نص خطبة الوداع: رسائل نبوية للمسلمين في مختلف العصور

خطبة الوداع

تُعد خطبة الوداع آخر خطب النبي صلى الله عليه وسلم التي ألقاها في حجة الوداع، وهي واحدة من أبرز الأحداث في تاريخ الإسلام. في هذه الخطبة، اختصر النبي صلى الله عليه وسلم أصول الدين وأبرز المبادئ التي يجب أن تحكم حياة المسلمين في هذا المقال سنتعرف على أهم وصايا الرسول التي تركها لنا في هذه الحطبة

تعرف على :قصص فى السنه مفيده ومسليه

نص خطبة الوداع

في اليوم التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة، وخلال حجة الوداع التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم، ألقى آخر خطبة له أمام جمع كبير من المسلمين في عرفة

وفي هذه الخطبة، قدم النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من المبادئ الأساسية التي تحكم حياة المسلم في دينه ودنياه. وقد نقلت هذه الخطبة عبر الأحاديث الصحيحة، وفيما يلي نص الخطبة الشهير كما ورد في الحديث:

“أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.

أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.

ألا هل بلغت؟
قالوا: بلى.
قال: اللهم اشهد.

أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب.

ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى.

ألا هل بلغت؟
قالوا: بلى.
قال: اللهم اشهد.

أيها الناس، إن أموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.

فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.

فإنه لا يضيع حق من حقوق الله.

أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي.

فإنه قد يئس الشيطان أن يعبده المصلون في أرضكم هذه، ولكن مع ذلك، يحاول أن يوقع الفتن بينكم.

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها الناس، إنكم ستلقون ربكم، فسيحاسبكم على أعمالكم، فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض.

وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.”

خطبة الوداع

أهمية خطبة الوداع

تُعد خطبة الوداع بمثابة وصية نبوية للأمة الإسلامية، إذ أكد فيها النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة الدماء والأموال والأعراض، وأوضح أن جميع البشر سواسية أمام الله تعالى، حيث لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أسود وأبيض إلا بالتقوى. 

كما أكد على أهمية التمسك بالكتاب والسنة، وأوصى بالابتعاد عن البدع، وأوصى بحسن التعامل مع بعضهم البعض من خلال أداء الأمانات والابتعاد عن الظلم.

تظل هذه الخطبة خالدة في ذاكرة المسلمين، لما تحتويه من معاني سامية، ودعوة إلى الأخوة والعدل، والتقوى، وحسن الخلق، وتذكير بحتمية الحساب أمام الله.

في الختام، تظل خطبة الوداع التي ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من أروع وأسمى المواعظ التي تركها للأمة الإسلامية. لقد كانت تلك الكلمات خلاصة تعاليم الإسلام وقيمه التي تجمع بين العدالة والمساواة، وتحقيق حقوق الإنسان، والتمسك بالتقوى والورع