انقسام الحضارة الرومانية

انقسام الحضارة الرومانية ماذا تعرف على تاريخ الحضارة الرومانية يَرجع أصل الرّومان إلى قرية صغيرة تقع وسط إيطاليا بجانب

نهر التيبر، ظهر الرومان أوَّل مرَّة في القرن الثامن قبل الميلاد، وتشير أساطير الرومان إلى أنَّ تأسيس هذه الإمبراطورية

كان على يد رومولوس وأخيه ريموس، وتقول الأسطورة إنّ رومولوس وأخاه ريموس كانا طفلين تائِهَيْنِ يعيشان من

حليب ذئبة، فعثر عليهما راعٍ بجانب نهر التيبر، فنشؤوا على القوة والذكاء وبنوا مدينة روما في المكان الذي

وجدهما فيه الراعي، ثمَّ أصبحت مدينة روما مهد الإمبراطورية الرومانية، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على تاريخ الحضارة

الرومانية من جوانب عدَّة.[١]

تاريخ الحضارة الرومانية

في الحديث عن تاريخ الحضارة الرومانية يمكن القول إنَّ الحضارة الرومانية أو ما تُعرف باسم حضارة روما القديمة،

هي واحدة من أهم الحضارات في تاريخ أوروبا خاصَّة وتاريخ البشرية بشكل عام، ولم يقفِ المؤرخون على سبب

واضح لقيام روما باستثناء ما ذُكر في أساطير الرومان القديمة، وما عُرف في تاريخ الحضارة الرومانية هو أنَّ هذه الحضارة

بسطتْ سيطرتها الكاملة على شبه الجزيرة الإيطالية عام 275 قبل الميلاد، ثمَّ استطاع الرومان القدماء بناء إمبراطورية

من أعظم الإمبراطوريات في التاريخ، حيث امتدّت هذه الإمبراطورية لتضمَّ إسبانيا أو ما كانت تُعرف

باسم شبه الجزيرة الأيبيرية، وضمَّت الإمبراطورية الرومانية أيضًا الأراضي على امتداد الساحل إفريقيا الشمالي،

وضمَّت مناطق واسعة من جنوب آسيا.[٢]

وبعد أنَّ تأسّست الإمبراطورية الرومانية عاشت قرنين من الاستقرار والهدوء، وسُمِّيت تلك الفترة باسم السلام الروماني،

ثمَّ وصلتِ الإمبراطورية البيزنطية إلى أقصى درجات اتساعها في عهد الإمبراطور تراجان الذي حكم بين عامي 98م و117م،

ثمَّ تعرَّضتِ لبعض المشاكل لأوقات هبوط في زمن حكم كومودوس، ثمَّ تعرَّضتْ لأزمة هدَّدتْ هذه الأزمة

وجود الإمبراطورية الرومانية كاملة، ثمَّ استقرَّت من جديد في فترة حكم أوريليان وفي حكم ديوكلتيانوس،

وفي القرن الرابع انتشرت الديانة المسيحية في السلطة الرومانية، وفي الفترة ذاتها تزايدتْ هجرة الشعوب الجرمانية

إلى أراضي الإمبراطورية الرومانية الغربية، ثمَّ في وعام 476م تمَّ خلع رومولوس أوغستولوس وإلغاء الإمبراطورية

الرومانية الغربية بشكل رسمي، لتستمرَّ الإمبراطورية الرومانية الشرقية فقد والتي عُرفتْ باسم الإمبراطورية البيزنطية

والتي استمرَّت قرابة ألف عام من الزمن حتَّى سقوط عاصمتها القسطنطينية عام 1453م على يد العثمانيين.[٣]

العمارة الرومانية

بعد الحديث عن تاريخ الحضارة الرومانية، إنَّ من أهم مميزات هذه الحضارة هي العمارة المميزة التي كانت فيها،

فقد ورث الرومان العمارة والبناء من الإغريق القدماء، أخذوا عنهم النحت والزخرفة وزادوا وطوَّروا فيه، وكان الفن المعماري

المنتشر في روما ينتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وعلى الرغم من انتشار الفن الروماني

في أرجاء الإمبراطورية بطريقة ديكتاتورية إلَّا أنَّ بعض المعابد والكنائس اختلفتْ في طريقة بنائها وشكلها عن أبنية

روما بسبب الظروف المناخية المختلفة التي اضطرتها إلى هذا الاختلاف، ويظهر هذا الاختلاف في المعابد الرومانية

الموجودة في سوريا، والتي بناها الرومان في الفترة التي سيطروا فيها على بلاد الشام.[٤]

