العلامات التجارية ما يأتي:[١١]

  • تحمل الديون المُفرطة.
  • إعادة شراء الأسهم.
  • زيادة الأرباح على حساب بناء العلامة التجارية.
  • التخفيض المُفرط بالتكاليف من أجل الاستثمار بالعلامة التجارية.

فعندما تعمل الإدارة على شراء الأسهم من أجل زيادة الأرباح بدلًا من تحسين العلامة التجارية فإن الأعمال ستواجه مشكلة، حيث لا يُمكن العمل على زيادة الإيرادات دون العمل على التخلص من النفقات وزيادة الإنتاج، حيث إن التركيز على تخفيض التكاليف تُعد من أكثر الاستراتيجيات المليئة بدرجة مخاطرة عالية، حيث إن أضرار الهندسة المالية ستظهر جليةً حين تعمل على استخراج القيمة من العلامة التجارية وتجاهل تجديد وابتكار الخدمات أو المُنتجات.[١١]

فالهندسة المالية التي تعمل على التركيز على العُملاء هي إحدى طُرق الفشل، حيث إن الهدف من الإدارة الفعّالة للعلامة التجارية هو تحقيق نمو عالي الجودة في الإيرادات، حيث إنها ستعمل على تحقيق النمو المُربح، بمعنى آخر يجب أن تعمل المؤسسات على التركيز على قيمة العملاء وقيمة المساهمين في نفس الوقت، حيث إن التركيز على قيمة المساهمين على حساب قيمة العميل هو أحد أسباب هلاك العلامة التجارية.[١١]

انتقادات تخصص الهندسة المالية

على الرغم من أن الهندسة المالية قد أحدثت ثورةً في الأسواق المالية، إلا أنها لعبت دورًا في الأزمة المالية عام 2008، حيث عملت على زيادة عدد حالات التخلف عن سداد القروض العقارية عالية المخاطر، مما أدى إلى إطلاق المزيد من الأحداث الائتمانية، حيث لا يمكن لمصدري مقايضة العجز عن سداد الائتمان مثل: البنوك، العمل على تسديد مدفوعات هذه المقايضات لأن الافتراضات كانت تحدث في نفس الوقت تقريبًا، وهذا ما أدى إلى إدراك العديد من مُشتري الشركات الذين قاموا بإخراج CDSs على الأوراق المالية المدعومة بالقروض العقارية MBS والتي تم الاستثمار فيها بكثافة، أن سندات الائتمان المُقيدة والتي يتم الاحتفاظ بها لا يوجد لها قيمة، وللتخلص من فقدان القيمة تم العمل على تخفيض قيمة الأصول في الميزانيات العمومية، وهذا بجور أدى إلى حصول المزيد من الإخفاقات على مستوى الشركات، وبالتالي أدى لحصول الركود الاقتصادي اللاحق.[٣]

نظرًا للركود العالمي الذي نشأ عام 2008 بسبب المنتجات المهيكلة الهندسية، تُعد الهندسة المالية مجالًا مثيرًا للجدل، على الرغم من أن هذه الدراسة الكمّية قد عملت على تحسين الأسواق والعمليات المالية بشكل كبير وذلك من خلال إدخال الابتكار والدقة والكفاءة في الأسواق والصناعة،[٣] ولقد أسهمت في سلسلة الانهيارات الاقتصادية العديد من الحكومات التوجه نحو العودة إلى الهندسة الحقيقية بدلًا من الهندسة المالية، حيث إن الهندسة المالية تعمل على حصول العديد من المشاكل، وذلك بسبب الاعتماد المفرط على النماذج في المشكلات المالية، فهي مجرد كلمة مرور للأوراق المالية ولكنها محفوفة بالمخاطر.[٥]