مسيرة ماكس فيبر العلمية

ماكس فيبر هو احد مؤسسي علم الاجتماع الماني الجنسية وهو اول من اهتم بظاهرة الحداثة

ولد ماكس فيبر في ألمانيا في عام ألف وثماني مائة وأربعة وستون، وعاش في بيت بروتستانتي ، يحمل الصفات و الأخلاق البروتستانتية ، لا يتقيد بقيود الكنيسة و هو لأب أحد أعضاء حزب سياسي ، وهو القومي الليبرالي الألماني ، المعروف باهتمامه بالثقافة والعلم وحرية الرأي ، ليجد نفسه محاط بالمثقفين والمفكرين ، وطبقة السياسيين ، مما أثر في تعليمه ، واختياراته لاحقاً.

التحق ماكس فيبر بكلية الحقوق في بداية حياته ودرس الحقوق ، ثم التحق بعدها بدراسة الاقتصاد ، وكان لدراسة كلا من الحقوق والاقتصاد أثر في تكوين شخصية ماكس فيبر، إلى جانب النشأة الدينية والثقافية في عائلته. [1]

مسيرة ماكس فيبر العلمية

انضم ماكس فيبر إلى جامعة فريدريش فيلهيلم في برلين ، درس الحقوق ، الإقتصاد ، و درس التاريخ والفلسفة ، مزج بين ما درس من تاريخ ، واقتصاد ، ليقدم أولى أطروحات فكره بشكل أكاديمي علمي ، مما أهل ماكس فيبر للحصول على شهادة بتقدير شرفي أول ، في الدكتوراه في رسالة ناقشها تتعرض للعصور الوسطى وحياتهم التجارية، وانواع طبقات المجتمع. [2]

وقد عمل ماكس فيبر بالتدريس في جامعة فرايبورج ، وجامعة هايدلبرغ، وعمل أستاذ جامعي في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ، وجامعة فيينا، وهي جامعات ألمانية.

و توسع مجال عمله الأكاديمي ليشمل العديد من المجالات والتخصصات المختلف ، منها علم الاجتماع ، والدين ، والاقتصاد ، والقانون ، والتاريخ ، والفلسفة ، كما قدم في تلك المجالات إسهامات عديدة أثرت في الحياة الثقافية ، واستمر عمله في الجامعات ، والتدريس ، عدة سنوات ، ولكن بعد وقت أصيب بحالة نفسية أثرت عليه بشدة ، وكانت سبب مباشر في توقف ماكس فيبر عن العمل بالجامعات والتدريس، وعمل أيضاً ماكس فيبر محررًا في مجلة العلوم الاجتماعية ، بعد خروجه من حالة الاكتئاب النفسي التي أصابته إثر وفاة والده.

إسهامات ماكس فيبر

تعددت مجالات إسهامات ماكس فيبر، حيث تشعبت و اختلفت فيما بين مجال السياسة ، والدين ، الاقتصاد، القانون، التاريخ ، الفلسفة ، الاجتماع ، وقد كان تنوع اهتماماته أثر كبير في تنوع و اختلاف إسهاماته في عدة مجالات وقد أبدى ماكس فيبر اهتماماً خاصاً بعلم الاجتماع والسياسة و الدين ، وكانوا أكثر مجالاته بوجه عام اهتمام. [2]

اهتم ماكس فيبر بظاهرة الحداثة ، وتحليلها ، اهتم بالاقتصاد في مؤسسات الدولة، وتطور الفكر الإداري ، وكان هو رائد استخدام وتعريف مصطلح البيروقراطية و الأخلاق البروتستانتية، و يعد ماكس فيبر واحد من المراجع لعلم الاجتماع فلا يزال الكثير من المهتمين بمجال الاجتماع يعودون إلى أفكاره وكتبه ، ونظرياته، ولا يخلو عقل دارس أو مهتم بعلم الاجتماع ، أو البحث في نشأة علم الاجتماع  ، من التأثر به، ومن أهم إسهاماته :

  • تقديم مجلة أرشيف للعلوم السياسية والاجتماعية.
  • عضو ألمانيا في مؤتمر السلام.
  • ألف كتاب اليهودية القديمة.
  • قدم كتاب الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية.
  • تفسير ظاهرة الحداثة.
  • ألف كتاب العلم والسياسة بوصفهما حرفة.
  • قدم كتاب مفاهيم أساسية في علم الاجتماع.
  • كتاب الاقتصاد والمجتمع.
  • قدم التصور النماذج المثالية.
  • قدم مصطلح البيروقراطية ومفهومه.
  • ألف كتاب ديانة الهند.
  • قدم دراسات دينية ، وواجه الفكر الماركسي ، و نقده.
  • وضع أطروحات في علاقة الدين بالاقتصاد.
  • بدأ بدراسة الدين الإسلامي ، وقبل وضع كتاب عنه ودراساته توفى.
  • ألف كتاب ديانة الصين.
  • تحويل علم الاجتماع إلى علم حديث.
  • قدم كتاب الأسس العقلانية والسوسيولوجية للموسيقى.
  • كتاب دعوة للعلم.
  • ألف كتاب علم الاجتماع والدين.
  • قدم مقالات متعددة في علم الاجتماع وتم ترجمتها وجمعها في كتب. [2]

أفكار ماكس فيبر

يعتقد ماكس فيبر بأن هناك علاقة تربط بين الحداثة من جهة ، وبين العقلانية ، وأن العلاقة التي تجمع بين العقلانية والحداثة علاقة قوية ، وتلك العلاقة هي السبب الذي أدى إلى وصول أوروبا وشعوبها إلى التقدم في عدة مجالات مثل البيروقراطية، التقنيات و السياسة.

كان من أفكار ماكس فيبر ، قدرته على النظر إلى حياة الفرد الأوروبي في هذه الفترة الزمنية مع الاتصال المفروض بين عالمه هو ،  وعالم غيره من باقي العوالم الأخرى للبشر الذي أخضعها لقوته بالغزو ، سواء في ذلك كان ذلك الغزو غزو فكري أو تقني أو غزو حقيقي عسكري ، وما سيصل إليه حال الفرد الأوروبي بعد ما قدمه من ثقافة ، وفكر. [3]

وفاة ماكس فيبر

في عام ألف تسعمائة و ثمانية عشر عاد ماكس فيبر من عزلته التي عاشها بعد وفاة والده ، وعاد للإنتاج الفكري ، والثقافي مرة أخرى ، وعمل على تقديم مقالاته العلمية ، حتى ظهور ما تسمى بـ الأنفلونزا الأسبانية ، والتي سادت في ذلك الوقت ، وإصابة ماكس فيبر، وتوفى بها في عام ألف وتسعمائة وعشرين عن عمر ست وخمسين عام.

Exit mobile version