اهم مشاكل المراهقة

يتعرض المراهق الى مجموعة من المشاكل تتسبب فى خلل في حياته وفي حالته النفسية ويرجع ذلك لاسباب عدة

  • مشاكل ذاتية :

هي المشاكل التي من الممكن أن تكون ذاتية ونفسية المنشأ، وهي: مشاكل متعلقة بالذات والمظهر الخارجي يراقب المراهق مظهره الخارجي باستمرار ويهتم به بشكل كبير، فيترصد جميع أنواع التغيرات والتطورات العضوية والفسيولوجية التي من الممكن ملاحظتها على المظهر العام مع تقدمه بالسن خلال فترة المراهقة، كما تتجلى في ردات فعل الآخرين من حوله على هذه التغيرات الجسمية، وفي هذه المرحلة بالتحديد يبدأ الصراع النفسي مع الجسم، فيظهر إما بالغرور والتعالي إذا كان يتميز بالوسامة والأناقة، أو بالانسحاب والتبرير والأساليب الدفاعية لتعويض الشعور بالنقص، وينتج عن هذا الصراع الكثير من الصفات والسمات الإيجابية أو السلبية تظهر باستجابات الفرد مع من حوله.

  • مشاكل ناتجة عن الشعور بالخوف :

قد يعاني المراهق من مخاوف عديدة تجعل منه فرداً قلقاً وغير مستقر، وقد تكون هذه المخاوف من الوالدين في المنزل والمعلمين في المدرسة، بالإضافة إلى الخوف من الفشل الأكاديمي والخوف من الإخفاق، وتظهر لدى المراهق أيضاً مقاومة للمخاوف الناتجة عن المشاكل الاقتصادية، والفراغ الديني، والنظرة غير السوية للمجتمع والأصدقاء التي تظهر بالسخرية والازدراء وتأنيب الضمير إزاء بعض الأخطاء التي تم ارتكابها كالغش في الامتحانات أو توجيه الإساءات للآخرين، يضاف إلى ذلك جميع المشاعر والأحاسيس السلبية الناتجة عن الرغبة الجنسية المكبوتة، والسعي المستمر إلى الاستقلال التام والحرية، وينتج عن كل ذلك الخلل في التوافق النفسي والذاتي وبالتالي العجز عن تحقيق الوصول إلى المستوى المطلوب من التوازن، وبذلك يُصبح المراهق فرداً متهوّراً وانفعالياً، أو قد يُصبح شخصاً انسحابيّاً منعزلاً وعدوانياً، ويعتمد تباين استجابات المراهق على الأساليب السويّة للتنشئة الإسلاميّة والصحية السليمة.

  • مشكلة عدم التوافق النفسي :

إن مشكلة انعدام التوافق النفسي هي من أهم المشاكل وأخطرها التي من الممكن أن يتعرض لها المراهق فتجعله متخبطاً وهائجاً، وينتج عنها الكثير من المشاعر السلبية؛ كحالات البكاء والحزن، والقلق، والضيق المستمر، وغياب الاستقرار والأمان، وشدة الاستجابات الانفعالية المبالغ بها، بالإضافة إلى عدم استقرار العلاقات مع الآخرين وتذبذبها، ويترتب عن كل ما سبق فقدان الشعور بدوره في الحياة، وشعوره بالفراغ والعزلة و الوحدة، وافتقار التوازن والعزلة الوجدانية، والافتقار العاطفي، والشعور المستمر بأن حياته مهددة بالأمراض والحروب، وجميع أنواع المخاطر مع انعدام وجود أحد يحميه , إن الخلل في التوافق النفسي يؤثر بشكل سلبي ومباشر على الأشكال الأخرى للتوافق؛ كالتوافق الاجتماعي، والتربوي، والعضوي؛ فالمطلوب في هذه المرحلة هو تحقيق حالة من الاتزان الذاتي، والنفسي، والاجتماعي، والانفعالي عن طريق التنشئة الاجتماعية والأسريّة السويّة، والتدريب على عمليات التطبع والتكيف، فكلما كان المراهق قادراً على تفهّم وتقبّل ذاته كان أكثر قدرةً على التكيُف والتوافق مع الذات والبيئة.

  • مشاكل خارجية :

تختلف مرحلة المراهقة من فرد إلى آخر حسب الاختلافات الثقافية والحضارية والبيئة الجغرافية بالإضافة إلى الأثر الواضح للقيم والأديان والمعتقدات؛ فالمراهق في المجتمع الريفي يختلف عن المراهق في المجتمع الحر، فتظهر هذه الاختلافات في مستوى تلبية الحاجات المختلفة والفرص المتاحة لإشباعها، كذلك فإن مرحلة المراهقة تتأصر بالخبرات السابقة التي مر بها الفرد في مرحلة الطفولة، إذا فإن المُراهقة هي نتيجة لسلسلة المُثيرات البيئيّة والثقافية والحضارية ; يمكن شرح مشكلات المراهق البيئية الخارجية من خلال الآتي :

علاقة الفرد مع الأسرة:

تظهر عادة بما يسمى صراع الأجيال والاختلاف المتباين في وجهات النظر، وعادة يكون صراع المراهق مع الأسرة حول الدراسة وكيفية ملء أوقات الفراغ وتضييع الأوقات فيما لا يفيد، والفشل الدراسي والتقصير في أداء الواجبات المنزلية والمدرسية، وتشتد حدة هذا الصراع عند رغبة الفرد في الاستقلالية التامة عن الأسرة، والتمرد على سلطة الوالدين.

علاقة الفرد مع المجتمع:

من المفروض أن تقوم علاقة الفرد مع مجتمعه على أساس التفاهم والعطاء المُتبادل، والانفتاح على الخبرات والتجارب الاجتماعية الجديدة والتفاعل معها بشكل إيجابي، ويظهر بذلك أن التنشئة السليمة التي تعتمد على التهذيب والتوعية والمساعدة على التكيف، وأي خلل وظيفي يصيب أحد عناصر العملية التفاعلية بين الفرد والمجتمع ينتج عن وجود اضطراب في عملية توافق الفرد اجتماعيا يدفعه إلى العزلة والانسحاب والانطواء وتوليد المشاعر السلبية تجاه الآخرين .