انواع موسيقى الجاز

ما هو تاريخ ومعنى موسيقى الجاز الموسيقى لغة عالميّة، تحتلّ مكانتها الفريدة في القلوب، والموسيقى الكلاسيكيّة هي الفنون الموسيقية التي أُنتجت قديمًا، ولها جذور ممتدة وتقاليد مرتبطة بالحضارة الموسيقية الغربية الدينية أو الدنيوية، وقد تطوّرت الموسيقى الكلاسيكية بشكلٍ كبير منذ بدايات القرن الحادي عشر حتّى العصر الحالي، وأصبحت شاملة لأنواعٍ عدّة من الموسيقى، وأبرزها: موسيقى الجاز وموسيقى الباروك، وتعتمد الموسيقى الكلاسيكية على العديد من الآلات الموسيقية الشهيرة، ومن أبرزها: والهاربسكورد والبيانو والأرغن والكمان والهورن والفلوت، وتتمتّع الموسيقى الكلاسيكية بمكانة مرموقة وجماهيرية عريضة، وفي هذا المقال سيتم ذكر معلومات عن واحدة من أنواع الموسيقى الكلاسيكية، حيث سيتم ذكر معلومات عن موسيقى الجاز.[١]

تعريف موسيقى الجاز

موسيقى الجاز من أنواع الموسيقى التي ذاعَ صيتُها كثيرًا منذ ظهورها التي يجهل كثيرٌ من الناس أصلها وماهيّتها، وتعريف موسيقى الجاز في معجم المعاني: نوع من أنواع الموسيقى الراقصة، وهي من أصل زنجي أمريكي، تكون على شكل جوقة راقصة تميز بها الأمريكيون السود، وتجمع بين النغم الموقّع المنقطع والنغم المستمر[٢]، وموسيقى الجاز رغم أنها كانت بداياتها عن الزنوج الأمريكان، إلّا أنها اليوم واحدة من أهمّ أنواع الفنون والموسيقى، وقد مارستها العديد الشعوب، وقد نشأت في بداياتها في المجتمعات الإفريقية الأمريكية في مدينة نيو أورلينز في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ بدأت فرق الجاز بتقديم عروضها الموسيقية على القوارب البخارية أثناء السفر في نهر الميسيسيبي لأجل تسلية المسافرين.[٣]
تُشير بعض الروايات إلى أنّ موسيقى الجاز نشأت بعد اختلاط الموسيقى الأوربيّة بالألحان والإيقاعات المختلفة التي احتفظ بها الزنوج والأفارقة وتوارثوها عبر أجيالهم وكانوا يردّدونها أثناء عملهم كعبيد غير مأجورين في حقول القطن وعملهم في ميدان الكونجو، وأصبحوا يُبرزون إيقاعات موسيقاهم بصنع الطبول الضخمة التي يُطلق عليها اسم تام تام أو بامبولاس، وبهذا اختلطت الألحان الإفريقية بالألحان الأوروبية والألحان التي كان تُردد في الكنيسة البروتستانية والكاثوليكية مع صرخات عذاب العبودية، بالإضافة إلى الروح المكتئبة لدى الزنوج، والتي تأثرت بالموسيقى الأوروبية والموسيقى الوثنية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت.[٣]

تاريخ موسيقى الجاز

بدأت موسيقى الجاز بالظهور في منتصف القرن التاسع عشر، وتحديدًا في ولاية نيو أورليانز الواقعة على نهر المسسيبي، حيث كان الزنوج يتواجدون بكثرة في تلك الولاية، ويعملون كعبيد لأسيادهم الذين يسخرونهم لأعمال الزراعة وغيرها، وفي ظلّ هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، جاء قرار إلغاء نظام الرق والعبودية في عام 1863 م، وانتهت الحرب الأهلية الأمريكية بعد هذا القرار بعامين، فوجد العبيد الزنوج أنفسهم أحرارًا وسط مكانٍ تكثر في حفلات الرقص الأوروبي كالفالس والبولكا، ومن هنا بدأت الموسيقى الأوربية بالاختلاط بالألحان الزنجية التي تورارثها الزنوج عن أجدادهم، فدخلت الإيقاعات ببعضها البعض.[٤]
وظهرت موسيقى الجاز في أمريكا بوصفها موسيقى خاصة بالزنوج، ومما يجدر ذكره أن موسيقى الجاز جاءت بشكلٍ عفوي وفطري دون تخطيط، واعتمدت على الارتجال والتقسيم الجماعي المشترك الذي كانت الأصوات فيه تنطلق من كلّ مكان سواء في صالات الرقص أو مناسبات الأفراح المختلف والحدائق والمسارح وحتى الجنازات، كما جذبت موسيقى الجاز جماهير عريضة وخصوصًا جمهور الشباب الذي أعجب بها وأصبح يُمارسها بشغف كبير، وقد تأسست أول فرقة لموسيقى الجاز برئاسة بادى بولدن، حيث عوفت هذه الفرقة موسيقى الجاز التي تعتمد على الارتجال وليس التدوين.[٤]

