تقاليد الشعب الصيني

ما أهم ما يُميز الثقافة الصينية عن غيرها من الثقافات؟تتميز كل دولة في العالم عن غيرها من الدول بعاداتها وتقاليدها الخاصة بها؛ إذ تعكس هذه التقاليد الثقافة الخاصة بكل شعب على حِدة[١]، والصين واحدة من هذه الدول التي تمتلك ثقافة تنفرد بها عن غيرها؛ فالثقافة الصينية اليوم هي مزيج من تقاليد العالم القديم وأسلوب الحياة الغربي[٢]، ومن الجدير ذكره أنّ الصين تُعد واحدة من الوجهات السياحية الخمس الأولى في العالم، لذلك لا بدّ من التطرق للحديث عن عاداتها وتقاليدها، والتي تتمثل بما يأتي:

عادات وتقاليد تناول الطعام

ما هو أهم ما يُميز المطبخ الصيني؟

يتميز المطبخ الصيني بكثرة ألوان الأطعمة وأشكالها ومذاقها الشهي المُتعارَف عليه؛ وذلك كنتيجة لما كان منتشرًا بين الأباطرة في عهد السلالات الحاكمة، إذ كانوا يقيمون الولائم الضخمة جدًا، ويقدمون أصنافًا متنوعة من الطعام[١]، وفيما يأتي أهم عادات وتقاليد تناول الطعام عند الصينين:

  • تدخل الخضار المشهورة في البلاد العربية بشكل كبير في المطبخ الصيني؛ كالفلفل الأحمر الرومي والبازلاء والكرنب والقرنبيط والخيار، بالإضافة إلى الخضروات المميزة المطبخ الصيني كالصويا والبصل الأخضر والبطاطا وصلصة الصويا وكذلك الأرز[٣].
  • يضع الشعب الصيني عند تناول الطعام أطباق الطعام في منتصف الطاولة؛ وذلك لكي يتسنى للجميع في التشارك بتناول الطعام[٤].
  • لا يشرع أيّ شخص بالقيام بتناول الطعام حتى يحضر كافة أفراد العائلة[٥].
  • دائمًا ما تتميز مائدتهم بوجود الأرز والعصيدة والحساء، فعادةً ما يتم في البداية تقديم الطعام لكبار السن والشباب، ثم الرجال والأطفال والنساء، أمّا في بعض الأماكن؛ فتقوم الأسرة بتناول الطعام سويًا، وعند البعض الأخر يأكل الرجال والنساء بشكل منفصل، كما أنّه يوجد أماكن تأكل فيها النساء بعد انتهاء الرجال من الأكل[٥].
  • يتناول 94% من الصينيين ثلاث وجبات يوميًا، بينما يتناول 5٪ منهم وجبتين فقط، إلا أنّه يمكن أنّ يختلف الوضع من المناطق الحضرية إلى المناطق الريفية، إذ تناول ربع سكان المناطق الريفية الفقيرة وجبتين فقط، أمّا في بعض المناطق الريفية شمالًا، فيتناول عادةً السكان ثلاث وجبات يوميًا في موسم الحصاد ووجبتين في مواسم أخرى[٥].

عادات وتقاليد تناول الشراب

ما هو المشروب الأكثر تداولًا في الصين؟

يُعد الشاي المشروب الأكثر شيوعًا بين الصينيين؛ إذ يُقدَم الشاي في أغلب الأحيان قبل جلوس الزبون أو بعد جلوسه مباشرةً، كما يُمكن شرب الشاي أثناء تناول الوجبة، مع أنّه يتم في أغلب الأحيان تقديم الماء؛ ومع ذلك يبقى الشاي المشروب الأكثر تقديمًا، ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ كلمة شكرًا أيّ (谢谢, xiexie) بالصينية تقال للنادل الذي يعيد ملء الكؤوس[٦].

