اهمية الرياضة للأطفال

الرياضة ليست المهمة الترفيهية لكنها من اهم الاشياء التي يجب ان يمارسها الصغار والكبار لصحة افضل

نظرًا لأنهم صغار، فإن أطفالنا معرضون لخطر الاستقرار في نمط حياة مستقر للغاية في سن التطور الأول، عندما يتم تشكيل نظامهم الهيكلي وعضلاتهم ويمرون بعملية النمو الأساسية، لذلك من المهم أن يعتادوا على الحياة النشطة، من خلال جعلهم يمارسون الرياضة.

يمكن للرياضة أن تصبح في الواقع أداة مفيدة لتعزيز نمو أطفالنا وضمان أن تكون أجسادهم بحالة من الصحة والاستعداد العقلي.

ممارسة الرياضة من قبل الأطفال سوف توفر لهم ثروة ثمينة من التجارب، والتي ستترك أثرًا إيجابيًا ودائمًا في جسمهم وروحهم. لهذا السبب، فإن الشخص البالغ الذي مارس الرياضة كطفل، يكون أكثر استعدادًا بشكل عام لاستئناف التمرين والرياضة في مرحلة البلوغ وتعليم أطفاله القيام بذلك أيضًا، حتى يتمكنوا من الاستفادة أيضًا من الفوائد المرتبطة بممارسة الرياضة.

أهمية محاربة نمط الحياة المستقرة

في المجتمع المعاصر المحموم والتكنولوجي، فإن خطر أن يستقر أطفالك ويعتادون الكسل قد أصبح أمرًا معتادًا إلى حد كبير. يشمل ذلك قضاء ساعات طويلة في وضعية الجلوس أثناء التواجد في المدرسة وأداء الواجب المنزلي، كما أن هناك ميل إلى التنقل أكثر فأكثر بالسيارة وأقل مشيًا على الأقدام أو في الدراجة، هذا يكون أحيانًا بسبب خوف الآباء على أبناءهم، ولكن في كثير من الأحيان يكون ذلك شكلًا من أشكال الكسل.

علاوة على ذلك، فإن وجود الأدوات الرقمية مثل التلفزيون والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التحكم في المنزل ستكون بمثابة إغراءات لا تقاوم، والتي ستدفع أطفالنا لقضاء أوقات فراغهم في المنزل وهم يحدقون في شاشة بدلًا من الذهاب إلى الخارج أو للذهاب إلى التدريب أو إلى المخيم أو إلى الحديقة للاختلاط واللعب مع الأطفال الآخرين.

هذا الميل نحو نمط الحياة المستقرة المقترن بالعادات الغذائية السيئة، مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغنية بالسعرات الحرارية بين الوجبات، يمكن أن يسبب زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال، ولمواجهة ذلك، تعتبر الرياضة والنشاط البدني هي الحل الأكثر فعالية وإيجابية.

ما هي أفضل رياضة للأطفال؟

الشيء الوحيد الذي يهمنا هو سعادة أطفالنا. وهذا أمرٌ معقدٌ قليلًا، لذلك علينا أن نفتح الباب أمام شتى الطرق لتحقيق هذه السعادة.

ماذا يعني ذلك؟ من الأفضل أن يختار الأطفال الرياضة التي يرغبون بممارستها دون تدخلٍ من أي أحد.

إذا كان طفلك مازال صغيرًا، فدعه يجرب العديد من أنواع الرياضات حتى يختار الرياضة المفضلة له أو لها، واعلم أن القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار سوف يكون بحد ذاته مصدرًا للسعادة بالنسبة لهم.

وعلى العكس من هذا، لا يجب إجبار الأطفال على ممارسة نوع معين من الرياضة، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى الإحباط والخوف، وذلك لأن الطفل يعتقد بأنه لا يستطيع تلبية توقعاتنا.

الفوائد المادية لممارسة الرياضة

إلى جانب كونها ممارسة اجتماعية وممتعة وتعليمية لأبنائنا، فإن الرياضة التي تمارس في سن الطفولة لها أيضًا آثار إيجابية على صحتهم ونموهم، من الناحية الجسدية والهيكلية.

بادئ ذي بدء، بفضل التمارين والجهود والحركات التي تنطوي عليها، نضم التطور المنتظم والمتوازن للجهاز العظمي، وكذلك تعزيز ألياف العضلات. أما على المستوى الخلوي والعمليات الداخلية، فإن الرياضة والنشاط البدني يمكن أن تساعد في تنشيط وتنظيم عملية التمثيل الغذائي، وتنظيم الدورة الدموية وضغط الدم، والنمو المتناغم للأجهزة وأجزاء أخرى من الجسم.

بفضل الرياضة، يمكن لكل طفل أن يختبر أول تجربة حركية له، وبالإضافة إلى تطوير العضلات والمهارات، ستتيح له الرياضة فهم الفضاء الذي يحيط به.

