الوقف الخيري يعني في الأساس عملية جمع الأموال وتوظيف استهلاكها للفقراء والمحتاجين في المجتمع من خلال بقاء تلك الأموال التي تم جمعها من خلال الجهات المانحة والعمل على إبقائها مكرسة للاستفادة منها في العديد من جوانب الخير المختلفة
مثال أن يكون صدقة جارية على الفقراء والمحتاجين واليتامى في المجتمع إذ أن فكرة الوقف الخيري هي تلك الفكرة القائمة على التبرع من الأفراد الأغنياء في المجتمع والزكاة عن أموالهم في وجوه الخير المتعددة ، حيث يتم توظيف تلك الأموال والتصدق بها على تلك الطبقات الفقيرة بالمجتمع والتي هي بحاجة إلى المساعدة والدعم وكلمة الوقف من حيث معناها اللغوي هي تلك الكلمة التي تعني الحبس والمنع أي حبس الأموال والممتلكات وحظر امتلاكها لأي جهة معينة وذلك من أجل العمل على توجيهها للاستفادة منها في عدة مجالات كالمزارع أو الأعمال التجارية أو العقارات أو استغلالها في العمليات الإنتاجية لتحقيق عائد منها يتم توجيهه إلى فئات مجتمعية بحاجة إلى المساعدة و يكون ذلك من خلال توزيع الطعام أو الملابس أو الأدوية للمرض أو بناء المساجد للصلاة أو المستشفيات أو دور المسنين و الذين لا يجدون من يرعاهم في تلك المراحل العمرية المتقدمة من حياتهم وكذلك الأيتام والذين يحتاجون إلى إيجاد بيوت ومساكن لإيوائهم والعمل على تربيتهم وتعليمهم أي أن المقصود كمفهوم عام للوقف الخيري هو تقديم كل أوجه المساعدة والدعم للفقراء والمحتاجين والأيتام والمرضى وكبار السن أي كل تلك الفئات الغير قادرة في المجتمع .
فوائد الوقف الخيرى للمجتمع
:- للوقف الخيرى العديد من الفوائد التي تعود على المجتمع و منها :- أولاً :- الصدقة الجارية وهي عبارة عن ذلك الشخص الذي يوجد لديه الرغبة في التصدق بأمواله أو جزء منها إلى أعمال الخير مما يعود إليه بالفائدة والخير والحسنات والتي هي تظل متواصلة حتى بعد وفاته كبناء المساجد ليقوم الناس بأداء الصلاة بها أو إنشاء المستشفيات التي يتعالج بها غير القادرين والفقراء ، حيث أن كل تلك الأعمال من الأعمال الصالحة و التي ينتفع بها الإنسان في حياته وفى مماته.
ثانياً :- مساعدة الدولة في عملية الرعاية بأفرادها وذلك من خلال إزالة بعض من أعباء وتكاليف إنشاء المؤسسات الخاصة بتقديم الخدمات مثل المستشفيات والمساجد وبيوت كبار السن دور المسنين وبالتالي مساندة الدولة في أداء دورها الخدمي للأفراد .
ثالثاً :- التقرب إلى الله تعالى ونيل رضاه ، حيث أن الوقف من تلك الأعمال الخيرية التي هي امتثال لأوامر الله عز وجل في الإسلام بالوقوف بجانب المحتاج والفقير ومساعدته بشتى الصور .
رابعاً:– انتشار الألفة والحب والتماسك بين أفراد المجتمع إذ أن يقوم الغنى بالتصدق على الفقير يتولد كنتيجة لذلك الشعور بالألفة والتسامح والتماسك بين كل أفراد المجتمع غنيهم وفقيرهم وتموت تلك الأحاسيس السلبية مثل الحقد والحسد والبغضاء بين أفراد المجتمع مما يزيد من تماسكهم وارتباطهم وانتمائهم .
خامساً :- تولد روح الخير والمساعدة والعطاء بين أفراد المجتمع الواحد حيث سيعتاد الناس على مساعدة بعضهم البعض مما يحقق مبدا الإسلام التكافلي بين أفراد المجتمع .
أهم مجالات الوقف الخيري
:-
أولاً :- بناء دور العبادة كالمساجد ودور تحفيظ القران المجانية للمسلمين .
ثانياً : – الوقف في الجهاد في سبيل الله عز وجل .
ثالثاً :- توزيع الملابس والمون الغذائية على المحتاجين والفقراء في المجتمع .
رابعاً :- إنشاء وبناء المراكز والبيوت الخاصة برعاية الأيتام والاعتناء بهم وتربيتهم .
خامساً :- إنشاء المكتبات العلمية للمسلمين مما يمكنهم من الثقافة والاطلاع .
أنواع الوقف الخيري
:- الوقف الخيرى الفردى :- وهو ذلك الوقف القائم وظيفته على جهة محددة ومعينة كرعاية الأيتام وهي تلك المنفعة الخاصة بالتقرب إلى الله تعالى والمحددة الهدف .
الوقف الأهلي : – وهو ذلك النوع من الوقف الخيرى والذي يكون وظيفته الأساسية المنفعة للأهل أو الأقارب أو أفراد معينين منهم .
الوقف المشترك :- وهو ذلك النوع من الوقف الخيرى الأهلي والذي تقوم وظيفته على الاستفادة منه للأقارب أو للأهل وفى نفس الوقت يتم توزيع الفائض منه على الفقراء والمساكين بشكل عام أو حتى لجهات معينة .
الوقف الجماعي :- وهو ذلك النوع من أنواع الوقف والذي تكون وظيفته قائمة على تقديم المساعدة إلى الجميع من أفراد المجتمع وليس الاقتصار على فئة محددة فقط منه مثل بناء المساجد أو المستشفيات ودور الأيتام والمحتاجين بوجه عام حيث تتميز خدماته بالعموم .