بداية كتاب مروج الذهب

يعتبر هذا الكتاب ذا قيمة تاريخية في تاريخ المسعودي  ويبدأ بالخلق وينتهي بعهد الخليفة المطيع العباس المطيع لله

وهذا ما توصل إليه المسعودي في أسفاره وبذل فيه أمواله ليجمعه لطالب العلم والباحث عنه أبو الحسن على بن الحسين بن على المسعودي أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي ” 896 -956 م، و 283 -345 هـ”.

هيرودوت العرب

هو واحد من أهم كتب حقبته الزمنية وهو مؤرخ وجغرافي عربي، اشتهر باسم “هيرودوت العرب”، فقد قام في ذلك الوقت أبو الحسن بجمع التاريخ والعلوم الجغرافية في عمل مجمع يعد الأقوى على الإطلاق ، لأن هذا الكتاب الذي يحمل عنوان ” مروج الذهب ومعادن الجوهر”، هو كتاب حول تاريخ العالم أجمع فقد يجمع نسختين معدَّلتين من عملين سابقين للمسعودي، بالإضافة الى أن النصف الأول من الكتاب ذو قيمة هائلة وكتابه تقنية وجمع أحداث غير عادية ، على الرغم من أنه يبدو في بعض الأماكن ممعِناً في سرده وغير واضح التقسيم.

بداية كتاب مروج العرب

حيث يبدأ الكتاب بالحديث عن خلق العالم والتاريخ اليهودي، ألا وهو بداية الخلق والديانات ومهد الحضارات التي قام بها اليهود، إلي أن تأتي الفصول فيما بعد تحمل تفاصيل وصف للتاريخ والجغرافيا والحياة الاجتماعية والعادات الدينية للأراضي غير الإسلامية كاليهودية والمسيحية والديانات الأخرى مثل الهند واليونان وروما، ويشمل العمل أيضًا حسابات المحيطات وحساب تقويمات الأمم المختلفة والمناخ والنظام الشمسي والمعابد الكبيرة.

هناك أقسام مثيرة ونادرة تم تكريسها للغوص بحثاً عن اللؤلؤ في قاع الخليج العربي وفى هذا الفصل قد يجد الكثير أمورًا لا يعرفها من قبل والكهرمان في شرق أفريقيا، والعادات الهندية لدفن الموتى، والطرق البرية التي تؤدي إلى الصين التي اكتشفت من قبل العصر، والملاحة البحرية وتعدد المخاطر المختلفة مثل العواصف والأعاصير، بالإضافة إلى توضيح خصائص ومواقع البحار بالنسبة إلى بعضها البعض.

وصف كتاب مروج الذهب

أصبح منذ قديم الأذل كتاب مروج الذهب واحدًا من أهم المؤلفات العربية، ويقسم الكتاب إلى جزءٍ تاريخيّ وآخر جغرافيّ، فالجزء التاريخي قام بقسمه إلى نصفين، يتضمّن القسم الأول بدء الخلق، وقصص الأنبياء، وتاريخ العصور القديمة من اليونان، والفرس، والرومان، والعرب القدامى، ودياناتهم، وعاداتهم، والتقويم والأشهر، والبعثة النبوية، والعصور العربية الإسلامية منذ عصر الرسول صلّى الله عليه وسلم إلى خلافة عثمان بن عفّان.

جاء في قسمه الثاني متضمنـًا خلافة علي بن أبي طالب، والخلافة الأموية، والخلافة العباسية وصولاً إلى عهد الخليفة المطيع لله العباسيّ، وعن الجزء الجغرافيّ من الكتاب فتضمّن العديد من المعلومات الجغرافية؛ فقد تحدّث عن استدارة الأرض، والغلاف الجويّ الذي يُحيط بها، وكروية البحار، والعواصف التي تؤثر في الخليج العربيّ وما حوله من مناطق، ووصف الأنهار، والجبال، وبيّن مساحة الأرض، وتحدّث عن الزلازل التي حدثت عام 334هـ، كما وضّح ظاهرة المدّ والجزر وتأثير القمر بذلك، وبيّن دورة الماء في الطبيعة وتجمّع الأملاح في البحار، وتحدّث عن البراكين الكبريتية الموجودة أعلى بعض الجبال وغيرها.