بفضل الرياضية التي تتطلب درجة معينة من التوتر، مثل السباحة وكرة القدم، سوف يتعلم الطفل القوة السرعة والتحمل، في حين أن الرياضات مثل الجمباز وألعاب القوى ستساعده على تحسين فهم الاتجاهات التوازن، فضلًا عن القدرة على التنسيق والدقة.

الفوائد النفسية لممارسة الرياضة

يفضل بعض الآباء عدم السماح لأطفالهم بلعب الرياضة، خوفًا من أن يؤدي هذا الجهد الإضافي إلى تشتيت انتباههم، وقبل كل شيء، سيؤدي ذلك إلى قضاء وقت أقل في والدراسة. عند اتخاذ هذا القرار، يجب أن يضع كل والد المقاييس عاملًا مهمًا، وهو أن الرياضة، بالإضافة إلى تحسينها النمو البدني وتحسين التنسيق والمهارات، يمكن أن تكون أيضًا تدريبًا جيدًا لعقل الأطفال.

على المستوى العاطفي، يمكن أن تكون الرياضة هي المرحلة الأولى من الحياة، والتي سوف تتيح لأطفالك أن يتعلموا ويفهموا أداء جسمهم وردود أفعالها وحدود قدراتها، بالإضافة إلى إمكاناتها، وهذا بدوره يساهم في اكتساب المزيد من المعرفة والوعي بالذات، ودفعهم لتنمية الرغبة في تحدي أنفسهم واختبار المهارات الجديدة المكتسبة.

في الوقت نفسه، ستكون لهم الفرصة الأولى للمواجهة مع الآخرين والتواصل الاجتماعي، مما سيتيح لهم مقابلة أشخاص جدد، سواء كانوا أطفالًا أو زملاء في الفريق أو خصوم، سواء كانوا بالغين أو مدربين أو أطفال أو غيرهم من الآباء.

هذا اللقاء مع الآخر، في بيئة آمنة ومحمية مثل الرياضة، سيثري بالتأكيد مشاعرهم النفسية والعاطفية، ويخرجهم إلى بيئة مختلفة عن البيئة الداخلية التي اعتادوا عليها، ويشجعهم على معرفة الآخرين والتعرف على أشخاص آخرين.

يمكن أيضًا اعتبار الرياضة عامًا مفيدًا في تحسين حياتهم الاجتماعية المستقبلية، فهي ستعلمهم أهمية احترام القواعد، ليس فقط لتحقيق النصر، ولكن أيضًا لضمان التوازن والانسجام، كما سيتعرف الأطفال على إمكانياتهم وقدراتهم ودورهم داخل الفريق والمجموعة التي ينتمون إليها.

ما هو الوقت المناسب لبدء ممارسة الرياضة؟

ما لم تكن هناك أمراض معينة، مثل الربو وأمراض القلب الخطيرة، والتي بموجبها من الأفضل دائما أن استشارة طبيب الأطفال، لا توجد موانع خاصة تمنع أطفالك من للرياضة.

بالنظر إلى أنه من الواضح أن الرضيع يجب أن يكون قد بلغ نموًا نفسيًا جسديًا يسمح له بالوقوف على ساقيه وأداء الحركات الأولية، يمكن ممارسة النشاط البدني على مدى العمر اعتبارًا من سن 3 – 6 سنوات، أو أخذهم إلى النوادي أو تسجيلهم في جمعيات رياضية.

في هذه المرحلة، التي تكون فيه القدرات محدودة بالضرورة ولكن إمكاناتها عالية جدًا، سيكون المثل الأعلى هو التركيز على الأنشطة الحركية البسيطة والعامة التي تسهم في التطور المتناغم للجسم. أنا أوصى عادة برياضات ممتعة مثل الرقص والسباحة، فهذه الرياضات تشارك فيها جميع أجزاء الجسم بشكل متوازن وتدريجي، دون أن يتطلب مهارات خاصة وقوة بدنية قد يكون لدى الطفل القليل منها.

بعد مرور السنة السادسة من العمر، سوف يكون الطفل قادرًا على التفكير في اقتراح أنواع أخرى من الألعاب الرياضية. وذلك بفضل التنسيق المحسن والدقة وزيادة القوة والتحمل، يمكنك التفكير في تسجيله في نادي لممارسة ألعاب القوى أو دورة تدريبية لتعلم فنون القتال والدفاع عن النفس، أو حتى الانضمام إلى فريق كرة القدم أو كرة السلة.

بعد ذلك، سيكون من الممكن الانتقال إلى ممارسة رياضات أكثر ملاءمة لقدراته البدنية ومواقفه الشخصية، وهذا بدوره سيساعد في الوصول إلى النهج التنافسي المعتاد في سن المراهقة.