أنواع موسيقى الجاز

تطوّرت موسيقى الجاز تطورًا سريعًا وتنوعت إيقاعاتها وزاد عدد الفرق الموسيقية المتخصصة فيها، كما أصبحت الكثير من الفرق المتخصصة بها، وبهذا ظهرت أنواعٌ عديدة منها، ويحتلف كل نوع عن الآخر بعض الاختلافات الطفيفة التي تتعلق بالإياقاعات وعدد العازفين، ومن أهم أنواع موسيقى الجاز ما يأتي:[٥]

  • موسيقى الجاز الجاد: تتكون من سبعة أو ثمانية عازفين، وقد ظهرت موسيقى الجاز الجاد في نيويورك في منطقة هارلم، وفيما بعد قاما فلتشر هندرسون وديوك الينجتونن بزيادة عدد العازفين إلى الضعف، كما كتبوا النوتات الموسيقية، مما شجع على ظهور المزيد من الفرق الموسيقية، كما انضمّ عددٌ من الموسيقيين البيض لفرق موسيقى الجاز.
  • الجاز البارد: بدأ هذا النوع من موسيقى الجاز في عام 1945 م، حيث بدأ الموسيقيون في فرق الجاز بثورة ضد النظرة التقليدية لموسيقى الجاز، وأصرّ موسيقيّو الجاز على إظهار أن موسيقى الجاز التي يقدمونها من الفنون الراقية التي تستحق الإصغاء والاستماع بشكلٍ محترم يليق بهذه الموسيقى التي تمتلئ بالتعبير العاطفي، والتي تُعبّر عن الكثير من الإبداع والجمال.
  • السيمفوجاز: جاء هذا النوع كاستمرارية لتطور موسيقى الجاز، وقد ظهر أولى فرق السيمفوجاز في عام 1955 م، وقد اشتملت هذه الفرقة على آلات الأوركيسترا التي أضيفت إلى فرق الجاز التقليدية، ورغم هذا لم يختفِ نوع موسيقى الجاز الصغير التقليدي والفرق الصغيرة التي كانت تعرض موسيقى الجاز بشكلها المعروف.

انتشار ثقافة موسيقى الجاز

بدأ انتشار موسيقى الجاز في جميع أنحاء العالم في بداية الستينات، وذلك مع ظهور جهاز التلفاز وانتشاره بكثرة، وبداية انتشار الموسيقى وصناعة أدواتها بشكلٍ متسارع، وقد اخذت موسيقى الجاز الطابع المحلي الموجود في كل منطقة وصلت إليها، فظهر الجاز الشرقي أو لأورينتال جاز في إشارة إلى الجاز العربي، كما ظهر الجاز اللاتيني نسبة لأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى الجاز الياباني، كما كثرت فرق موسيقى الجاز بشكلٍ ملحوظ، وكانت هذه الفرق تتنقل من مكان إلى آخر لعرض فنّها، لكن منذ بدايات القرن العشرين بدأت موسيقى الجاز بالتعثر قليلًا، ربما لأنّ موسيقى الجاز تخص بشكلٍ أكبر الزنوج الذين تتجلى صرخة روحهم فيها، وتمثل تحررهم من العبودية، فلم يتقنها البيض مثلهم، لكن فيما بعد تطوّرت وواصلت تقدمها على يد البيض، وانتشرت في معظم ولايات أمريكا، وأصبحت فرق موسيقى الجاز موجودة في كل مدينة.[٣]