الجزء الأول من كتاب مروج الذهب

في بداية الكتاب “الجزء الأول”، سطر أبو الحسين أحرفه عن خلق الأرض في مراحلها ثم تناول خلق السماء وتكويناتها والشمس والقمر وحركة دورانهما حول الكرة الأرضية وتناول صفات الملائكة وبعض شكلها ، ثم خلق آدم وحواء وقصتهما في الجنة ومكان طرد كل منهما في الأرض، و بعد ذلك تم تناول أبنائهما وتتابع نسلهما وأعمارهم المختلفة ، وولاية أبنائهم إلى ذكر إبراهيم عليه السلام.

ثم ذكر قصة أصحاب المؤتفكة ثم من أولاد إبراهيم إسحاق ثم يعقوب من إسحاق ويوسف وموسى وتشتتهم في الأرض، وفيما بعد تناول حياة مولد عيسى عليه السلام وحقيقة تاريخه وذكر الفترة بعده إلى مولد محمد عليه الصلاة والسلام، ثم أتى من ذكر أرض الهند وأخبارها وممالكها وملوكها وصفاتها وصناعتها وطبائعها وعادتها وحكمتها من صناعة حجر النرد واستخدامها له، وذكر من علوم الكون شكل الأرض وموضعها بين الكواكب والنجوم وأبعادها الجغرافية ومقاييسها ، وذكر أبحارها أسماءهم وأممهم وممالكهم وما كان من أسباب حدوثها وانتقالها وتغيير مواضعها.

ثم ذكر من علوم الكواكب والأفلاك، وتناول أيضا في الفصل الأول وصف مصر والإسكندرية وحكم الإسكندر المقدوني ونسبه وصناعته وتشييده البناء وقصة إقامته حضارة الإسكندرية وما أراد منها ووصف حضارة الصعيد وبذل المسلمين المال الكثير لحفر أرضها واستخراج مخبئتها وكشف أسرارها، وعدد في ملوك مصر وسنين حكمهم إلى عام تسجيله الكتاب في 332هجرية.

الجزء الثاني من كتاب مروج الذهب

“الجزء الثاني” يتناول فيه المسعودي الحديث حول البلدان الجميلة صاحبة التراث السودان والنوبة ويكمل بعض الحديث عن مصر وكل هذا خارج الإطار التاريخي إلا ما نذر فهو يركز على الجغرافيا والمعالم، ثم الحديث عن الصقالبة والإفرنج “دول إنجلترا وفرنسا وبعض دول أوروبا اليوم”، ثم يتحدث عن بعض العرب البائدة، ثم فصل جميل عن “تأثير البيئة الطبيعية”، لكن ليس بروعة ما سوف يكتب بعد عدة قرون من عهده “ابن خلدون“.

يتحدث عن اليمن وكل ما جاء فيها ويطيل الحديث عنها وهي تستحق ذلك لعظم حضارتها وتاريخها، ثم يتناول الشام وكل ما فيها من دول وحروب وأنساب ومعالم ومدن وبين كل هذه المواضيع الكثير من المواضيع المتشعبة والمتفرعة المختصة بتاريخ شبه جزيرة العرب وهذا كان خروج عن وحدة الكتاب كأحاديث عن الجن والشياطين وأيام العرب والكهانة، وذكرت في مميزات كتابه سرعة تأليفه واستعجاله في إخراج مؤلفاته، ثم يبدأ في الربع الأخير من الانتقال تمامًا للعرب والتعريف بهم وتناول حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – منذ مولده حتى وفاته

الجزء الثالث من مروج الذهب

“الجزء الثالث” وهنا قام المؤلف بالاهتمام في هذا الجزء عن الحسن رضي الله عنه حتى تنازله عن الخلافة ووفاته وذكر خلافة معاوية ، رضي الله عنه ، بشكل مفصل وبتفسير شامل للمحتوى الذي قدمه وقيام الدولة الأموية وتناولهم حتى سقوطهم ولا يذكر الكثير عن إيجابيات هذه الخلافة وكأنها مسحت من التاريخ وهذا الامر شكل شيئا سلبى لدى القراء و ليس غير طعنه فيهم واحد تلو الآخر والتعريض بهم وذكر قصص عنهم تظن أنه يمدح أحدهم ولكن بين أسطرها يخفي الذي يبدي فقد يظهر شيئا عكس ما في باطنه في هذا الشأن ، ولا يتحدث كثيرًا عن مرحلة تأسيس الدولة العباسية والدعوة السرية بشكل مبسط او مفسر ، ويتناول سيرة الخلفاء العباسيين حتى نهاية عهد الأمويين.