ولعلَّ أبرز التُّحف المعماريّة التي تظهر فيها لمسة الرومان المختلفة عن الإغريق في العمارة

هو معبد فورتينا فيرليس الموجودة في روما القديمة، ويُعدّ هذا المعبد واحدًا من أقدم المعابد الرومانية في التاريخ،

وهو مظهر من مظاهر الحضارة الرومانية، ومن مميزات العمارة الرومانية أيضًا أنَّها اهتمَّت بالأبنية الدنيوية أكثر

من اهتمامها بالأبنية الدينية كالكنائس والمعابد، واهتمَّت بالأبنية العامة أكثر من الأبنية الخاصة،

كما أنشأ الرومان المدارج والمسارح والمدن، وكلُّ هذا دليل على عظمة العمارة الرومانية التي

لم تزلْ تحفها المعمارية حاضرة حتَّى اليوم.[٤]

انقسام الإمبراطورية الرومانية

استكمالًا في الحديث عن تاريخ الحضارة الرومانية، لقد انقسمتِ الإمبراطورية الرومانية

في تاريخها إلى قسمين اثنين: الإمبراطورية الرومانية الشرقية والإمبراطورية الرومانية الغربية،

وكانت مدينة روما عاصمة الإمبراطورية الغربية، وكانت مدينة القسطنطينية عاصمة الشرقية،

وقد انقسمتْ الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين في الإمبراطور قسطنطين الذي نقل عاصمته إلى من

روما إلى القسطنطينية، وقد ضمّتِ الإمبراطورية الرومانية الغربية إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإنكلترا وبعض المناطق

في إفريقيا كشمال تونس والجزائر ومراكش، أمَّا الإمبراطورية الشرقية فقد ضمَّتِ آسيا الصغرى وبلاد الشام ومصر وليبيا،

وكان شعب هذه الإمبراطورية يتحدَّث اللغة اليونانية وعُرف هذا الشعب باسم البيزنطيين.[٥]

ومما لا شكَّ فيه أنَّ هذا الانقسام أدَّى إلى ضعف الإمبراطورية الرومانية، فزادتْ أطماع أعداء الإمبراطورية الرومانية الغربية

في أوروبا الغربية وتحديدًا في بلاد الغال وفي ألمانيا، وأطماع أعداء الإمبراطورية الرومانية الشرقية كالإمبراطورية الفارسية،

وفي نهاية المطاف استمرَّتِ الإمبراطورية الرومانية الشرقية أكثر من استمرار الإمبراطورية الرومانية الغربية،

بعد أن تمكَّن حكامها من بناء قوَّة عسكرية وسياسية مكَّنتها من الاستمرار ألف عام بعد تأسيسها.[٥]

سقوط الحضارة الرومانية

في ختام الحديث عن تاريخ الحضارة الرومانية، لا بدَّ لكلِّ دولة أو حضارة أو إمبراطورية من غياب وأفول،

ولم تكن الإمبراطورية الرومانية بعيدة عن هذا القانون كلَّ البعد، فاتَّحدتِ الكثير من العوامل على سقوط

هذه الإمبراطورية العظيمة، كان أبرز هذه العوامل الغزو البربري الذي كان من أبرز أسباب ضعف

الإمبراطورية الرومانية وانهيارها؛ حيث كبَّد هذا الغزو الرومان خسائر عسكرية فادحة، وساهمتْ أيضًا

المشاكل الاقتصادية في سقوط الحضارة الرومانية؛ فالإنفاق الهائل على الحروب الخارجية أدَّى إلى دخول

روما في أزمة اقتصادية خانقة وفساد إداري لا تُحمد عواقبه، إضافة إلى توسع الإمبراطورية الكبير الذي

رفع احتياجاتِها المادية للحفاظ على أمن واستقرار هذه المساحات الواسعة التي تقع تحت سلطة الرومان، إضافة إلى

قوَّة الجيش الروماني التي جعلتْ الجيوش الأخرى ترغبُ بتحطيم أسطورة هذا الجيش الجرار.[١]

وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى غربية وشرقية، استمرَّت الإمبراطورية الشرقية ألف عام،

حسبها المؤرخون استمرارًا للحضارة الرومانية وسمَّاها مؤرخون آخرون الحضارة البيزنطية لفصلها عن الرومان،

ولكنَّ الواقع يشير إلى أنَّ هذه الحضارة جزء من تاريخ الحضارة الرومانية وقسم لا يمكن فصلُه عن حضارة الرومان القديمة بشكلٍ كامل.[١]