احداث رواية أبناء القلعة

معلومات عن كاتب رواية رواية أبناء القلعة ترك الأردنيون بصمةً واضحة في عالم الأدب على جميع الأصعدة المحلية والعربية والعالمية في شتى مناحي الأدب من شعرٍ أو كتابة الرواية والقصص الصغيرة والمقالات الأدبية والنثر وغيرها الكثير، ونظراً للاهتمام الأردني الكبير بالأدب فقد تسلسل بثلاث مراحل منذ قيام إمارة شرق الأردن؛ وهذه المراحل هي الأدب زمن الإمارة والأدب ما بين النكبة والنكسة، والأدب ما بعد نكسة حزيران 1967م حتى يومنا هذا؛ فبدأ أصحاب المواهب والفكر الأدبي المتوقد بالظهور تدريجياً وتقديم إنجازاتهم العظيمة؛ ومنهم شاعر الأردن الأول مصطفى وهبي التل الملقب بعرار، الشاعر إبراهيم نصر الله، أما في حقل الروايات فقد برز كل من مؤنس الرزاز وسالم النحاس وأخيراً الروائي الكبير زياد القاسم صاحب رواية أبناء القلعة الشهيرة التي سنتطرق لها في هذا المقال.

رواية أبناء القلعة

تعتبر رواية أبناء القلعة بمثابةِ ملحمة أردنية تاريخية تعكس أبعاد المجتمع الأردني بحذافيره في الوقت الذي أُلفّت فيه في خمسينيات من القرن المنصرم وحتى حلول شهر يونيو سنة 1967م، وهي الجزء الأخير من سلسلة رواية الزوبعة، هذا وتروي أحداثها تفاصيل ما طرأ على المجتمع في كافة الأصعدة الثقافية والفنية والاجتماعية، وتعتبر هذه الرواية بمثابة تجسيدٍ لواقع عائلات أردنية حقيقية عاشت في تلك الفترة في أحضان العاصمة الأردنية عمان التي تجمع بين عددٍ كبيرٍ من الجنسيات في ربوعها، ولم تقتصر الرواية على ما تقدّم، بل تطرق المؤلف فيها إلى تسلسل خطوات تطور الاقتصاد في عمان ونموّه بشكلٍ ملحوظ وغير مسبوق.

نبذة عن رواية أبناء القلعة

  • تدور أحداث رواية أبناء القلعة حول تفاصيل الحياة العمانية القديمة التي عاشتها شريحة مجتمعية مختلفة فيما بينها بالأصول والمنابت تحت سماء عمان، فكان بينهم الشيشان والشركس والأردنيين والسوريين وغيرهم الكثير من الجنسيات التي عاشت في تلك الفترة بين ربوع عمان.
  • يستهل الكاتب أحداث روايته بحادث السير الذي أنهى حياة الفلسطيني إبراهيم وزوجته الشركسية ابنة شمس الدين، وبقاء طفليهما على قيد الحياة وانتقالهما للتنشئة في كنف جدهما الشركسي شمس الدين.
  • تروي الأحداث الطريقة التي يتعامل بها صاحب الشركة الأردني الأصل في الرواية مع موظفيه من منابت أخرى واتسامها بالظلم والإهانة؛ بالرغم من أن ذلك لا يعتبر صفة عامة وإنما يمثل شخص بعينه فقط، كما يتطرق الكاتب أيضاً إلى زواج الرجل الفلسطيني المسن من الفتاة السورية ابنة صاحب المقهى أبو عبده وتركه لعائلته الأولى؛ ليصبح هذا المقهى فيما بعد مرتعاً للخمر والقمار ليلاً.
  • تعمق الكاتب كثيراً في تفاصيل الحياة في تلك الفترة، وكان ذلك بمثابةِ تجسيد واقعي وحقيقي لما عاشه الناس في الفترة ما بين 1952-1967م.


مؤلف رواية أبناء القلعة

وُلدت سطور هذه الرواية من بناتِ أفكار الكاتب والأديب ورائد الرواية الأردنية الكبير زياد القاسم، أو كما يعرف بالعَمّاني، نشأ وترعرع في مسقط رأسه عمان بعد ولادته في سنة 1945م، وتلقى علومه في كل من الجامعة الأردنية وجامعة برايتون البريطانية في مجال المحاسبة؛ وقد شغل عدة مشاغل من بينها محاسباً في مجال التأمين والملاحة، ومدير عمليات في الملاحة البحرية، بالإضافة إلى مدرب محاسبة وتسويق مصرفي في معهد الإدارة الأردني، وبالرغم من المسافة الشاسعة التي تفصل بين تخصصه في الجامعة وموهبته في كتابة الروايات؛ إلا أنه قدم الكثير من المؤلفات والروايات من بينها هذه الرواية إلى جانبِ العرين و الخاسرون والزوبعة، وتتألف الأخيرة من ستةِ أجزاء من ضمنها رواية أبناء القلعة، بالإضافةِ إلى العديد من القصص القصيرة التي حُولّت فيما بعد إلى أعمال إذاعية وتلفزيونية، وقد فارق الحياة إثر إصابته بجلطة قلبية في أواخر شهر حزيران سنة 2007م. توجهت الأنظار نحو إخراج رواية أبناء القلعة من سطورها وتجسيدها كدراما اجتماعية وعمل تلفزيوني يُبث عبر شاشات الفضائيات، فعُرض لأول مرة في الأول من شهرِ يناير سنة 2018م بمشاركةٍ من كوكبة من كبار الفنانين البالغ عددهم 53 فنان وفنانة من كافة أقطار الوطن العربي؛ ومن بينهم الفنان ساري الأسعد وعاكف نجم، رشيد ملحس، محمد المجالي، والفنانة القديرة نادرة عمران وياسر المصري، إلى جانبِ عدد من الممثلين العرب منهم رنا جمول، محمد خير الجراح، مديحة كنيفاتي، يزن السيد وغيرهم، أُخرِجَ بالتعاونِ ما بين كبار المخرجين إياد نحاس وعماد بديوي وحسام الإبراهيمي، ومن الجديرِ بالذكرِ أن هذا المسلسل قد أحدث ضجةً كبيرة واستقطب عدداً ضخماً من المشاهدات من جميع أنحاء العالم.