الجزء الرابع من كتاب مروج الذهب

“الجزء الرابع” قام المسعودي في فصله الرابع من كتابه بالحديث عن عهد المأمون وقتله لأخيه الأمين ثم تطرق بالحديث عن الخلفاء العباسيين وقام في هذا الفصل بذكر مساوئ كل خلفائهم كما فعل مع الخلفاء الأمويين رغم أنه كان يجب عليه ذكر الإيجابيات الخاصة مما أثر على عدم إتمام الحقيقة كامله بهم ، ويشيد هذا الفصل بالكتاب بثورات العلويين وأحقيتها دون النظر في سببها أو في نتائجها، ولا الأحداث المترتبة حول تلك الظواهر وينتهي الجزء الرابع عن الخليفة العباسي المطيع بالله، ويتخلل الجزء كسابقيه الحديث عن آل البيت.

مؤلفات المسعودي

عاش المسعودي مكرسًا حياته فقط من أجل إثراء الحياة الأدبية ومن خلال رحلته الحياتية ترك إرثا أدبيًا كبيرًا وله العديد من المؤلفات، يأتي علي رأس القائمة كتاب مروج الذهب، وأخبار الزمان ومن أباده الحدثان، والتنبيه والإشراف، وأخبار الخوارج، وذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور، والرسائل، والاستذكار بما مر في سالف الأعصار، وقد ظل المسعودي مقيماً في مصر حتّى توفي فيها عام 346 هـ.

تاريخ المسعودي

لم يكن كغيره من المؤلفين أو الكتاب بل كان يغار بشدة على ما كل كتبه فكان مفتونًا بكتابه حتى أنه دعا علي من يسرق أو يبدل أو يغير أو يحرف شيء منه وتوعده بالعقاب والحساب والدعاء عليه وويله من الله، لدرجة أن الكثير ظل خائفا من حمل الكتاب بين يديه وحقيقه الأمر لم يختلف كتابه كثيرًا فيما كتب سابقوه بل من السلبيات الكثير كالقدح وعدم الأمانة.

لكن الكثير كان لم يلجأ لما يكتبه المسعودي حيث عرف عنه عدم مراجعته لمؤلفاته ولا الاهتمام بها بشكل دقيق وسبب ذلك أنه كان غزير الإنتاج حتى كتابه هذا قال إنه أنهاه في عام واحد، فقد كتب تاريخه بعيدًا عن الالتزام بنظام الحوليات بل كان يستند كثيرًا على الموضوع المستقل كمباحثات وفصول ومقسمة لعدة أجزاء ونقاط ومحاور ، ولا يعني هذا خلو تاريخه من طريقة الحوليات بل تجده مثلًا عند الحديث عن حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم ، يذكر السنة الأولى، السنة الثاني، وتناول هذه الأحداث بشكل كبير ومبالغ فيه مما يترك أثرا طيبا عند القارئ.

ورغم كل ذلك غضب الكثير من كتاب المسعودي الذي تجاهل فيه إنصاف أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما توثيقيًا فكان حديثه سريع ولكن عندما ينتقل عن عثمان ، رضي الله عنه ، يطيل الحديث لتعريته وتشويه صورته وفى هذه النقطة يفقد الكثير من محبيه وقرائه ولما يترتب عليها لبداية عهد علي بن أبي طالب الحسن – رضي الله عنهما – وهذا غير منهجي.

بالإضافة إلى أنه اعتمد على ضعيفي السند ممن وثقهم رجال الجرح والتعديل ،”علم مختص بضعف وقوة أصحاب الروايات في التاريخ عامة”، وهنا يدعى شيئا من الفقر الإبداعي الذي يفقد للقاري مصداقيته فيمن يكتب وميله للضعفاء والمسكوت عنهم بل والمطعون فيهم دون نقد مروياتهم، وبقية الكتاب تناول المسعودى ذكر آل البيت فحاد عن الغاية الأولى ولو كان الكتاب عن ذكر آل البيت فلابأس بذلك رغم وجود كتاب له تحت هذا الباب.