أو قد يتم قرع الطاولة مرتين أثناء المحادثات؛ وذلك لشكره دون حدوث أيّ مقاطعة، إلا أنّه يجب القيام بهذه الممارسات بحذر شديد، إذ يُعد قرع الطاولة أو إصدار أصوات من الأواني في التقليد الصيني خُلقًا سيئًا، ومن الجدير ذكره أنّه لايتم تقديم أيّ مشروبات أخرى في بداية الطعام، كما أنّه عادةً مايتم تقديم المشروبات في جرة أو زجاجة كبيرة؛ يتم الصب منها في الزجاجات على الطاولة[٧].

عادات وتقاليد طقوس الأعياد

ما هي الأعياد التي يحتفل بها الصينيون كل عام؟

يحتفل الصينيون كل عام بعددٍ من الأعياد التقليدية الأساسية الخاصة بهم، إذ تتزين احتفالاتهم بتقاليد وطقوس ينفردون بها، وفيما يأتي بعض عادات وتقاليد طقوس الأعياد التي يحتفل بها الصينيون كل عام[٨]:

عيد الربيع

يُعد عيد الربيع أو عيد رأس السنة الجديدة أول عيد في السنة عند الصينين؛ فهو عيد تقليدي يكون في أول يوم من الشهر القمري الأول، حيث تقوم كل عائلة صينية في هذا اليوم بوضع لافتات اليُمن والبركة على واجهات منازلهم، بالإضافة لتزين بيوتهم برسومات عن رأس السنة، فيقوم الأقارب والأصدقاء في هذا اليوم بزيارة بعضهم البعض وتقديم التهاني[٨].

يتناول الصينيون في الليلة التي تسبق يوم العيد طعام عشية السنة القمرية، ويسهرون حتى صبيحة يوم العيد يلهون ويمرحون، ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّه يقام في أيام عيدالربيع في مختلف الأماكن نشاطات ترفيهية وتقليدية خاصة بهم، كرقصة الأسد ورقصة فانوس التنين ورقصة التجديف والمشي على الطاولات[٩].

عيد يوان شياو

يسمى أيضًا عيد الفوانيس، والذي يتم الاحتفال به في ليلة الخامس عشر من الشهر القمري الأول، إذ يتناول فيه الصينيون يوان شياو؛ أيّ كريات مستديرة من دقيق الأرز اللزج المحشوة بالسكر وغيرها، كما ينظرون إلى الفوانيس الملونة، ويُقام أيضًا في العديد من المدن عروضًا للفوانيس الملونة ذات الأشكال والأنواع المختلفة، أمّا احتفالات الأرياف فتضم نشاطات ترفيهية؛ كالألعاب النارية والمشي على الطاولات ورقصة فانوس التنين ورقصة شعبية جماعية ولعبة الأرجوحة[٩].

عيد تشينغ مينغ

يُسمى أيضًا بعيد الصفاء والنقاء، وهو اليوم الذي يُصادف اليوم الذي يسبق أو يلحق اليوم الخامس من إبريل كل عام، فهو عيد كان يُقام قديمًا لتقديم الاحترام للأسلاف في المقابر، إلا أنّه حاليًا أصبح الناس يقومون فيه بنشاطات لإحياء ذكرى الشهداء وزيارة أضرحتهم[٩].

ومن الجدير ذكره أنّ هذا العيد يقام سنويًا بالمصادفة مع اعتدال درجات الحرارة ورجوع اللون الأخضر للأشجار، ويسمى هذا العيد أيضًا بعيد المشي على الخضرة، وذلك لأنّه دائمًا ما يستمتع الناس في هذا اليوم ويقومون بالخروج من منازلهم للتنزه في أكثر الأماكن التي تتميز بالخضرة، بالإضافة إلى اللهو بالطائرات الورقية والتمتع بكل أشكال ومظاهر الربيع[٨].

عيد دوان وو

والذي يُقام باليوم الخامس من الشهر القمري الخامس، ويُقال أنّ هذا العيد يقوم بإحياء ذكرى الشاعر الوطني تشيوي يوان، فمنذ وفاة هذا الشاعر حتى هذا اليوم يقوم الصينيون بتجديف القوارب على شكل تنين تعبيرًا عن حزنهم، كما يقومون بإلقاء قطع من الخيزران المحشوة بالأرز في الأنهار على أنها قرابين، وحتى هذا اليوم ما زالت هذه العادات والأنشطة قائمة وشائعة[٩].

