ماهو معنى التسامح

تاثير التسامح على الافراد والمجمعات يعرف التسامح بأنه: الرغبة في قبول السلوك والمعتقدات التي تختلف عن سلوك ومعتقدات الفرد، على الرغم من أن الفرد قد لا يتفق أو يتوافق معها، وقد يشمل التسامح على القدرة على التعامل مع شيء مزعج أو نسيان الماضي، أو الاستمرار في الوجود في البيئة الاجتماعية على الرغم من الظروف السيئة أو الصعبة فيها، وهو ليس فضيلة غريزية، إذ غالبًا ما يتم الدفاع عنه والتشجيع عليه، ولا يتم الوصول إليه إلا بعد صراع أو حرب، وتبرز أهمية التسامح على الفرد والمجتمع في التغلب على التعصب والصراع أو تجنبهما، إذ يجب يتم التسامح على الأقل مع بعض الأشياء التي يرفضها المرء أو لا يوافق عليها أو يعارضها أو يكرهها. [١]

أهمية التسامح على الفرد والمجتمع

على الرغم من أن التسامح ليس بديهيًا، لكنه ليس أمرًا غريبًا أو غير مألوف، ولقد أثبت الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم أنهم يمتلكون الاستعداد النفسي والقدرة الذهنية على تحمل وقبول الاختلافات، والتي قد تبدو غير قابلة للتوفيق بين قيمهم الذاتية والمجتمعية، وأنماط حياتهم، بل وحتى المعتقدات الدينية الخاصة بهم وآرائهم السياسية وأهوائهم وتفضيلاتهم الشخصية بالمقارنة بالآخرين، إن الحاجة الملحة لممارسة التسامح وتعزيزه أمر واضح للغاية، فبدونه لا يمكن أن تستمر المجتمعات التي تحتوي التنوع وتسعى للمساواة والسلام، وسيتم التطرق إلى أهمية التسامح على الفرد والمجتمع في ضوء عدة أنواع سياسية وأخلاقية واجتماعية.[١]

التسامح السياسي

يشير مفهوم التسامح السياسي إلى أهمية التسامح على الفرد والمجتمع تجاه الأفعال السياسية في المجال العام، مثل إلقاء خطاب والتظاهر وتوزيع المنشورات وتنظيم الاجتماعات وما إلى ذلك، ويتعلق هذا النوع من التسامح بدعم الحريات المدنية، لاسيما تلك الحريات التي تحظى بها الجماعات التي لا يحبها المجتمع أو التي لا تحظى بشعبية، وقد كان التسامح السياسي موضوعًا للدراسات العلمية منذ الخمسينيات، بدءًا باستطلاع واسع النطاق للرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1954، وتشير بعض الدراسات النفسية إلى أن التسامح السياسي أمر أساسي، لأنه مهم لتشجيع والحفاظ على التسامح من الأنواع الأخرى، والجدير بالذكر أن التسامح السياسي لا يقتصر على التنوع في التوجهات السياسية، إذ يشير التسامح السياسي عادة إلى دعم الحقوق أو الحريات المدنية عبر الحدود الدينية والعرقية والسياسية والثقافية والجنسانية.[٢]

التسامح الأخلاقي

يعني هذا النوع أهمية التسامح على الفرد والمجتمع تجاه الأفعال الفردية والشخصية، وقد يشمل في معظم الأحيان وبشكل مثير للجدل خاصة في العقود الأخيرة جميع السلوكيات المرفوضة مجتمعيًا، ويتم التركيز فيه عادة على السلوك الجنسي، مثل تقبل العلاقات المؤقتة، أو الشذوذ الجنسي، أو حتى الإجهاض، وتوضح الدراسات النفسية أن ما هو على محك التسامح من عدمه ليس السلوك في حد ذاته، ولكن قد يشمل التسامح فكرة ما إذا كان ينبغي أن تخضع بعض الممارسات لرقابة مجتمعية أو حكومية، وهذا التوتر بين الحكم الذاتي الفردي والسيطرة العامة بارز أيضًا في المناقشات المعاصرة حول الموت الرحيم، في التاريخ المعاصر، يمكن ملاحظة التحول في التسامح تجاه بعض السلوكيات الجنسية، إذ تغير الحال من التعصب والرفض التام -الحظر العام والخاص-، إلى التسامح – أفكار أن السلوك الجنسي هو أمر خاص، ويجب ألا تتدخل فيه المجتمعات او الحكومات- مثل الاعتراف العلني بحق المثليين جنسيًا في الزواج وتبني الأطفال في بعض البلدان في العقود الماضية.[٣]

التسامح الاجتماعي

النوع الثالث من التسامح هو التسامح الاجتماعي، وتبرز أهمية التسامح على الفرد والمجتمع في الناحية الاجتماعية بقبول الخصائص الوراثية التي يكتسبها الإنسان عند الولادة مثل لون البشرة، أو اكتسابها في التنشئة الاجتماعية المبكرة مثل اللغة، ويوضح علم النفس الاجتماعي أنه في كثير من الأحيان لا تكون الخصائص في حد ذاتها محورًا للنزاع الاجتماعي، ولكن يكون السلوك هو محورها، مثل الأفعال التي تعد -غير مناسبة- للأشخاص الذين يمتلكون هذه الخصائص، أحد أمثلة هذا النوع من التسامح والذي يستعمل لتوضيح أهمية التسامح على الفرد والمجتمع هو استخدام وسائل النقل العام وغيرها من المرافق العامة من قبل الأفراد ذوي البشرة السوداء، والذي لم يكن أمرًا يتم التسامح معه في الولايات المتحدة الأمريكية حتى فترة طويلة من ستينيات القرن السابق، وقد اصبح من الواضح أن ما يُعد مقبولًا يختلف بمرور الوقت والمكان ويخضع للتحولات الاجتماعية والمجتمعية والسياسية.[٤]

Exit mobile version