عيد تشونغ تشيو

يقع اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الثامن في منتصف الخريف، وهو اليوم الذي يُصادف عيد تشونغ تشيو أو عيد منتصف الخريف، إذ كان الناس في هذا اليوم في العصور القديمة يقدمون قرابين من الكعك فاخر النوع لآلهة القمر، ثم يقومون بتوزيعه على كل فرد من أفراد الأسرة لتناوله؛ ليعد هذا رمزًا للمّ الشمل[٩].

عيد تشونغ يانغ

عيد تشونغ يانغ أو عيد التسعة المزدوجة، وهو العيد الذي يُقام في اليوم التاسع من الشهر التاسع، فالرقم تسعة في العصور القديمة يُعتبر الرقم يانغ أيّ الإيجابي والمذكر، حيث اعتبر الناس قديمًا هذا اليوم يومًا مباركًا، إذ اعتاد الصينيون في هذا العيد أن يستسلقوا الجبال ويأكلون الكعك والتمتع بالطبيعة، كما صار هذا العيد منذ ثمانينات القرن العشرين عيد احترام المسنين، إذ يتم في هذا اليوم نشاطات لاحترام المسنين في جميع أنحاء الصين[٩].

عادات وتقاليد الطقوس الدينية

ليس فقط في الأعياد والطعام والشراب، وإنما للطقوس الدينية خصوصيتها عن الشعب الصيني، حيث تعود هذه العادات لطبيعة الكنيسة ومنها:[١٠]

  • الكنيسة التاوية أو التي يطلقون عليها الطاوية المسؤولة عن كل من الطقوس والخدمات الدينية القائمة على تكفير الخطيئة وكفارة المرض “الذي يُعتقد أنه حدث بسبب الخطيئة”، جيث يتلو الكاهن تعاويذ على الماء ثم يشربه المتقدم للتوبة، فإذا لم تنجح تلك العملية في شفائه فإنه يعتبر قليل الإيمان وعلى هذا لم يتم شفاؤه.
  • الكنيسة الغربية حيث يدفع الشخص المؤمن مكاييل من الأرز على أنها فدية مالية للتكفير عن الخطايا، وعلى هذا تكتب الخطايا وتسجل كل الاعترافات في ثلاث نسخ؛ توجه واحدة للسماء وواحدة للأرض والأخرى إلى الماء، والخطايا التي يُكفر عنها بهذه الطريقة هي: السكر، الفسق، السرقة.

لمعرفة تفاصيل عادات وتقاليد الشعب الصيني في الزواج اضغط الرابط الآتي: عادات وتقاليد الصين في الزواج.

من أين بدأت الحضارة الصينية؟

ما هو الاسم الذي كانت تُعرف فيه حضارة الصين القديمة؟

كانت تعرف الصين قديمًا باسم “هان الصينية”، والتي تُعد واحدة من أكثر الحضارات تنوعًا على الإطلاق، وكانت حضارات “النهر الأصفر” الموطن الرئيس لحضارة الصين، إذ حكم الإمبراطور الأصفر الأسطوري في بادئ الأمر الصين في عام 2700 ق.م، ثم بدأت بعد ذلك السلالات بالحكم واستمرت حتى فترة طويلة، ثم في عام 2070 ق.م كانت أسرة شيا أول عائلة ملكية تحكم الصين بأكملها، وكان ذلك وفقًا لما هو موثق في السجلات التاريخية القديمة[١١].

فتعاقبت السلالات الحاكمة للصين بعد ذلك بأكثر من فترة زمنية لنهاية سلالة كينغ التي انتهت كنتيجة لقيام ثورة شينهاي في عام 1912م، فقد تميزت هذه الحضارة التي أبهرت العامة قبل مؤرخين الكتب والحضارات، فقد قدمت هذه الحضارة أهم الاختراعات التي تداولها العالم حتى هذا اليوم كالبارود والورق والطباعة والبوصلة، والكحول، والمدافع والكثير غيرها[١١].

Exit mobile version